توقعات بمباشرة الإنتاج في الربع الأخير من 2018

"مزون للألبان" توقع اتفاقية الإنشاءات الأولية للمزرعة المتكاملة في ولاية السنينة .. و100 مليون ريال إجمالي الاستثمارات

 

◄ المسروري: الإنتاج يستهدف السوق المحلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي

◄ الشنفري: ضرورة تحويل إستراتيجيات الأمن الغذائي إلى مشاريع على الأرض

◄ الغافري: المشروع يخلق 2300 فرصة عمل خلال مراحله الثلاث

الرؤية - أحمد الجهوري

أعلنت مزون للألبان، مشروع منتجات الألبان الرئيسي والأضخم من نوعه في السلطنة، أمس، عن تعيين شركة الإدراك للتجارة والمقاولات لتولي مهام أشغال البناء والإنشاء لمرافق مصانع منتجات الألبان والعصائر المتطورة، وذلك من خلال مراسم توقيع العقد بمقر شركة مزون للألبان في غلا.

وقالت الشركة- في مؤتمر صحفي- إنّه من المقرر أن تنطلق أعمال البناء بموقع المشروع في ولاية السنينة بمحافظة البريمي في أكتوبر المقبل، مع توقعات باكتمال المشروع بحلول الربع الأخير من العام 2018. ويبلغ حجم الاستثمارات الإجمالية في هذا المشروع الوطني المتكامل ما يناهز 100 مليون ريال عماني، بينما تبلغ قيمة الاستثمارات في العقد الرئيسي حوالي 27.9 مليون ريال عماني. وستشمل مهام المقاول القيام بتطوير مزرعة الألبان الرئيسية والحظائر ومراكز التغذية وعنابر الحلب ومرافق الموظفين والخدمات والمنشآت الإدارية وشبكة الطرق الداخلية. وأوضّحت شركة مزون للألبان أنها تتوقع وصول أول شحنة أبقار حلوب تتألف من 3000 رأس بحلول مطلع العام 2018.

علامة تجارية وعمانية

وأكد سعادة الدكتور راشد المسروري رئيس مجلس إدارة مزون للألبان أن الإعلان عن توقيع هذا العقد مع شركة الإدراك الرائدة في قطاع المقاولات المقاولات يمثل خطوة مهمة نحو تطوير ما يعد مركزاً عالمياً غير مسبوق لإنتاج الألبان على مستوى المنطقة، يتفرد بتقديمه الامتياز في صناعة منتجات الألبان التي ستحمل علامة تجارية عمانية الأصل تمثل فخرا وطنيا. وقال: "ستسهم منتجاتنا في تحقيق الاكتفاء الذاتي للسلطنة فيما يتعلق بمنتجات الألبان على مدى العشر سنوات المقبلة، وعليه سنتمكن من تأمين احتياجات المواطنين والمقيمين بما يضمن صحّتهم وعافيتهم مع وجود كميات فائضة للتصدير". وأضاف: "لقد خضنا عملية اختيار دقيقة للتمكن من انتقاء شريك مرحلة الإنشاء. ونحن واثقون بأنّ شركة الإدراك ستضمن بناء منشآت ومرافق متطورة وفق أعلى معايير الجودة العالمية، بما يدعم توجهاتنا نحو تأمين الأمن الغذائي للسلطنة في المستقبل".

وأوضح المسروري أن المشروع يتكون من حظائر لتسكين الأبقار ومبان للإدارة والمصنع وسكن للعاملين وهذه المرحلة تعد المرحلة الأساسية للمشروع، مضيفًا أن الشركة حصلت على تمويل من بنك عمان العربي لتمويل هذا المشروع بقيمة 50 مليون ريال عماني وهذا يدل على ثقة الممولين في مشاريع الأمن الغذائي وهو يعطي رسالة قوية في صلابة الاقتصاد العماني.   

وأشار إلى أن المشروع روعي فيه بالأساس عند اختيار الموقع ألا يكون قريبا من التجمعات السكانية ويبعد مسافة كبيرة جدًا عن أقرب موقع للسكان بالمنطقة، كذلك روعي فيه الجوانب البيئية وقد تم الحصول على موافقة من وزارة البيئة والشؤون المناخية وعند اكتمال المشروع بالتأكيد ستكون هناك موافقات بيئية، كما سيتم مراعاة كافة الشروط البيئية.

وأكد سعادته أن السوق العماني هو المستهدف بالأساس ونهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي للسلطنة وبعد تغطية السوق المحلي سيتم تصدير المنتجات إلى أسواق المنطقة ونحن نسعى إلى العالمية بعد تغطية السوق المحلي، مضيفًا أن الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة أسست هذا المشروع وتمتلك نسبة 20 في المئة وترك المجال للقطاع الخاص ومتى ما أثبت المشروع جدواه بعد سنوات معينة ستكون هناك خطة من قبل الشركة للتخارج بحيث يكون هذا المشروع مملوكا للقطاع الخاص بنسبة 100 في المئة.

وبيّن رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة أن هناك تعاونا مع جامعة السلطان قابوس لاستخدام منشآت ومختبر الجامعة وحالياً نحن في مرحلة التأسيس لمنتجات الألبان ونهدف لإنتاج منتجات ألبان عالية الجودة سواء للسوق المحلي أو للتصدير، موضحاً أن المنافسة تعتمد على الجودة وإذا ما أرادت الشركة أن تضع موطئ قدم لها بالسوق لمنافسة المنتجين الآخرين ولسنا الوحيدين في السوق فهناك شركات عريقة وبالتالي على الشركة أن تكون في موقف قوي للمنافسة.

وأضاف أن المشروع تعاقد مع شركة استشارية لعمل هيكل للوظائف والرواتب، مؤكداً أن أولوية التوظيف ستكون للعمانيين وسيتم طرح العديد من الوظائف في الفترة القريبة القادمة، سواء في الجوانب الإدارية أو الفنية، ونأمل أن نصل إلى مستوى عالٍ من نسبة التعمين.

من جانبه، قال المهندس صالح الشنفري رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة شركة مزون للألبان: "ستكون شركة مزون للألبان سباقة في وضع مواصفات ومعايير عالية جدا وعالمية بهدف إيجاد منتج عماني متميز للمستهلك العماني والمقيم والسائح والزائر وكما يعلم الجميع فإن هذه الطباع تركز عليها جميع الصناعات والمنتجات العمانية وتحديدا الغذائية لأنها حساسة ومتعلقة بصحة الإنسان والتي ينبغي أن نرتقي بها وأن تكون السلطنة سباقة في هذا المجال". ودعا الشنفري الى تحويل فكرة الأمن الغذائي من استراتيجيات وأفكار عامة وعليا إلى مشاريع على الأرض، وتوقيع اتفاقية اليوم هو مثال لتحقيق الطموحات والآمال ومسابقة الزمن لإنجازها.

وتابع أن هذا المشروع يعتمد على استثمار رئيسي محلي وهو 20% من الشركة العمانية للأمن الغذائي وهي شركة حكومية وهناك مستثمرون متنوعون من القطاع الخاص ومن الصناديق المختلفة، مؤكدًا أنَّ المشروع مبادرة عمانية ويعتمد على الإعلان والترويج لجاذبية الاستثمار في الصناعات الغذائية بالسلطنة وبقية الصناعات. وزاد أنَّ الشركة العمانية للاستثمار الغذائي عندما أعلنت مواءمة استراتيجيتها وبالتحديد بعد تحويل الأصول الحكومية من الشركات الغذائية المختلفة لها ركزت على المواءمة بين مختلف الأنشطة والأعمال التي تناط بها ووضعت رؤية واضحة مستقبلية تجعل من السلطنة مركزا عالميا للإنتاج ومن ثم تحويل السلطنة لمركز عالمي للترويج والتسويق بالتعاون من الجهات الأخرى وخاصة في القطاعات اللوجستية وقطاعات المواصفات. وأوضح الشنفري أن القطاع الغذائي يعد قطاعاً جاذبًا حتى في ظل التحديات المالية وما تمر به السلطنة يمكن مجابهته كلها بما فيها جاذبية الاستثمار، وعندما تعلن الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة عن أي مشروع فإنه يتم الاكتتاب به بشكل كامل، بل يزيد عن ما هو مطروح للاكتتاب العام، وهذا مؤشر على قوة الاقتصاد العماني ومؤشرعلى الجاذبية. وكشف الشنفري أن هناك دراسة تتم الآن بخصوص موضوع التمور، موضحًا أن التمور العمانية مميزة وذات جودة عالية، لكن الكثير من تمورنا لا يستفاد منها بالشكل الصحيح، وتعمل الشركة العمانية للاستثمار الغذائي لدراسة كل الفرص المتعلقة بقطاع التمور وهناك مؤشرات مشجعة على أن قطاع التمور سيأخذ نصيبه من الشركة قريبًا.

2300 فرصة عمل

من جهته، قال أحمد بن محمد الغافري مدير الموارد البشرية بشركة مزون للألبان سوف يخلق المشروع 2300 فرصة عمل في مراحلة الثلاث؛ حيث يقود المشروع حالياً 11 موظفا فقط ومع انطلاق عمليات الإنتاج سوف فرص التوظيف التي تم توليدها تبلغ 500 فرصة وظيفية، ونركز حاليا على استقطاب الكفاءات العمانية على العمل مع الجهات الحكومية المعنية لتدريب وتأهيل الشباب العمانيين، وهناك مؤشرات إيجابية من خلال عمليات طلبات التوظيف التي نتلقاها، وتعتبر شركة مزون مشروعا واعدا وجاذبا للشباب العمانيين وما نركز عليه أن نجعل الشركة بيئة عمل جاذبة للكفاءات الوطنية مع تمكينهم لتبوء مناصب قيادية في الشركة.

وأضاف الغافري أن مزون ستقوم عند اكتمال المشروع بتوفير أجود منتجات الألبان والعصير من قلب السلطنة إلى كافة أنحاء المنطقة، تدعمها الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة إلى جانب صناديق الاستثمار وصناديق التقاعد الحكومية. هذا إلى جانب دورها في توفير فوائد اقتصادية هائلة لمنطقة البريمي على وجه الخصوص والسلطنة بالإجمال. وتابع أن الشركة ستوفر مختلف الأنواع من الألبان ومشتقاتها وتتمثل في الحليب الطازج بمختلف الأحجام والحليب المنكه والزبادي الطازج والزبادي بالفواكه واللبن الطازج والألبان الأخرى والأجبان المختلفة واللبنة والزبدة والآيس كريم بمختلف الأنواع والعصائر. وأوضح أن الشركة تعتزم توفير كافة منتجاتها بدءًا من وقت التدشين الرسمي، ويعد هذا إنجازاً وغير مسبوق لمشروع ضخم بهذا الحجم الكبير على مستوى الخليج.

وقال الدكتور ثوماس ألكساندر الرئيس التنفيذي في شركة الأدراك: "فخورون بإرساء العقد على شركة الأدراك للقيام بتطوير واحدة من أكثر مشاريع الإنتاج الغذائي طموحاً على مستوى السلطنة، حيث سيمثل هذا المشروع عند اكتماله منشأة تطوير غير مسبوقة على مستوى المنطقة وستوفر معايير جودة عالية يتبعها الآخرون في المستقبل". وأضاف أنه بدءًا من الشحنة الأولى من قطيع الأبقار التي ستتألف من 4000 رأس من نوع الفريزيان هولشتاين، فإنه من المخطط أن تحتضن مزرعة الألبان التي تعد الأضخم من نوعها حوالي 25000 رأس أبقار بحلول 2026.

تقليص الواردات

وتابع أنه في ذلك الوقت فإنّ مستويات الإنتاج العالية من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من حجم الواردات لتصل إلى نسبة لا تتجاوز 10%، مقارنة بالنسبة الحالية التي تناهز 70%، علاوة على تمكين السلطنة من تصدير منتجات الألبان عالية الجودة إلى كافة أسواق دول الخليج.

وقال الدكتور أرجون سوبرامانيان مدير عام المشروع في شركة مزون للألبان: "عزمت شركة مزون للألبان منذ إنشائها على السير في طريق تحقيق أهداف عدة متمحورة حول إنشاء مركز تصنيع ألبان بمعايير عالمية، والبدء في تشييد الأعمال الرئيسية هو خطوة حاسمة للوصول إلى هدفنا، في ضوء توجيهات ودعم أعضاء مجلس الإدراة. كما نعرب عن تقديرنا وامتناننا لجميع الذين دعموا مشروعنا منذ اليوم الأول بما في ذلك الجهات الحكومية". وأضاف أن آلية المشروع شملت عمليات اختبارات ودراسات مكثفة لاختيار الموقع الأكثر ملائمة من حيث المياه والتربة والبيئة، وعليه تمّ اختيار منطقة السنينه كونها توفر أفضل الظروف المواتية لرعاية الأبقار. وبين أن من المتوقع أن يوفر المشروع خلال العشر سنوات المقبلة أكثر من 2300 فرصة عمل، مع إيلاء عمليات تعمين الوظائف وتوفير المزيد من الفرص للعمانيين في السلطنة أهمية قصوى. وزاد أن مزون للألبان ستسهم في ترسيخ مكانة السلطنة الرائدة وشهرتها كمحطة أقليمية تقدم الإمتياز في تصنيع الأغذية وصادراتها، وبالتالي القيام بدور محوري في تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك