الملابس النسائية في الدراما العُمانية (9)

شِيخَة الفجريّة – باحثة وناقدة عُمَانيّة


أمَّا الملابس النسائية، فإن تَعدد أنواعها وألوانها، وأشكال تصميماتها من ولاية إلى ولاية، بل وأحياناً تختلف الملابس العمانية من قريةٍ إلى أخرى تجاورها، فقد عُرف عن المرأة العُمانية بأنها حسنة المنظر والهندام، فلقد ضمت خزانتها قميصاً وإزارا، يربطان  بنطاقٍ أو حزام حول الخصر، ثم تلبس فوقه جلباب طويل يصل إلى نهاية القدم، وكانت تلبس المرأة  بدل الجلباب في بعض الأحيان الدرع(إما يكون قصيراً أو طويلاً يصل إلى القدمين(1)) فوق القميص والإزار، وكانت تغطي رأسها بالمقنعة(2) التي تربط خلف الرأس، أو أن ترتدي غطاء للرأس يصنع من الحرير الأسود يغطي النصف العلوي من جسدها(3)، وعند الخروج من البيت، تقوم المرأة بلفّ الملحفة عليها(4). أما القدم  فلقد لبست المرأة الخف الذي يصنع من الجلد و يغطي كامل القدم إلى أعلى الكاحل(5)؛ وتحمل المروحة الصينية في يدها لتغطي بها وجهها(6).

وتحتفظ المرأة بملابسها في أماكن عدة، منها الغدان، وهو مشجب بعدة أنواع وأحجام يكون مثبتاً في الجدار الطيني على جانب معين من الغرفة، وكلمة غدان تعني الشيء المرتفع(7)، أمَّا الملابس الثمينة فإنها غالباً مايضمها المندوس المصنوع من خشب الساج الهندي الباهظ الثمن، وكذلك المناديس المعدنية المسماة بـ"الباكيت"(8)، حيث أن المرأة الواحدة لا يكفي ملابسها مندوس واحد، أو"باكيت"واحد؛ لذا فإن غرفهن غالباً ماكانت مزدحمة بالمندوس الرئيس(مندوس العرس) ومناديس أخرى بين معدنية وخشبية.

لطالما ازدحمت "الروازن"(9)  و"القمريات"(10) و"المعاليق"(11) بأدوات زينة المرأة والرجل معاً، كونهما بعيدان عن متناول اليد، فللرجل المحزم والتفق، وحتى الحلق التي يلبسها الرجل في إحدى أذنيه منذ طفولته، وزين بعض الرجال معصمهم بحلقه حول المعصم تسمى "العضد"(12) ، و" خاتم بوفص"(13) الفضي، وله كذلك مقبض السيف والرمح والبيضة والعصا(14)، وغالبا ما يكون "المنقاش" و"المكحلة" و"السكين" من ضمن ملحقات الخنجر والحزام للرجل العُماني.
أمَّا إكسسوارات المرأة العمانية، فهي مختلفة ومتنوعة، وتتميز كل منطقة وولاية بما يختصُّ بها من الإكسسوارات الذهبية والفضية والأحجار الكريمة (15)، مثل: الشكوك(16) (شك اللؤلؤ(بأنواعه: فهناك الحصّ وبقية الأنواع حسب الأحجام)، شك المرجان إلخ)، القلادات، وتُسمى محلياً بـ(المراري)، وهي أنواع منها ما يستعمل في بعض ولايات الباطنة:(مرّيّة حلق أم يوزة( الجوزة في الوسط، والحبات المحيطة بها من الذهب/ أمَّا من الخلف فتكون فيها حبات من الكهرمان والمرجان الأحمر)، وتُسمى مريّة حلق لأنها مرتفعة جهة الحلق، ولا تنزل عن إستدارة الرقبة من الأسفل، تعدُّ هذه القلادة من أهم القلادات التي ترتديها المرأة في الباطنة على وجه الخصوص، لأنها تلبس يوم الزفاف ولا تتجرأ المرأة على خلعها إلى أن يتوفاها الله(17) / مريّة أم حرز(قد تكون من الذهب المطعم بالفضة أومن الفضة المطعم بالذهب)/ مريّة أم شناف(من الذهب وحبات الكهرمان أوالمرجان)/ مريّة بتيت(من الذهب وحبات الكهرمان أوالمرجان)/ مريّة(محرّفة) أم حروف(قد تكون من الذهب المطعم بالفضة أومن الفضة المطعم بالذهب)/ مريّة مسنسلة(قد تكون من الذهب المطعم بالفضة أومن الفضة المطعم بالذهب)/ والمزرد(الفضة المطعمة بنقوش الذهب)/ والبرقصي(الفضة المطعمة بنقوش الذهب)/ والمنثورة(الذهب) إلخ...) والمدنيّرة(تصنع من الدنانير النقدية)، وللقدمين تلبس الحواجيل(الحواييل للأطفال)، والحجول(حيول تلبسها الغير متزوجات)، وتلبس الكيرات(في أصابع القدم)، والنطل للمتزوجات، و"الدماليل" والبناجري المشوّكة، والبناجري الصورية في اليد، والخواتم في أصابع اليد مثل: الشواهد والبناصر والحيَس والحيَس المشوّكة، والحلق في الأذن، وتأتي أسمائها حسب حجمها، فالصغيرة جدا (للبنات في مرحلةالطفولة) تسمى الدُرور(المدوّرة)، والأكبر قليلاً تسمى الشغابات(للبنات في مرحلة المراهقة)، والغلاميات للأكبر سناً، والعوص والبدلة تلبسان في الأنف، أما ما يتصل باللحاف ليلتف على أسفل الذقن فيسمى "عقام"؛ وهوأنواع: عقام صوف، وعقام ذهب، وعقام فضة، وعقام يلّيلّ، وعلى الرأس يوضع الهيار، يمتد من الرأس من الأمام إلى أسفل الشعر من الخلف، والشمبر، والمفرق(18).

المراجع:
1.الفضل بن الحواري: جامع الفضل بن الحواري، د،ط، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 1985م، ج1، 32، وأنظر: الشعيبي، بدرية بنت علي: الأزياء وأدوات الزينة في المجتمع النزوي خلال (2هـ/8 م- 10هـ/ 16م) ، بحث مقدم لندوة نزوى تاريخ وحضارة ( 2-4 /11/ 2015م )، تنظيم: هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
2.الفضل بن الحواري: جامع الفضل بن الحواري، المرجع السابق، ص50.
3.ابن جعفر، محمد بن جعفر: كتاب الجامع، تحقيق جبر محمود الفضيلات، د،ط، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 1994م، ج4، ص174.
4.تؤكد الباحثة الدكتورة بدرية الشعيبي(بحث الملابس النزوية) أن الملحفة تشير إليها جميع المصادر باسم المحلفة اليمانية مما يعني أنها كانت تصنع في اليمن ، وكانت إما من الحرير أو الصوف بحيث ارتدت المرأة الموسرة الملحفة المصنوعة من الحرير أما المرأة الفقيرة فلفت على نفسها المقنعة المصنوعة من الصوف . انظر: الفضل بن الحواري، المصدر السابق، ج1، ص 32.
5. الكندي، محمد بن إبراهيم: بيان الشرع، د.ط،  وزارة التراث والثقافة، مسقط: 1984م، ج22، ص 140.
6.الكندي، محمد، المصدر السابق، ج22، ص 140.، يتضمن بحث الأزياء وأدوات الزينة في المجتمع النزوي خلال (2هـ/8 م- 10هـ/ 16م)، للدكتورة بدرية بنت علي بن جمعة بن محمد الشعيبي، الكثير من التفاصيل حول الملابس العمانية وأماكن صناعتها.
7.لذلك يقال في الدراجة العمانية في الباطنة كلمة غدانية أوغداني بمعنى طويلة أوطويل.
8.الباكيتات تكون مختلفة الألوان والأحجام والأشكال، سواء الشكل الداخلي أم الخارجي، وذلك لاختلاف أماكن جلبها واستيرادها، وأغلبها تستورد من الهند والصين.
9.كانت توجد في البيوت العُمانية الساحلية القديمة، وهي إما أشكال مجوفة في نصف دائري أعلى كل نافذة، أورفوف من الطين والجص.
10.كانت توجد في البيوت العُمانية الساحلية القديمة، والقمريّات عبارة عن نوافذ صغيرة أعلى النوافذ الأساسية في الغرفة، وهي غالباً ما تعكس ضوء القمر للغرفة، لذلك سُميت بالقمريّات أوالجمريّات في لهجة بعض أهل الباطنة.
11.كانت توجد في البيوت العُمانية الساحلية القديمة، وهي أعمدة خشبية ذات نقوش لا تتعدى الشبر، مثبتة في جدران الغرف واللياوين(جمع مفردها ليوان/ وهو الممرات بين الغرف أو الممر من الغرف إلى الفناء الداخلي) الطيني.
12. الشعيبي، بدرية بنت علي: الأزياء وأدوات الزينة في المجتمع النزوي خلال (2هـ/8 م- 10هـ/ 16م)، مرجع سابق.
13. الشعيبي، بدرية بنت علي: الأزياء وأدوات الزينة في المجتمع النزوي خلال (2هـ/8 م- 10هـ/ 16م)، مرجع سابق.
14. الشعيبي، بدرية بنت علي: الأزياء وأدوات الزينة في المجتمع النزوي خلال (2هـ/8 م- 10هـ/ 16م)، مرجع سابق.
15.كانت هناك اكسسوارات قديمة من غير الفضة والذهب تُسمى "القول قول"، وغالباً تكون من الحديد والنحاس، كانت تلبس من باب التغيير فقط.
16.قلادات اللؤللؤ والأحجار الكريمة تسمى شكوك، وشكوك جمع مفردها شك.
17.نساء الباطنة من الأجيال القديمة، كانت كل أم تقول لابنتها وهي تلبسها مرية الحلق:"من الزفّة للمغسلة"، وهوما يحدث، إذ كثيرا ما كنا ولا نزال نرى يوم وفاة إحدى الجدات يؤتى بقلاداتهن مقطوعة بعد تسجيتهن وإفراغ ماعليهن من حُليّ.
18. لقاءات وأحاديث شفهية مع بعض الجدات والأمهات في ولاية السويق.

تعليق عبر الفيس بوك