"البشمركة" تتهتم حلفاءها بالخيانة وتتوعد بغداد بدفع ثمن باهظ

القوات العراقيّة تسيطر على مقر محافظة كركوك دون قتال وتنزع العلم الكردي

 

بغداد - الوكالات

 

أفادت الأنباء الواردة من كركوك بأن القوات العراقية دخلت مبنى المحافظة دون قتال مع قوات البشمركة الكردية. وقال سكان إنّ القوات العراقية نزعت العلم الكردي من فوق مبنى محافظة كركوك، وكان حشد مبتهج من السكان التركمان في كركوك في استقبال القوة العراقية، فيما فرّ عدد من سكان المدينة مع تقدم الجيش العراقي والقوات الموالية له وإعلان سيطرتهم على منشآت حيوية ونفطيّة. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أمر برفع العلم العراقي في المناطق المتنازع عليها، حسبما أعلن مكتبه.

ومن جانبها، قالت القيادة العامة لقوات البشمركة الكردية إنّ الحكومة العراقية "ستدفع ثمنا باهظا" لحملتها على مدينة كركوك الخاضعة لسيطرة الأكراد. واتهمت البشمركة في البيان فصيلا من الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد حزبين سياسيين رئيسيين في كردستان العراق "بالخيانة" لمساعدته بغداد في العملية.

 

كما أفادت القيادة المشتركة للقوات العراقية في بيان بأنّ القوات سيطرت على قاعدة (كي وان) الجوية و"منشأة غاز الشمال، ومصفى بجانب منشأة الغاز" وكذلك "محطة توليد كهرباء كركوك" والحي الصناعي. وأضاف البيان "ما زالت القطعات (القوات) مستمرة بالتقدم"، مضيفة أنّ "القوات المشتركة فرضت الأمن على ناحية ليلان وحقول نفط بابا كركر وشركة نفط الشمال إضافة إلى مطار كركوك (قاعدة الحرية)".

وكانت تقارير أفادت بوقوع اشتباكات بين القوات العراقية ومقاتلي قوات البشمركة جنوب كركوك، إلا أن التلفزيون العراقي أورد أن تقدم الجيش تم دون قتال.

لكن السفارة الأمريكية في بغداد أصدرت بيانا عبرت فيه عن "قلقها البالغ إزاء التقارير التي تشير إلى وقوع أعمال عنف في كركوك".  ودعا البيان "جميع الأطراف إلى وقف العمل العسكري فورا واستعادة الهدوء"، بينما تواصل السفارة العمل مع مسؤولي حكومَتَي المركز والإقليم للحد من التوتر وتجنب وقوع المزيد من الاشتباكات"، بحسب البيان.

وقالت القيادة العامة لقوات بشمركة كردستان في بيان إنّ "قوات الحشد الشعبي التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع القوات العراقية، بدأت في وقت مبكر هجوماً واسعاً على كركوك والمناطق المحيطة بها، وهذا الهجوم يعتبر بشكل صريح إعلان الحرب على شعب كردستان".

وأضاف البيان أنّ "الهجوم من قبل الحكومة العراقية والحشد والقوات التابعة لفيلق القدس بالحرس الإيراني، انتقام من شعب كردستان الذي طالب بالحرية، وانتقام من أهالي كركوك الأحرار الذين أبدوا موقفاً شجاعاً".

وتأتي العملية العسكرية عقب شهر فقط من الاستفتاء على الانفصال الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر، وصوت الأكراد فيه بأعداد كبيرة، متجاهلين الضغوط التي مارستها بغداد، وتهديدات تركيا وإيران، وتحذيرات دولية من أنّ الاستفتاء قد يشعل المزيد من الصراعات في المنطقة. ووصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء بأنّه "غير شرعي"، وطالب بإلغاء نتائجه.

وفي سياق آخر، وافق مجلس الوزراء التركي أمس على إغلاق المجال الجوي إلى شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد وقال إنّ تركيا بدأت العمل لتسليم السيطرة على معبر الخابور الحدودي الرئيسي مع إقليم كردستان إلى الحكومة المركزية العراقية.

وقال المتحدث الرسمي بكر بوزداج أيضا إنّ مجلس الوزراء التركي وافق على توصية من مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان لتمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر. وكانت حالة الطوارئ قد فرضت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في العام الماضي.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة