الإجادة الحرفية .. دعم سام للأنامل المبدعة

 

يواصل حرفيونا ترسيخ أدوارهم في الحفاظ على التراث العماني الأصيل، وصون أصالته الضاربة في القدم، اعتماداً على إبداع ذاتي ومخزون ثقافي وفني كبير، وفي المقابل تسعى مؤسسات الدولة إلى تشجيعهم ودعمهم بشتى الطرق، ويأتي في مقدمة ذلك، الدعم السامي للقطاع الحرفي، من خلال جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية.

الجائزة التي تحمل اسم جلالته، تستهدف الارتقاء بمنتسبي هذا القطاع البالغ الأهمية، وتتويج الكفاءات والجهود المخلصة للحرفي والحرفية العمانية، فضلا عن تحفيز الشباب على مواصلة مهنة الآباء والأجداد ودعم استمراريتها. وهنا ينبغي أيضًا الإشارة إلى ما تبذله الهيئة العامة للصناعات الحرفية من جهود مضنية، ودعم للحرفيين، في صناعات النسيج والفضيات والفخاريات والخشبيات والتقطير ودباغة الجلود والنحاس والمعادن وأدوات الصيد والبخور ومستحضرات التجميل وصناعة الأدوات الموسيقية.

وتتنوع أشكال الدعم الذي يقدم لجموع الحرفيين العمانيين بين تدريب وتأهيل ودعم نقدي ومعنوي، وهو ما يبرز إبداعات وقدرات الكوادر الوطنية، من خلال تأهيل وتطوير قدراتهم بهدف النهوض بهذه الحرفة لتتناسب مع معطيات العصر الحديث.

وتترجم جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية مختلف الجهود الداعمة للحرفيين، وتنفيذ الخطط الطموحة الرامية لتطوير القطاع تحت مظلة أهداف تنموية كبرى لتنويع الدخل، خاصة وأن كل قرية وولاية ومنطقة في وطننا الحبيب تزخر بالكثير من الفنون والإبداعات الحرفية.. ولهذا فإنَّ هناك حرصا رسميا واضحا على تعزيز الاستثمار المحلي في القطاع الحرفي بهدف تأسيس مواقع ومنافذ حرفية عصرية وجذب استثمارات القطاع الخاص للمواقع التي تمتاز بالرواج السياحي والاستثماري. ولم تتوان الهيئة العامة للصناعات الحرفية عن تنظيم مئات البرامج التدريبية والتأهيلية على مستوى السلطنة في مختلف الحرف؛ بما يساعد على تطوير قدرات وإمكانيات الحرفيين، وصقل مهاراتهم وتعزيز خبراتهم.

كل هذه الجهود المقدرة تتم من خلال برامج وخطط علمية محكمة لا تهدف فقط إلى إيجاد حرفيين قادرين على المنافسة بمنتجاتهم محليا وعالميا، بل وتحويلهم إلى ناقلين للحرفة وآليات تطويرها للأجيال القادمة.

إن جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية باتت كرنفالا فنيا وثقافياً راقياً يعقد سنويا، تبوح فيه الفنون العمانية الأصيلة بأسرارها وتعلن عن مكانتها الرفيعة، ودورها المحوري كرافد لواحد من أبرز قطاعات اقتصادنا الوطني.

تعليق عبر الفيس بوك