ياني بيانو: شاعر سوري - براغ

......................
توطئة:
تقول المرأة للرجل الذي يكتبها/
كنت أودّ أن لا تعرف وأنت تفيض وتكتبني،
إنّ المعرفة،
أسوأ ما في الكتابة.
(1)
عندما ستصلين البيت،
ادخلي المطبخ بسرعة،
كأنّك كنت بالدكّان وعدت توّك،
علّقي فولارك الأحمر بمسكة الباب كأيّ امرأة تأخّرت عشر دقائق عن الطبخة فقط،
أربكي المطبخ،
دعيه يتوهّم،
ولا يفكّر أطول من عطرك .

(2)
ضعي على النار معا إبريق الشاي وركوة القهوة،
أديري الخلّاط وارمي بداخله أي شيء.
وأنت تخرجين للصالة، اكبسي زر الغسالة، ومحمصة الخبز .
ارفعي صوت التلفاز، والمذياع،
ضعي في اللابتوب .C.D فيلم (تنورة ماكسي (،
افتحي كتابا وضعيه على وجهه فوق ذراع الصوفا،
وآخر على طرف السفرة .
الذي على الصوفا فليكن لـ (ريتسوس)، الآخر الذي على السفرة أنت اختاريه .

(3)
عودي للمطبخ،
ضعي شيئا إضافيا على الغاز ،
مثلا : اسلقي بيضا .. كلّ البيض ، دعي زجاج المطبخ يتعرّق ،
والبيت يدفئ أنفه البارد .

(4)
وأنت تذهبين لغرفة النوم،
اصّطدمي قصدا أيضا، باللّوحة الصغيرة التي في الطرقة،
اجعليها مائلة،
مائلة بشكل مناسب،
اللوحات المنتظمة على الجدران لا تشي بحركة كثيرة تتمّ بين غرف النوم والحمام،
بيتنا قليل الكلام،
لكنّه ذكي،
سينتبه للمستقيمات ويسكت .

(5)
اركضي لباب البيت،
افتحيه وأغلقيه بقوة،
ثم افتحيه ورنّي الجرس بشكل متلاحق وادخلي بسرعة وأغلقي الباب بشدّة،
دعي البرواز يهّتز وينخلع من مكانه،
لابأس سأعيد إصلاحه،
وأساسا ليس هنا حديثنا،
بالمناسبة هذا الفصل، فصل الأبواب، حتى لو أني لم أشر إليه دائما، إلا أنه لازمة بعد كل شئ أخبرتك عنه،
دعينا نتفق على ذلك،
رغم أننا بمفاصل كثيرة بالحياة لم نتفق حولها،
لكن تعالي اليوم،
نترك خلافاتنا الصغيرة،
ونهتم بوجبة جيدة،
وجبة جيدة واحدة،
من زحامنا بالمنزل .