ديربي تكسير العظام بين الهلال والنصر بالدوري السعودي

 

الرياض - وكالات

لن تكون مواجهة الهلال والنصر مجرد "ديربي" ومنافسة تاريخية، فالظروف التي تحيط بها تجعلها إضافة لكل ذلك مواجهة تكسير عظم ذات حسابات استثنائية، وعلى الرغم من أنها تأتي في الجولة الثامنة من الدوري السعودي للمحترفين، والوقت لا يزال باكرًا للحديث عن الأكثر والأقل حظّاً في المنافسة على اللقب، إلا أنَّ نقاط هذا اللقاء تكتسب أهميةً كبيرة للفريقين، وخسارتها ربما تمثل ضربة معنوية وإعلامية لا يحبذها مسيرو الهلال قبل المعركة الآسيوية الكبرى، كما أنَّها ستكون ضربة موجعة لآمال النصر في المنافسة على لقب الدوري!.

في الهلال تكتسب المواجهة أهميتها وحساسيتها في توقيتها الذي يأتي قبيل ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا، ويرغب الهلاليون بالاطمئنان على الجاهزية الفنية للمجموعة الأساسية، إضافة إلى تأمين وضع الفريق في المنافسة على الدوري، فهم بالتأكيد لا يرغبون بوضع كل البيض في سلة الطموح الآسيوي، بعد أن استوعبوا الدرس جيدًا في مواسم سابقة سمحوا فيها لذلك الطموح أن يكون أداةً يستخدمها خصوم الهلال المحليين للضغط على "الزعيم" وإفساد موسمه كله.

أمَّا في النصر فالمواجهة تمثل فرصةً مهمة للفريق للحفاظ على حظوظه في المنافسة، خصوصاً أن فوز الهلال سيوسع الفارق إلى ست نقاط مع مواجهة مؤجلة للأزرق أمام الرائد ربما ترفع الفارق إلى تسع نقاط، كما أنَّ مثل هذه المناسبات تبقى فرصةً كبيرة للاعبي الفريق للحصول على بعض حقوقهم المتعثرة ورواتبهم المتأخرة، وفرصةً لبعض الشرفيين للظهور في المشهد واكتساب بعض الوهج الجماهيري والإعلامي، لكن الفرصة الأكبر والأهم الذي تمثله هذه المواجهة هي لرئيس النادي الأمير فيصل بن تركي الذي يعي أنَّ الفوز في مباراة كهذه كفيلٌ بإغلاق كل الصفحات والخلافات القديمة مع جميع النصراويين، واستعادة الشيء الكثير من الشعبية التي فقدها في الموسمين الماضيين.

أوضاع الناديين الفنية والإدارية والشرفية بينها اختلاف كبير، كما أنَّ الطموحات بلا شك مختلفة، والاختلاف الشاسع متوقع وواقعي، يوازي الفارق بين فريق يستعد لخوض نهائي دوري أبطال آسيا بعد أيام وفريق يعجز عن المشاركة فيه للمرة الثانية على التوالي، مرةً بسبب احتلال المركز الثامن في الدوري السعودي، ومرةً بسبب عدم قدرته على استخراج الرخصة الآسيوية، لكن كل هذا وكل هذه الفروقات وكل هذه المعطيات الزرقاء والصفراء ستكون نسيًا منسيًا في أمسية الخميس بأمر التاريخ والجماهيرية وحسابات "الديربي" الخاصة، فالفوز والنقاط الثلاث هي مطلب عشاق الفريقين في تلك الليلة، هي الداء للخاسر، والدواء للفائز، أيًا كانت الظروف والأحوال والآراء والمواقف قبل تلك الليلة.

 

تعليق عبر الفيس بوك