نصر جديد للكفاح الفلسطيني

يتوالى الصمود الفلسطيني، ويواصل تسطير ملحمة كفاح حقيقية، ربما لم تحدث من قبل مع أي من شعوب الأرض، في ظل احتلالٍ بغيض غاصِب للأرض وقاتل للأبرياء.. الكفاح الفلسطيني سجل نصرا جديدا مع إعلان منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" انضمام دولة فلسطين إليها.

إنها ضربة دبلوماسية جديدة، نجحت دولة فلسطين في توجيهها لدولة الاحتلال، وصفعة على وجه إسرائيل العنصرية، وتحطيم لجهود الاحتلال ومساعيه في وقف هذه الخطوة. قرار "الإنتربول" يؤكد بذلك أن فلسطين دولة ذات سيادة، وهو ما يرفضه بالقطع الاحتلال، ويسعى لممارسة الوصاية على كامل الأراضي الفلسطينية.

ويبدو أن القرار لم يكن متوقعا حتى إنه دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية للاعتراف بأن مساعيها لتأجيل التصويت على انضمام فلسطين باءت بالفشل، وكانت قد دفعت بأن دولة فلسطين غير مؤهلة للعضوية باعتبارها ليست دولة، وهي الحجة التي تتذرع بها إسرائيل دوما في مثل هذه المواقف، وتكررت من قبل عندما تم التصويت على عضوية فلسطين في عدد من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة.

المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي لم تعد تنحصر في المواجهة المسلحة عندما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم إزاء العدوان المتكرر؛ سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة. الجَلد الفلسطيني والصبر على الظلم من جانب الاحتلال يتواصل كذلك في دفاع المقدسيين عن المسجد الأقصى، والحوادث التي وقعت قبل أشهر قليلة عندما حاولت إسرائيل فرض سيطرتها على المسجد، وسعيها لمنع الفلسطينيين من دخوله، خير دليل على أن المقاومة لن تنكسر، ولن تلين ولن تهادن.

الجانب الأبرز في هذا القرار، أنه بات بالإمكان الآن أن تطالب دولة فلسطين الشرطة الدولية باعتقال وتسليم أي متهم في أي بقعة حول العالم تطبِّق قانون المنظمة الدولية؛ من خلال حق الدولة العضو في طلب استصدار المذكرة الحمراء، وهي مذكرة اعتقال دولية، وما أكثر المسؤولين الإسرائيليين الذين يمكن أن تطالب بهم دولة فلسطين لمعاقبتهم على جرائمهم -كمجرمي حرب- ضد الشعب الفلسطيني. إذا تحققت هذه الخطوة، فستكون نصرا مؤزرا للقضية الفلسطينية، وتكريما لدماء الشهداء الذين سقطوا على مدى 69 عاما منذ نكبة فلسطين.

... إن القضية الفلسطينية لن تذهب أبدا أدراج الرياح، وسيظل المخلصون يدافعون عن الحق في الأرض، والحق في طرد المحتل.

تعليق عبر الفيس بوك