خالد بن علي الخوالدي
الزي الرسمي لأي بلد مصدر فخر واعتزاز وفخر وهيبة، والزي العماني الأصيل يميز الشخصية العمانية بين سائر دول العالم قاطبة فلا توجد دولة في العالم تتشابه في هذا الزي خاصة عند الرجال فكان بحق ميزة إلى مميزات الأخلاق والطيبة والتسامح والكرم والنخوة والشهامة وغيرها، والتي هي سمات يتصف بها أغلب الشعب العماني، لذا علينا أن نحافظ على ما يميزنا فالتنازل عن أمر بسيط يعني التنازل التدريجي عن أشياء أكبر.
هذه المقدمة الموجزة جاءت على إثر حوار بسيط كنت أحد أطرافه حيث كنت الأسبوع الماضي في إحدى مجمعات الشرطة لإجراء مُعاملة وإذا بشاب وسيم وذو ملامح تقطر حيوية ونشاطاً يراجع لمعاملة مثلي ويرفض المسؤول هناك قبول طلب معاملته لأنَّه غير ملتزم بالزي الرسمي العُماني حيث لم يغط رأسه بالمصر أو الكمة ودخل الاثنان في حوار طويل كان المسؤول فيه حازمًا ومصرًا على ألا يقبل الطلب تحت أي ظرف فيما حاول الشاب أن يتعذر بأعذار عديدة منها أنَّ القانون الذي يمنع يطبق في مؤسسة حكومية وفي مؤسسة أخرى لا يُطبق وهنا بادره المسؤول عن مجمع الشرطة بأن القانون واحد ولكن هناك أشخاص يتغاضون ويتنازلون ويتساهلون في تطبيق القانون أما أنا فأرى أن التنازل عن جزئية من القانون يقود إلى التنازل عن الأصل الذي أراه من واجبي وواجب كل عُماني أن يحافظ عليه والأصل أن مراجعة المؤسسات الحكومية لابد أن تكون بالزي الرسمي العماني أما غير ذلك فهو تنازل عن حق يطالب به أغلب الشعب العماني.
وبصراحة أعجبني تصرف المسؤول كثيرًا ولو كان بيدي أن أرفعه على رأسي لرفعته احترامًا وتقديرًا، وقلت في نفسي لماذا لا يكون كل المسؤولين والموظفين في باقي المؤسسات الحكومية وحتى الخاصة مثله في احترامه للقانون وفي احترامه وغيرته على الزي الرسمي العُماني الذي يعتبر هوية وطنية بامتياز فكل يوم نرى شباباً بدشداشة النوم أو بالشورت والقميص يراجعون مؤسسات حكومية ولا أحد يقول لهم لن أتقبل معاملتك إلا إذا التزمت بالقانون الذي يفرض عليك الالتزام بالزي الرسمي العماني، وهنا في رأيي يجب أن يعاقب الموظف والمسؤول الذين سمحوا لأنفسهم بتجاوز خط أحمر من خطوط الهوية الوطنية العمانية، فكما قال الشرطي للمواطن المراجع إن التنازل عن جزئية بسيطة يعني التنازل عن ما هو أكبر كما أن الأشخاص الآخرين عندما يرون مثل هذه التجاوزات والتنازلات ستحدثه نفسه في لبس أي لبس وقد نرى في يوم من الأيام من يراجع المؤسسات الحكومية بملابس خادشة للحياء والأخلاق التي تربينا عليها.
وبعيدًا عن المؤسسات الحكومية يجب أن نلتزم بالزي العماني الأصيل في كل مكان فيكفى تلوث أعيننا بما نراه في المجمعات التجارية والأسواق والتجمعات بكل مناسباتها من ملابس تخدش الحياء وتصيب بالغثيان، والأمر يتعلق بكلا الجنسين فهناك الدشداشة العمانية وما لحقها من تطوير لا يليق والثوب العماني النسائي الذي انسلخ من هويته بتاتا، وهناك العباءة النسائية وما ظهر بها من تطوير صارخ يتعدى حدود المعقول وبالأمس القريب لاحظنا عباءة انتشرت تجسد ملابس إحدى الجهات العسكرية وقبلها البشت العماني المزركش وغيرها حتى أصبحنا لا نستطيع التمييز في بعض الأحيان بين الرجل والمرأة.
وقد كررت كلمة الالتزام في عنوان مقالي للتأكيد على أننا بحاجة ماسة للالتزام بخصوصيتنا وبملابسنا التي توارثناها جيلا بعد جيل، وعلى الموظفين في جميع المؤسسات الحكومية التقيد بالتعليمات والقوانين والأوامر التي تشجع على عدم المساس بجانب مهم من هويتنا الوطنية التي هي رمز أصيل لنا كعمانيين، ودمتم ودامت عمان بخير.