عواصم - الوكالات
قالت وسائل إعلام رسمية إن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه استعادوا السيطرة على مدينة من يد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حمص وسط البلاد التي خسر فيها المتشددون مناطق واسعة في الأشهر القليلة الماضية. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن القوات السورية استعادت السيطرة على مدينة القريتين "بعد القضاء على مجموعات إرهابيي داعش التي تسللت إليها".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق هذا الشهر إن مسلحي الدولة الإسلامية سيطروا على المدينة من قوات الحكومة في إطار هجوم مضاد من التنظيم المتشدد الذي يتعرض لضغوط مكثفة في شرق سوريا.
وقال المرصد إن بعض المتشددين استسلموا فيما انسحب البعض الآخر من المدينة بعد معارك شرسة وأشار المرصد إلى أن المنطقة المتبقية تحت سيطرة الدولة الإسلامية في حمص هي منطقة صحراوية في شرق المحافظة.
وبمساعدة مقاتلات روسية ومسلحين تدعمهم إيران تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على كثير من المناطق من يد الدولة الإسلامية في وسط سوريا بما يشمل مناطق في محافظة حمص. وبعد أشهر من تحقيق انتصارات مستمرة في المناطق الصحراوية في وسط البلاد تقدم الجيش وحلفاؤه شرقا نحو دير الزور.
وفي سياق آخر، تسببت خمس مقذوفات من سوريا في دوي صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية أمس مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان تصعيد رده على أي نيران قد تأتي من الحرب الأهلية التي امتدت مرارا عبر الحدود.
ووصلت المقذوفات إلى مرتفعات الجولان المحتلة وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف ثلاثة أسلحة مدفعية سورية ردا على ذلك. ولم تصدر في إسرائيل تقارير بسقوط مصابين أو وقوع أضرار.
وقال الجيش السوري إنّه تعرض لهجوم في القنيطرة القريبة من مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وأضاف "اعتدى العدو الإسرائيلي على أحد مواقعنا في ريف القنيطرة ما أدى إلى وقوع خسائر مادية".
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الجيش الفرنسي سيواصل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكن التركيز ينبغي أن يتحول الآن أيضا إلى التوصل إلى انتقال سياسي عبر المفاوضات في البلاد"
وقال مكتب ماكرون في بيان "المعركة ضد الدولة الإسلامية لم تنته بسقوط الرقة وفرنسا سوف تواصل جهدها العسكري ما دام ذلك ضروريا.. تحديات إرساء الاستقرار وإعادة البناء لن تكون أقل من الحملة العسكرية".
وفي إعلان رسمي عن تحرير الرقة من التنظيم بعد أربعة شهور من المعارك قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها مقاتلون أكراد إن الرقة ستكون جزءا من سوريا "لا مركزية اتحادية".
وقدمت فرنسا أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية ولها قوات خاصة في المنطقة، وكانت واحدة من الدول الأساسية في حملة قصف ضد المتشددين في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وذكر البيان أنّ من الضروري أن يحترم الحكم في الرقة كل أطياف المجتمع. وأضاف "ينبغي تطبيق هذا المبدأ على مدينة الرقة في المقام الأول وفقا لشروط تتيح إعادة ظروف الحياة الطبيعية وعودة النازحين واللاجئين واستعادة السلام والاستقرار بشكل دائم". وتابع قائلا "يجب أن تجد سوريا في النهاية مسارا للخروج من الحرب الأهلية التي غذت الإرهاب منذ أن قمع نظام بشار الأسد الحركة الديمقراطية. التوصل لانتقال سياسي عبر التفاوض أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى".
وقال الكرملين أمس إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحَثا اجتماعا سيعقد أواخر الشهر الجاري في آستانة عاصمة قازاخستان بشأن الصراع السوري.
وأضاف الكرملين في بيان أن بوتين وإردوغان تحدثا خلال اتصال هاتفي عن الجهود المشتركة في إطار عملية آستانة بما يشمل إقامة "مناطق عدم التصعيد" في سوريا وعن ضرورة المزيد من التنسيق لحل الأزمة السورية.
وتعقد محادثات آستانة بوساطة روسيا وتركيا وإيران. وفي منتصف سبتمبر اتفقت الدول الثلاث على إرسال مراقبين على حدود إحدى مناطق عدم التصعيد في محافظة إدلب في شمال سوريا وهي منطقة يخضع أغلبها لسيطرة إسلاميين متشددين. وقال بوتين وإردوغان إن الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها بين روسيا وتركيا في أنقرة في أواخر سبتمبر تُطبق بنجاح خاصة فيما يتعلق بالتجارة والعلاقات الاقتصادية. وقال الكرملين "في المجمل كانت المحادثة عملية وبناءة وموجهة نحو تعزيز التعاون الثنائي والتفاعل بشأن الأجندة الإقليمية".