أمام المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية

5 تجارب ناجحة ترسم خارطة طريق فعالة للمسؤولية الاجتماعية في السلطنة

...
...
...
...
...
...
...

 

 

  • "تنمية نفط عمان": نهدف إلى تمكين كل مواطن ومؤسسة للمشاركة في التنمية

 

  • "الغاز الطبيعي المسال": إنجازات الشركة تتجلى في الحصول على العديد من الجوائز محليا وإقليميا وعالميا
  • "مجموعة تاول": تأهيل الفرد ليكون قادراً على الإنتاج وخدمة الوطن بصدارة أولوياتنا
  • "مجموعة البرواني": برامج المسؤولية الاجتماعية تركز على التعليم والصحة وتمكين المرأة والمساهمة المجتمعية
  • "جسور": نعكف على صناعة المبادرات الإيجابية للوصول إلى تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة

 

 

الرؤية - خالد أحمد

تصوير/ راشد الكندي

 

5 تجارب على أرض الواقع لممارسات ناجحة وبرامج حققت وتحقق أهدافها التي وضعت من أجلها، خمس تجارب هي نماذج حية متكاملة لكيف تكون مبادرات المسؤولية، خارطة طريق لكل شركة تريد أن تبدأ بممارسة دورها المأمول في المجتمع بنجاح وتحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، هذا ما تضمنته وقائع الجلسة الثانية التي كانت أكثر أهمية من حيث كونها شهادة على لسان مسؤولين فاعلين في مجال المسؤولية الاجتماعية على ما تم إنجازه والتحديات التي قابلت العمل وكيف تم تجاوزها، أولها تجربة تستحق أن تحتذى ليس في السلطنة وحسب بل في الخارج، وهي أكثر التجارب ثراء في مجال تنمية المجتمع والاضطلاع بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، تحمل توقيع شركة تنمية نفط عمان، التي آثرت منذ بداياتها أن تشارك المجتمع حولها وتضع بصمات التنمية والتطوير في كل مكان، والنموذج الرائع في المسؤولية الاجتماعية، الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وهو الاسم الذي يتردد على كل لسان وفي كل مناسبة لها علاقة بتنمية المجتمع..

 

فأيدي الشركة ممتدة محققة للإنجازات على مستوى المسؤولية الاجتماعية في مختلف القطاعات والمحافظات، ونموذج لما يجب أن يكون عليه القطاع الخاص من وعي بأهمية مشاركة المجتمع وتطويره، يحمل توقيع مجموعة تاول، تماماً مثل نموذج مجموعة محمد البرواني القابضة الذي يستحق أن يروج بين مختلف الشركات لتعي كيف يمكن للقطاع الخاص أن يترك بصمته ويضع لبنات في بناء المجتمع، وأخيراً تجربة مؤسسة جسور التي تتميز عن غيرها في كونها مبادرة جادة تحققت على أرض الواقع بمشاركة صحار ألمنيوم، أوربك، وفالي للقيام بأدوار التنمية المستدامة.

 

حُسن الجوار

استهل سليمان بن محمد المنذري مدير الشؤون التجارية والاتصالات بشركة تنمية نفط عمان عرضه لتجرب الشركة القيمة التي تمتد لعشرات السنين بأن قال: حرصنا منذ البداية على مراعاة مقتضيات حسن الجوار مع سكان مناطق الامتياز، كنا على قناعة بأن هؤلاء السكان يجب أن يشعروا بوجودنا ويستفيدوا بخدمات الشركة ويتحسن مستوى حياتهم، وأن نجاحنا لايتم بدون نجاح سكان الامتياز، ولهذا ساهمنا بشكل فعال في تمكينهم من المساهمة في التنمية بالسلطنة، نبنى مستشفيات ومدارس ونوفر مياه شرب ونقوم بتطوير الغذاء والتدريب من أجل التوظيف، وإيجاد فرص للتوظيف ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .

القيمة المضافة

يكمل المنذري سرد وقائع التجربة واستمرار نضجها مع تواصل العمل، ويقول إن أداء الشركة في إطار المسؤولية الاجتماعية تطور إلى العمل تحت عنوان القيمة المضافة، وكان الهدف هو تمكين كل عماني وعمانية ومختلف الجهات العمانية لكي تأخذ مجراها في المناقشة والمشاركة في التنمية وذلك من خلال 4 محاور، أولها محور الاستثمار الاجتماعي والثاني تطوير الشركات المحلية (شركات المجتمع المحلي/المؤسسات الصغيرة والمتوسطة)، والمحور الثالث التعمين والتدريب والرابع تحت عنوان البضائع والخدمات.

ويتنوع الجانب الاجتماعي بين الأنشطة التي لاتوجد علاقة لها مباشرة مع المشروع، ولكنها ذات صلة بالمسؤوليات العامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وأهداف الأعمال؛ على سبيل المثال، دعم الجمعيات الأهلية، ومشروع "بنات عمان"، وكذلك الأنشطة المرتبطة بتعزيز فرص المشاريع ذات الصلة بالمجتمعات المحلية وأصحاب الشأن الآخرين؛ على سبيل المثال، المجالس العامة، ومضامير سباق الهجن، وهناك المنح والتبرعات مثل رعاية ماراثون اليوم العالمي للسرطان، ودعم مبادرة فك كربة، إضافة إلى هدايا العيد ودعم المجتمعات المحلية.

أما الاستثمار الاجتماعي الإستراتيجي فيتم من خلال دعم المرافق الاجتماعية وموارد المياه والغذاء والتعليم والصحة، والمحور الثالث يتضمن الهبات والتبرعات لمختلف جهات وشرائح المجتمع والمساهمة في مساعدة أسر الضحايا في اليمن وسوريا وغزة، إضافة إلى مشاريع برنامج بنات عمان المتعددة في مختلف المجالات، ثم هدايا الشركة للمواطنين، ومشروع بادر للعمل التطوعي.

نموذج عالمي

هلال بن علي السناني - نائب الرئيس التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة بالمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال استهل عرض تجربة الشركة بالقول: نستهدف أن نكون نموذجاً عالمياً ونحقق مشاريع مبادرة تكون ذات نفع مباشر تشمل جميع محافظات السلطنة. وأشار إلى أن إنجازات الشركة ترجمت بالحصول على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية في كل المجالات.

واستعرض السناني بعض الإنجازات التي حققتها الشركة تحت عنوان: أرقام تروي نجاحنا ومن هذه الأرقام أن 20 % من موظفي الشركة مسجلين في برامج التطوير المهني وبرامج الدراسات العليا، ونسبة التعمين تبلغ 87%، كما أن الشركة هي المساهم الأول في الناتج المحلي بعد النفط، وأن الشركة نجحت في تنفيذ 4500 مبادرة في مختلف محافظات السلطنة، وقد تم استثمار 330 مليون دولار في برامج المسؤولية الاجتماعية.

وأشار السناني إلى أن أهم أهداف الشركة في هذا السياق تتمثل في إنشاء مؤسسة للمسؤولية الاجتماعية للشركة بمستوى عالمي، التركيز على الابتكار والإبداع في مجال المسؤولية الاجتماعية، وذلك من أجل خلق نافذة لتحقيق دخل مستدام مع تقديم الدعم المالي لتنفيذ البرامج والمشاريع والمبادرات التي تعود فائدتها على المجتمع المحلي الموجود، بالقرب من مصنع الشركة وبقية المحافظات.

وتتنوع صناديق برامج الاستثمار الاجتماعي بالشركة بين صندوق دعم المجتمع المحلي ويركز على المجتمع المحلي في ولاية صور والمجتمعات المحيطة بمصنع الشركة، والصندوق الوطني ويركز على تنمية الموارد البشرية والمشاريع الوطنية والدعم والرعاية، والصندوق الاحتياطي ويركز على استدامة برامج المسؤولية الاجتماعية في المستقبل.

وقال السناني إن التغطية الجغرافية لبرامج الاستثمار الاجتماعي شملت 61 ولاية في 11 محافظة وذلك في مجالات الصحة والسلامة البيئية والتراث والثقافة ومؤسسات المجتمع المدني وتنمية الموارد البشرية والمساهمة في تطوير المرافق والخدمات والرياضة وتنمية مهارات الشباب .

وأشار السناني إلى أنّ هناك 3250 مواطنا مستفيدين من برامج التدريب المقرونة بالتوظيف، و 33 مشروعاً تم تنفيذه في جمعيات المرأة العمانية، و700 مشروع تربوي تم تنفيذه في مختلف مدارس السلطنة وتخدم أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، إضافة إلى 205 مختبرات وورشة عمل تم تزويدها بأحدث الأدوات العلمية في مختلف المؤسسات التعليمية، وإنجازات أخرى في الكليات والجامعات وتدريب معلمي السياقة وبرامج تمكين المرأة، ومبادرة هدية لعمان التي تتمثل في تمويل مشروعين وطنيين يقدمان خدمات جليلة ويسهمان في تحقيق تطلعات التنمية المستدامة للسلطنة.

صناعة الفارق

التجربة الثالثة قدمها علي بن عبد الحسين شعبان اللواتي رئيس شؤون الشركة بمجموعة تاول الذي استهل بالقول إن دائرة التنمية المستدامة بالشركة تأسست منذ أكثر من 5 أعوام بوجود كادر من الموظفين العمانيين المؤهلين لذلك، وتعمل على رؤية إستراتيجية عنوانها نصنع الفرق في حياة الفرد، مشيرًا إلى أنَّ الخطط السنوية تهدف لتحقيق المبدأ المذكور، وليس فقط مساعدة الأسر المعسرة إنما صُنع الفرق في حياة الفرد ليكون مؤهلاً قادراً على الإنتاج لخدمة نفسه وعائلته ووطنه.

وأضاف اللواتي أن الدعم الذي تقدمه مجموعة تاول للمجتمع يتمثل في الدعم الإنشائي الذي يأتي على عدة أوجه منها المساهمة في ترميم المنازل وصيانتها أو بنائها بشكل كامل أو توفير الأجهزة الإلكترونية. وقال إنّ الدعم الإنشائي يأتي على عدة أوجه منها: المساهمة في ترميم المنازل وصيانتها أو بنائها بشكل كامل أو توفير الأجهزة الإلكترونية، وعلى سبيل المثال فقد ساهمت مجموعة تاول في توفير 186 جهازا إلكترونيا، وصرف مبلغ 84 ألف ريال عماني عامي ٢٠١٦/٢٠١٧ لبناء منازل سكنية وترميم البعض الآخر، وفي ٢٠١٨ م هناك برنامج جاهز للمساهمة في بناء 3 وحدات سكنية لأسر معسرة بالتنسيق مع وزارة الإسكان بتكلفة 60 ألف ريال عماني، إضافة إلى المساهمة في تشييد عدد من المساجد.

أما قطاع التعليم والتدريب فيشمل المنح الدراسية (شاملة المصاريف، جزئية أو مساهمة)، ومعهد تاول للمعرفة الذي يقدم دورات تدريبية مجانية. كما تقدم مجموعة تاول دعماً ماديًا لمؤسسات المجتمع الأهلي ومنه على سبيل المثال الدعم السنوي تقدم لجمعية دار العطاء بمبلغ 50 ألف ريال عماني، ومساهمات أخرى مثل دعم الأعراس الجماعية أو بعض الفعاليات والأنشطة الاجتماعية الأخرى.

وفي مجال الصحة والعلاج استقبلت مجموعة تاول أكثر من 70 حالة مرضية من الأسر المعسرة وتم التعامل معها من خلال التنسيق مع مستشفيات خارج السلطنة أو مستشفيات محلية خاصة، حيث تمت المساهمة في بعض العلاجات، إضافة إلى مساهمة المجموعة في برنامج تأهيل الأحداث.

وأشار السناني إلى شركة أجيال المستقبل الدولية لاستثمار طاقات الشباب العماني الباحث عن العمل ليكون رائد أعمال، والتي أنفقت ما يقارب 300,000 ألف ريال عُماني في مجال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى التعاقد على الخدمة وشراء وتسويق منتجات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبرامج التدريب والدعم الفني والاستشاري، وكذلك جهود مجموعة تاول مع هيئة تقنية المعلومات لدعم بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تمكين المرأة

وبدورها استعرضت إيمان بنت محمد البروانية مديرة المسؤولية الاجتماعية والاتصالات بمجموعة محمد البرواني القابضة جهود الشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية وقالت إن برنامجها في هذا الإطار يركز على التعليم والصحة وتمكين المرأة والمساهمة في المجتمع.

حيث يشمل قطاع التعليم تقديم منح دراسية للتعليم الجامعي، وبعثات للدكتوراه وتوفير مستلزمات دراسية لطلاب ذوي الدخل المحدود، والمساهمة في تطوير مباني المدارس.

وفي مجال تمكين المرأة قامت المجموعة برعاية مركز نساء سداب، وتقديم الدعم لجمعية المرأة العمانية، وفي مجال الصحة ركزت على دعم جمعيات الطفولة المختلفة ودعم المستشفى السلطاني ودعم البحوث والمؤتمرات وتوفير الأجهزة الملائمة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.

أما المساهمة في المجتمع فتمثلت في مشروع السجن المركزي بهدف إعادة تأهيل النزلاء، وإقامة أنشطة خاصة للأطفال وبناء وترميم المنازل لذوي الدخل المحدود، ودعم وريادة الأعمال للشباب الباحثين عن عمل والحفاظ على البيئة وتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية خارج السلطنة.

صناعة المبادرات

وبدوره قال فهد بن سالم العادي المدير التنفيذي لمؤسسة جسور إن المؤسسة غير ربحية تم تأسيسها من قبل صحار ألمنيوم، وأوربك، وفالي للقيام بأدوار التنمية المستدامة، وكان الهدف الأساسي من إنشاء المؤسسة هو صناعة المبادرات الإيجابية من خلال الارتقاء بالمبادرات التي تقود إلى تنمية اقتصادية واجتماعية ذات طابع يتسم بالشفافية والاستدامة في المجتمعات التي نعمل فيها، بهدف إيجاد قيمة مضافة من خلال تبني تنمية اقتصادية واجتماعية شفافة وتعزيز سمعة الشركاء في العمل الاجتماعي.

وتابع أن مجالات العمل في مؤسسة جسور تتنوع بين التعليم من أجل العمل من خلال دعم قدرات ومهارات الشباب وتأهيلهم للدخول في سوق العمل، ودعم رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأفكار المبتكرة، إضافة إلى مجال الصحة والبيئة من خلال دعم البرامج التي تعني بالتوعية في هذه المجالات، وفي مجال الثقافة والرياضة من خلال دعم برامج الثقافة العمانية والحفاظ على الموروثات وتطور الأنشطة الرياضية.

واستعرض العادي عدداً من الأرقام ذات الدلالة في مسيرة المؤسسة، مشيرًا إلى تمويل 33 مشروعا اجتماعيا من 2012 إلى 2017 بتكلفة 581 ألفا و 396 ريالا عمانيا كذلك 342 مشروعا صغيرا بتكلفة مليون و675 ألفا و889 ريالا عمانيا. وأشار إلى إنفاق 8 ملايين و257 ريالا عمانيا بشكل عام على المجالات الرياضية والثقافية والصحة والبيئة وريادة الأعمال والتعليم من أجل العمل. وأضاف أن المؤسسة دعمت مركز التأهيل من الإدمان بمليون و600 ألف ريال عماني.

تعليق عبر الفيس بوك