قصيدتان

أحمد صفوت – مصر


(1)
وأعلم أن فيك مبتدئي
ومنفاي
وفيك الوجد
والقهر
وعندك يثمر الزهر
وعندك يشرق الفجر
أُلملمُ منك ما يسقط
من بقايا التيه والسفر
فلا رجع لأحلامي
ولا طيف ولا أثر
بنيت الماء
فانسكب
ولا يبنى الماء والرمل
وجئت الدار
مسفوحا
فلا نبض
ولا نفس
فلا أبكي
ولا للقلب أعتذر
ولكنني أأسى
على زهري الذي انتحر
على العين التي
قد خانها البصر
فلم تدرك موت الشعر
والإثمار والوتر.
(2)
يوسف والشظايا
كيف أجثو على ركبتي إلا لك
أنت الذي ألقمني القدر اﻷليم
حجرا ونبذا دون ذنب
أحييتني شبه حي
وشبه شبه
احترت ما بين المثال
وبين الوشاية
فاخترت أن أبتعد
واخترت أن أجتهد
فلربما كبت الجراح يعيدني
ذاك البرئ
أن حطمنتي يد اﻷخوة
والصداقة
أو أبعدتني عما يضم الروح
الخيانة والدمامة
ألقيت في بئر عميق لم تفر مياهه
وبقيت دهرا غائبا أحاول
ويداى تمسك بالجدار
فلعلني أرق النهار
ولعل ترفعني استحالات
المدار
لكنني كل ما ارتقيت
يصدمني الهتاف
ألقوه في البئر ليصفوا لنا وجه أبينا
وأتوا على القميص
بدم كذب
اﻵن علمني كيف أعفو
أن أسامح غربتي
وتوحدي
وأن أصالح
اﻵن يا عدلا
سأجثو راكعا
كي يرقّ الجدار
وأن أنسى
صنوف القهر
وأن يموت بهذا
الصدر
كل المرار
يخبو اللهيب
وتنبلج شمس النهار

تعليق عبر الفيس بوك