علاقات بناءة وتعاون مثمر

 

تجمع بين السلطنة وجمهورية ألمانيا الاتحادية علاقات مُشتركة يتم توظيفها بما يخدم مصالح البلدين، ومن هنا تكتسب زيارة البروفيسور الدكتور نوبرت لاميرت رئيس البرلمان الاتحادي والوفد المُرافق له أهمية خاصة، ويبدو ذلك جلياً من لقاءات معاليه مع عدد من كبار المسؤولين بالسلطنة حيث استقبله صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء واستعرضا معاً سُبل تعزيز العلاقات القائمة والارتقاء بها في كافة المجالات.

وقد كان في لقاء معاليه مع سماحة المفتي العام للسلطنة إشارة إلى الاهتمام الألماني بالجهود العمانية التي بذلت وتبذل في تعزيز أواصر التقارب بين الأديان ونشر قيم التسامح في العالم، حيث تبادل مع سماحته في اللقاء الأحاديث حول أهمية الحوار ونبذ التعصب والكراهية والتشجيع على التسامح والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة بما يساعد على تحقيق التقارب والوئام الإنساني.

كما جاء لقاء معالي رئيس البرلمان الاتحادي الألماني مع سعادة الدكتور رئيس جامعة السلطان قابوس تأكيداً وتأطيراً للعلاقات بين البلدين في المجال العلمي والبحثي والشراكات البحثية بين الجامعة والجامعات بجمهورية ألمانيا الاتحادية، ومن المعروف أنّ الجامعة تشترك مع العديد من الجامعات الألمانية ببرامج بحثية وعلمية، وتتعاون مع مؤسسات الاعتماد الأكاديمي لاعتماد البرامج الأكاديمية، إضافة إلى التبادل الطلابي في مجال التعليم والتدريب.

وتتكامل فوائد ودلالات الزيارة عندما يلتقي معالي رئيس البرلمان الاتحادي الألماني مع سعادة الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم  للتعرف على المركز ورسالته وأهدافه، وأهم الأدوار والجهود التي يقوم بها في الجانبين الثقافي والعلمي على الصعيدين المحلي والعالمي، ودعم المجالات الثقافية والمعرفية والعلمية والفنية المختلفة، ونشر ثقافة الحوار والتعايش بين بني البشر وتعزيز الثقة والاحترام المتبادل والفهم المُشترك.

لهذا يمكن القول إنَّ العلاقات بين سلطنة عمان وجمهورية ألمانيا الاتحادية تتسم بالواقعية، كما إن البلدين تجمعهما سمات مشتركة؛ أبرزها النظرة الحيادية للأمور وعدم التدخل في شؤون الغير. وقد دعت السلطنة في أغسطس قبل عامين إلى إعطاء ألمانيا عضوية دائمة لمجلس الأمن الدولي لتصبح العضو السادس، إضافة إلى الدول الخمس الأخرى، وهذا في إطار قناعة السلطنة بأنَّ ذلك يمكن ألمانيا من أن تسهم بدور فعَّال في حل الأزمات الدولية.

تعليق عبر الفيس بوك