مدرين المكتومية
تراودني كثير من الأحلام هذه الأيام، فأستيقظ من نومي إمّا بمزاج سيء أو سعادة غامرة.. بعدها أحمد الله على ما أنا فيه وأشكره على نعمه، فهناك الكثير من الأمنيات التي تداعب مشاعرنا وتقترب منا في الأحلام، فنشعر وكأنها تحققت، وكأننا نعتلي القمة ونعيش حياة لا مثيل لها حتى وإن كانت مجرد حلم فيكفي روعته وجماله، في حين أنّ هناك الكثير من المخاوف والهموم تأتي على شكل كوابيس مفزعة وثقيلة على القلب فتخنق المشاعر وتجعل المزاج سيئا؛ لتجر خلفها كل ما هو مزعج.
على الرغم من أنّ الأحلام هي بوابة العبور لذلك العالم المليء بالمفاجآت والألغاز والذي يفصلنا عن الموت والحياة.. كل شيء فيه يحدث لا إرادياً، لكنّه يتشكل من نوازعنا النفسية وحصيلة أفكارنا ورغباتنا وأمانينا ومخاوفنا، هو عالم لا يمكن أن نلمسه أو نتدخل فيه مباشرة بقدر ما يمكن أن نتعرّف على البعض من مسبباته، بحيث إنّ أغلب ما قد يصادفنا فيه هو أمّا يكون بعامل نفسي وعقلي أو بفعل ضغوطات نفسيّة نعيشها، وفي كل الأحوال تأتي تلك التراكمات على هيئة حلم أو كابوس نستيقظ منه بمزاج لا دخل لنا فيه بقرار أو باختيار، وتجد البعض منا يسارع بالتأكد من أنّه كان يحلم بالفعل.
فالأحلام بعضها يأتي على شكل أمنيات علقت بأذهاننا منذ الصغر وسعينا لتحقيقها طوال فترة البحث والتعثر التي عشناها ولازلنا نبحث عنها بين الحين والآخر؛ أملاً في أن نسجلها ضمن إنجازاتنا في الواقع، ولكن إن فشلنا فيها فهذا يعني أننا في انتظار الفرص الأجمل والأفضل، تلك التي تأتي للصابرين جزاء على صبرهم، ولكن اعتدت أيضا في صغري عندما أفشل في سعيي لشيء ما أن أطلب من الله تعالى أن يحققه لي، وأزيد على ذلك بأن أطلب من والديّ الدعاء، فأنا أستمد منهما تلك الطاقة العجيبة في تقبل وتحمل أي شيء، وتغيير ما يمكن تغييره؛ ومع ذلك لا أقف أبداً عند مفترق الطريق، أو عند حلم لاح لي ثمّ أفل، أو عند أمنية لازالت ومضات تحقيقها تدلنا على الطريق؛ بل أواصل حتى أصل مهما كانت العوائق والمتاريس؛ فالحلم يكمن في الأشياء البسيطة التي يراها غيري مبالغ فيها.
كل شيء يأتي بموجب أمنية وحلم هو جميل ورائع؛ وكل ما يختلط به من ألم هو السعادة التي ستجعلنا نفاخر به عند تحقيقه، فالحلم الذي لم يتحقق سأتبعه للبعيد، وسأظل بانتظاره كأي عاشق لا زال متمسكا بأمل الانتظار..
لو توقفنا عن الحلم سنموت، فنحن نعيش بالحلم ونعيش على تحقيقه مهما واجهنا من صعوبات واعترضتنا العثرات.. سنظل نحلم للأبد، وفي كل وقت ستتغير أحلامنا كما تتغير محطات حياتنا، لكننا سنظل في انتظار تحقيقها جميعا.. ويا حلمي "أشوفك بُكرة في الموعد" وتصوروا بعدها "روعة المشهد"..
madreen@alroya.info