كتاب جديد من تأليف علماء آثار أمريكيين يترجم التعاون بين الوزارة وجامعة بنسلفانيا

"التراث والثقافة" تكشف أسرار وتفاصيل "أبراج العصر البرونزي في بات".. ونتائج علمية فريدة عن حضارة مجان

...
...
...
...

◄ مدير عام الآثار: الكتاب مساهمة علمية في فهم مستوطنات الألف الثالث قبل الميلاد بعُمان

الرؤية- مدرين المكتوميّة

دشنت وزارة التراث والثقافة أمس بقاعة جبرين بديوان عام وزارة التراث والثقافة كتاب "أبراج العصر البرونزي في بات" والذي يعد من أهم المؤلفات العلمية حول مواقع ما قبل التاريخ في عمان وتحديدا عن مواقع الألفية الثالثة قبل الميلاد والتي ازدهرت فيها حضارة مجان، شارك في تأليف هذا الإصدار الهام نخبة من علماء الآثار الأمريكيين وهم الدكتور كريستوفر ثورنتن والدكتورة شارلوت كابل والدكتور الراحل جريجوري بوسيل 2007م إلى 2011.

وقال سلطان بن سيف البكري، مدير عام الاثار إن تدشين الكتاب الذي تمت طباعته في الولايات المتحدة الأمريكية هو ثمرة للتعاون بين وزارة التراث والثقافة وجامعة بنلسفانيا، ويضم نتائج علمية لمشروع امتد 6 مواسم ما بين عامي 2007 و2012 في أبراج الألف الثالث قبل الميلاد في موقع بات والخطم والعين المدرج على قائمة التراث العالمي في عام 1988. وأشار إلى أن هذه الأبراج تعد نموذجاً بارزاً لمستوطنات الألف الثالث قبل الميلاد، وتمثل أكبر التجمعات لها في المنطقة، وهي أبراج ضخمة مبنية بالصخور الجيرية المتقنة في تشذيبها وذات تصميم رائع في البناء، ولا يزال الغموض يعتري الهدف من بنائها والذي تعددت الآراء حوله.

ويتضمن الإصدار نتائج أعمال الدراسات والتنقيبات المركزة في هذه الأبراج التي شارك فيها العديد من المختصين في الآثار شملت دراسة العمارة والتربة والمكتشفات الأثرية والمباني الاستيطانية والرسومات على واجهات هذه الأبراج، والتي تظهر بأنّ بناء هذه الأبراج بدأت بسيطة في بدايات العصر البرونزي (فترة حفيت حوالي 3100 قبل الميلاد) بالطوب اللبن ثم تطورت مواد بنائها في فترة أم النار (2000-2100 قبل الميلاد) باستخدام الحجارة الجيرية المجلوبة من الجبال المجاورة.

وأشار مدير عام الاثار إلى أن الكتاب يسهم بشكل كبير في فهم مستوطنات حضارة مجان من خلال إجراء حفريات منظمة، تتعلق بدراسة مكونات طبقات الرواسب المتراكمة للمستوطنة والتأريخ بإستخدام الكربون المشع، وكذلك دراسة اللقى الأثرية وغيرها من التحاليل العلمية، مشيرا إلى أن البرنامج في الموقع ركز خلال المواسم الستة على أبراج العصر البرونزي لمعرفة كيف ومتى والهدف من إنشائها، مشيرا إلى أن الكتاب يحوي على 20 مشاركة لخمسة عشر عالماً من النخبة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان قاموا بمسح وتوثيق الشواهد الأثرية وإجراء التنقيبات الأثرية في المستوطنات والمقابر الأثرية.

وأضاف البكري أن سلسلة تراث عمان الأثري تتضمن 18 إصدارا في طور الإعداد وسيتم الإعلان عنها قريبا، وحول موسم 2017 إلى 2018 ومن نوفمبر وحتى أبريل القادم هناك 19 بعثة موزعة على مختلف محافظات وولايات السلطنة من الشمال إلى الجنوب.

ويضم كتاب "أبراج العصر البرونزي في بات" 13 فصلا يتناول الأول التسلسل الزمني والمصطلحات في بات، والثاني يناقش الموقع الأثري لبات في بيئته من حيث الجيولوجيا والمناخ بالإضافة إلى تطرقه للمناخ القديم والخصائص الجيومورفولوجية لوادي شرسة، وتناول المواد والأساليب وطرح النتائج والنقاشات، في حين تناول الفصل الثالث التنقيب في قصر الخفاجي برج 1646، أمّا الفصل الرابع فقد تطرق للبحوث السابقة- الفريق الدنماركي 1986م، وتناولت أحدث البحوث – الفريق الأمريكي من 2008 إلى 2010م وناقش أيضا ما بعد العصر البرونزي استراتا.

ويركز الفصل الرابع على التنقيب في مطرية ومرحلة ما بعد العصر البرونزي، وهلاك وإعادة استخدام البرج، وجاء الخامس عن التوثيق الرقمي لقصر السلمي البرج 1148 وتناول السادس التنقيب في البرج رقم 1156، والفصل السابع عن التكوينات السطحية لجنوب الدريز، أما الفصل الثامن فيتطرق لأبراج في موقع بات. ويتناول الفصل التاسع الاعتبارات التوبوغرافية والزمنية للخزف في بات، أمّا الفصل العاشر فيأتي ليتناول دمج الصخور المقطعة في بات، والفصل الحادي عشر تناول المعادن. في حين تناول الفصل الثاني عشر التقرير الأولي للأدوات المصنعة من الصخور في بات، أما الفصل الثالث عشر فتطرق للخاتمة، وقد أعاد الحديث عمّا بين حضارتين وفرادت موقع بات الأثري.

يشار إلى أنّ المدينة الأثرية والتاريخية تقع شرقي ولاية عبري وتبعد عن مركزها بحوالي 30 كيلومترا حيث تشتهر بمدافنها الأثرية التاريخية فقد سميت بهذا الاسم باعتبارها نقطة العبور بين المناطق الجبلية والمناطق السهلية، وقد تمّ اكتشاف المواقع الأثرية بالمدينة في عصر النهضة ففي عام 1976 عندما قامت البعثة الدنماركية بالتعاون مع وزارة التراث القومي والثقافة بالتنقيب في الموقع تم العثور على مدافن وهي عبارة عن أشكال شبه هرمية مبنية من الحجارة بطريقة هندسية متقنة وتوجد إعداد كبيرة من المدافن تحيط بالبلدة من جميع الجهات، إلا أنّ أكبر تجمع لها يقع على بعد حوالي نصف كيلومتر شمال بلدة بات، وقد تمّ العثور في موقع التنقيب على بعض الأواني الفخارية والأسورة والمقتنيات المنزلية وقد لوحظ أنّ مدافن بات الأثرية تشبه مثيلات لها في مدافن أم النار والذي يتوقع وجود علاقات تجارية بين عمان والدول الأخرى في عصر ما قبل الإسلام. كما يوجد بالمدينة عدد من المباني الأخرى الأكبر حجما والتي تبدو كقصور مقارنة بمثيلاتها من الآثار وقد بنيت هذه القصور من حجارة أكبر حجما يزيد طول معظمها على المتر والنصف. ومن بين هذه القصور، قصر الرجوم وهو أكبرها إذ يتكون من ثماني غرف متحلقة حول بئر يتوسطها ويحيط بالقصر عدد من الغرف المتلاحقة. وقصر السلمي وقصر الخفاج وقصر المطيرية.

تعليق عبر الفيس بوك