الرؤية - حسين بن علي الغافري

تنطلق مساء اليوم الجولة الثانية لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا وبمواجهات مُثيرة قد تمنح المتابعين فرصة للتعرف على المتأهلين للدور المقبل. من ضمن المباريات التي ستخطف الأنظار هذا المساء  المواجهة الألمانية الإسبانية بين بروسيا دورتموند وريال مدريد، كما تبدو مواجهة موناكو الفرنسي وبورتو البرتغالي مثيرة للاهتمام؛ نظراً لعراقة وتاريخ الفريقين.

ففي المجموعة الثامنة يدخل ريال مدريد ملعب سيجنال أيدونا بارك في ألمانيا في مواجهة كبيرة ومثيرة خصوصاً بعد سلسلة من اللقاءات في السنوات الأخيرة أزعج فيها النادي الألماني العريق الإسباني ريال مدريد، وخلق له المتاعب، كما نجح في اقصائه بالدور نصف نهائي من ذات البطولة عام 2013 . وحتى الآن لم يسجل الملكي أي انتصار على ملعب دورتموند في 6 مواجهات أقيمت بينهما انتهت 3  منها بفوز دورتموند، والثلاث الباقية بالتعادل.

ريال مدريد بحاجة ماسة للفوز، وينتظر أن يدخل اللقاء لتعزيز سجل نقاطه بعد فوزه على أبويل نيقوسيا القبرصي على ستاد البرنابيو بمدريد.

 الفريق الملكي لازال يعاني منذ انطلاق بطولة الدوري ولم يجد زيدان التوليفة المثالية خصوصاً في الخط الأمامي، وتخلّف عن غريمه برشلونة المتصدر بسبع نقاط مع نهاية الجولة السادسة، وحتى الآن لم يظهر بالصورة التي عُرف عنها الموسم الماضي والتي ضمنت له الدوري ودوري الأبطال.

ولعلها فرصة مناسبة لزيدان ليعود من ألمانيا بالنقاط الكاملة ويُعطي انطباعا عاماً على حماس ورغبة اللاعبين في تكرار الإنجاز للمرة الثالثة توالياً والثالثة عشر في تاريخ الملكي، كما سيبعث الفوز رسالة طمأنينة لجمهور الملكي بقدرة الفريق على الفوز.

في الجانب الآخر يبدو أن بروسيا دورتموند لن يكون صيداً سهل المنال بعد نتائجه المثالية محلياً وقوة هجومه التي مكّنته من تصدر جدول الترتيب حتى نهاية الجولة السادسة، بالإضافة إلى الرغبة في تسجيل أول نقاطه بعد سقوطه في الجولة الماضية أمام توتنهام الإنكليزي على ملعب ويمبلي بثلاثية.

هي فرصة هامة لبروسيا من أجل فرض نفسه منافس على بطاقتي التأهل، مما سيجعل المباراة في غاية الإثارة. وفي المباراة الثانية للمجموعة الثامنة ينتقل توتنهام الإنكليزي إلى قبرص لمواجهة نادي أبويل. وتبدو الفرصة سانحة لرجال المدرب الأرجنتيني بوكاتينهو لحصد النقاط كاملة قبل استقبالهم لريال مدريد في الجولة المقبلة.

كما يدخل نادي بورتو البرتغالي مواجهة من العيار الثقيل عندما يرحل إلى ملعب لويس الثاني في فرنسا لمواجهة نادي الإمارة موناكو والهدف محو خسارة الجولة الأولى بعد السقوط بثلاثية أمام بيشكتاش التركي في البرتغال. كما أن موناكو عاد بنقطة يتيمة من ألمانيا بعد تعادله أمام لايبزيغ بهدف لهدف. النادي الفرنسي يقدم مستويات عالية محلياً ويظهر بصورة جيدة رغم رحيل عدد من نجومه في الصيف المنصرم لا يبدو بأنه سيفوت فرصة حصد النقاط كاملة أمام بورتو البرتغالي رغم إمكانيات الأخير من الناحية الفنية.

وفي المواجهة الثانية لنفس المجموعة يستضيف نادي بيشكتاش التركي على أرضه وبين جمهوره نادي لايبريج في مباراة لن تقل إثارة عن المباراة الأخرى. لايبزيج الفريق الحديث الصاعد بسرعة البرق إلى مصاف الكبار في القارة العجوز سيكون ضيفاً ثقيلاً على بيشكتاش رغم فارق الخبرة للناديين.

وفي المجموعة السادسة، يدخل مانشستر سيتي المنتشي بفوزه العريض على فينورد روتردام الهولندي برباعية نظيفة مواجهة جديدة أمام شاختار دونتسك الأوكراني على ستاد نادي الاتحاد بمانشستر. السيتي بحاجة إلى نقاط المباراة لضمان خطوة هامة في طريقه لعبور المجموعة ولا تبدو مواجهته أمام النادي الأوكراني معقدة؛ نظراً للفوارق الفنية بين الفريقين. ولعل جوارديولا وجد ضالته هذا الموسم على الأقل في جولاته الأولى واستوعب اللاعبين طموحاته وأهدافه من الجانب الفني بالأدوات التي أرادها هو شخصياً. السيتي لفت الانتباه بطريقة أداءه في الدوري الإنكليزي حتى اللحظة وهو ما سيضع السؤال عن مدى الاستمرارية التي ستكون للفريق هذا الموسم؟!. في الجانب الآخر، يستقبل نادي نابولي الإيطالي فينورد الهولندي على ملعب سان باولو بإيطاليا في مواجهة محفوفة المخاطر لنابولي بعد سقوطه المثير في الجولة الماضية أمام شاختار. نابولي بحاجة كبيرة للفوز لإبقاء حظوظه كاملة في المجموعة التي لا تبدو معقدة على رجال ساري بعد تصدره ترتيب الدوري الإيطالي ونجاعة خط الهجوم.

وآخر مباريات هذا المساء ضمن دوري أبطال أوروبا عندما يستقبل أشبيلية الإسباني نادي ماريبور السلوفيني على ملعب رامون سانشيز بيزخوان في أقليم الأندلس بإسبانيا ضمن المجموعة الخامسة.

هذا وقد حقق أشبيلية عودة كبيرة أمام ليفربول بتعادله على ملعب الأنفيلد في إنكلترا، ويدخل مواجهة سهلة نسبياً أمام النادي السلوفيني وكل التوقعات تشير إلى فوز كبير لأشبيلية يعزز من حظوظه في تجاوز دور المجموعات مبكراً. كما ينتقل ليفربول إلى موسكو لمواجهة لسبارتاك موسكو في روسيا. المواجهة لا تبدو سهلة لليفربول ودائماً ما تواجه الأندية الكبيرة صعوبات في الأجواء الثلجية بموسكو. ولعل ليفربول بحاجة ماسة للنقاط الثلاث خصوصاً بعد تذبذب في المستوى الفني للفريق منذ انطلاق الموسم وهشاشة واضحة في الخط الخلفي أفقدته عدداً من النقاط محلياً وأوروبياً وهو ما يجب على الألماني كلوب تصحيحه إذا ما أراد الذهاب بعيداً وتحقيق الألقاب هذا الموسم.

علماً بأن جميع لقاءات الجولة الثانية لدور المجموعات تنطلق في تمام الساعة 10:45 بتوقيت مسقط.