مسرحية للأطفال من الموروث الشعبي العماني

بنت الصياد

عبد الرزّاق الربيعي – مسقط – سلطنة عمان


...................................

المشهد الأول:
(مجموعة من الأطفال يقفون في الشارع، ينتظرون وصول العم (خلفان)، راوي الحكايات بالاستعانة بصندوق العرائس، يبدو على ملامحهم القلق).
الأولاد: ماذا جرى؟
             لعمنا خلفان
           إذ تأخر
عن موعد الحكاية
           لم يأت حتى الآن
أحدهم: تريثوا.. اعطوه بعض الوقت
       فعمنا سيأتي
      مصطحبا حكاية جديدة
وعبرة مفيدة
أحدهم: حتما سيأتي عمنا
مهما نأى عن حينا
         أحدهم: حتما سيأتي عاجلا
                  منتشيا وحاملا
         صندوقه العجيب
وكله حكم
       من سائر الأمم
      ينهل من تاريخنا القديم
والحاضر القريب  
           
أحدهم: يا أخوتي قد بان
راوي حكاية المساء
         عمنا خلفان
(يدخل العم خلفان مسرعا، حاملا صندوق العرائس)


العم خلفان:
في البدء والختام
 يا أولاد
على النبي أفضل الصلاة والسلام
خير الخلق والأنام
وسائر العباد
وقبل أن أدلي بما في خاطري
وما حوت دفاتري
عذرا على تأخري
لأنني لم أنسكم
ولم أته في وسط الزحام
لكنني انتهيت توا
من حكاية
مليئة بالسحر والجمال
والفن والخيال
 رويتها في ملجأ الأيتام
لأخوة أوصى بهم
الله والرسول والإسلام
وقبل أن أروي لكم
حكاية المساء
أسألكم: عن درس
وعبرة أخذتموها
من حكاية
رويتها بالأمس
من تاريخنا العريق؟
أحدهم: بالطبع يا عماه
تاريخنا كنز من الدروس والعبر
فكل ما مر به البشر
تجارب تعود بالخير على الأجيال
نأخذ منها صالح الأعمال
العم خلفان: أحسنت يا بني
واليوم يا أحباب
عندي لكم حكاية
ليست من الأمس
والماضي الغابر
ولا من الحاضر
بل هي من موروثنا
من زرعنا ونخلنا
وأرضنا
وما روى إنساننا
عن ابنة الصياد (تقف (جوهرة) في مقدمة الصندوق)
تلك التي ضحكاتها لآلئ (تضحك وتتناثر اللآلئ من فمها)
شمس تضيء الكون للعباد
دموعها مطر (ينزل مطر فتحتمي (جوهرة) بمظلة)
يسقي الزروع
يبهج النفوس والشجر
فتبسم الحدائق الغناء والزهر
الأطفال: ارو لناعماه
         هذه الحكاية
          لأنها تبدو لنا
          ممتعة للغاية
         وكلها عبر
          وملؤها شجون
       وقبل أن ترويها
      وينجلي ما فيها
     أوضح لنا
من ابنة الصياد
   من تكون؟
العم خلفان: (يفتح ستار صندوق العرائس عن فتاة جميلة)
"جوهرة " هو اسمها
             توفيت منذ سنين أمها
(تعود للخلف، يظهر الصياد سلمان في مقدمة صندوق العرائس)
             والدها سلمان
            يغمرها بالود والحنان
       (يقف في الخلف الى جانب (جوهرة) في هيئة يظهر اهتمامه بها، تقف زوجته في مقدمة الصندوق مع ابنتها (سميرة))     
لكنّ قلب زوجته الشريرة
         وابنتها (سميرة)
         لا يعرف المودة
         تكرهها بشدة
        لأنها جميلة كأنها القمر
         تحبها الانهار والرياح والشجر
        حين تمر تسري الحياة في الحجر
         وينطق الجماد
كلامها قصائد
ضحكاتها درر
  ودمعها مطر
خير لكل الناس في البلاد
والآن
يا أولاد
  موعدنا قد حان
نروي لكم
حكاية من سالف الزمان
عن ابنة الصياد
وكان يا ما كان
نبتدئ الحكاية
بحاكم الولاية
وهو يدور في فناء القصر
يشغله، أحبتي كما ترون أمر.


المشهد الثاني:
(قصر الأمير- الأمير مع الوزير)
الوزير: أراك مشغول البال سمو الأمير
الأمير: نعم، أيها الوزير،
الوزير: هل أستطيع التطفل وسؤالك عنه؟
الأمير: ليس هناك تطفل، فأنت وزيري، وساعدي الأيمن
الوزير: شكرا سمو الأمير، إذن افتح لي صدرك، وأطلعني على الذي يشغل بال سموك
الأمير: يبدو إنني وجدت الإنسانة التي ستكون شريكة حياتي
الوزير: الحمد لله، أخرا، خبر سار جدا، الحمد لله، من المؤكد إنها فائقة الجمال
الأمير: نعم، بالتأكيد
الوزير: وذات حسب ونسب، كأن تكون ابنة وزير
الأمير: لا، هذه المسألة لا تهمني كثيرا
الوزير: كيف؟ لكنها تهمنا
الأمير: لا شأن لكم بهذا
الوزير: هل تعني إنها من عامة الشعب
الأمير: نعم
الوزير: ومن تكون؟
الأمير: إنها(جوهرة)
الوزير: ابنة الصياد
الأمير: نعم
الوزير: هذا أمر ينبغي عدم التعجل به
الأمير: لقد فكرت بالأمر كثيرا، وقررت
الوزير: صحيح انها جميلة لكنها منذ فقدت والدتها تعيش في كنف زوجة أبيها الشريرة التي تسئ معاملتها كثيرا لأن والدها يحب كثيرا، ولايهتم بابنتهما الثانية التي لم ترزق بأية مسحة من الجمال
الأمير: الذي يهمني منها جمالها وموهبتها التي ستملأ خزائن مملكتنا الخاوية باللآلئ
الوزير: تقصد إنها عندما تضحك تتساقط من فمها اللآلئ وعندما تبكي تمطر السماء مرا غزيرا؟
الأمير: نعم، وهل توجد موهبة أكبر من هذه الموهبة؟
الوزير: إنه مجرد كلام لا يوجد ما يؤكده
الأمير: وكيف يمكننا التأكد منه؟
الوزير: ليس أمامنا سوى استدعاء والدها وسؤاله عن ذلك
الأمير: أتفق معك، فإذا تأكدنا من ذلك، سأطلب يدها منه
الوزير: وإن أكد المعلومة واتضح فيما بعد انها كذبة
الأمير: سألقنه درسا لن ينساه. أيها الحاجب. نادوا لي الصياد سلمان


المشهد الثالث:
(بيت الصياد سلمان، سلمان مع زوجته)
الصياد: لم أر اليوم جوهرة
الزوجة: إنك تسأل عنها، وتنسى ابنتنا سميرة التي كبرت ولن تجد من يتقدم لخطبتها، فيما يطلبون يد جوهرة التي يرون انها جميلة الجميلات
الصياد: ما هذا الكلام؟ لن تفوتي فرصة للسانك أن ينام بين فكيك بهدوء دون أن يلدغ أحدا؟
الزوجة: هل تراني أفعى أيها الرجل العجوز؟
الصياد: معاذ الله أن أفرق بين ابنتيّ لكن لا تنسي أن جوهرة ليس لها سواي، منذ رحلت المرحومة
الزوجة: ستظل تكرر على هذه القصة؟ أنا المخطئة كونني قبلت الزواج من رجل فقير ومعدم يعيش مع ابنته البلهاء
الصياد: بلهاء لكنها...؟
الزوجة: وهل نظل نعيش على ضحكاتها البلهاء؟
الصياد: ضحكتها تعادل ذهبا
الزوجة: وماذا نفعل إذا كانت تبكي طوال اليوم؟
الصياد: بكاؤها خير وبركة للمزروعات
الزوجة: بل تملا الارض وحلا أيها العجوز
الصياد: اسكتي والا...
(طرقات على الباب)
الصياد: من بالباب؟
الصوت (من الخارج): أنا مبروك خادم الحاكم
الصياد: ما الأمر؟
مبروك: خير ان شاء الله
الصياد: وهل يأتي منك خير؟ قل ما الأمر؟
مبروك: ارسلني الحاكم بطلبك
الصياد: وماذا يريد مني؟ أنا صياد فقير، هل كان غاضبا عندما أصدر لك أمر استدعائي
مبروك: لا بالعكس، كان منشرحا
الصياد: سأذهب وأمري لله

المشهد الرابع:
(العم خلفان مع الأولاد)
العم خلفان: وسار للأمير
خائفا (سلمان)
مكتئب حزين
يجهل ما خبأه الزمان
للطيب المسكين
وقبل أن يغادر
ودّع(جوهرة)
الأطفال:
جميلة كأنها القمر
         تحبها الانهار والرياح والشجر
        حين تمر تسري الحياة في الحجر
         وينطق الجماد
كلامها قصائد
ضحكاتها درر
  ودمعها مطر
خير لكل الناس في البلاد


المشهد الخامس:
(قصر الأمير، الأمير مع الوزير)
الأمير: أنا واثق أن (جوهرة) ستملأ قصري بالسعادة، فهي طيبة، وذكية، وجميلة
الوزير: وهل أنت متأكد أنها ستحبك؟
الأمير: ما هذا الكلام؟ من ذا الذي لا يحب الأمير؟
الوزير: طبعا الكل يحبك، ويفتديك بروحه، وكل بنات البلدة يتمنين الاقتران بك

 (يدخل الخادم)
الخادم: الصياد سلمان عند الباب، هل تأذن له بالدخول
الأمير: حسنا، ليدخل
الصياد: السلام على سمو الأمير
الأمير: وعليكم السلام، كيف حالك؟
الصياد: بفضل الله، وسمو الأمير نحن بخير
الأمير: الحمد لله (للوزير) أيها الوزير دعني مع الصياد (سلمان)
الوزير: كما يرى سمو الأمير، وداعا
(يخرج الوزير)
الأمير: أتعرف لماذا أرسلت بطلبك؟
الصياد: وكيف لي أن أعرف؟
الأمير: أنت تعرف إنني منذ شهور أبحث عن زوجة، وأخيرا عثرت عليها
الصياد: الحمد لله، ومن تكون سعيدة الحظ؟ وما دخلي أنا بالموضوع؟
الأمير: لأنّ اختياري وقع على ابنتك (جوهرة)
الصياد: ابنتي (جوهرة)؟
الأمير: نعم
الصياد: لكن كيف؟
الأمير: هل لديك اعتراض؟
الصياد: معاذ الله، شرف لي، لكن
الأمير: لكن؟؟؟ ماذا تريد أن تقول؟
الصياد: قصدت.. أين أنا من سمو الأمير؟ فأنا، ضعيف الحال، رجل فقير
الأمير: لا. لا، أيها الصياد لا تكرر هذا الكلام أمامي، لست فقيرا مادامت في بيتك (جوهرة)
الصياد: ماذا يقصد مولاي الامير؟
الأمير: أنت تعرف قصدي
الصياد: تعني إنك سمعت ما يقال؟
الأمير: نعم، وأردت أن أتأكد منك (يمشي باتجاه النافذة، يفتحها، يدخل صوت الأولاد في الخارج وهم يغنون:
جميلة كأنها القمر
         تحبها الأنهار، والرياح، والشجر
        حين تمر تسري الحياة في الحجر
         وينطق الجماد
كلامها قصائد
ضحكاتها درر
  ودمعها مطر
خير لكل الناس في البلاد)
الصياد: نعم ما سمعت حقيقة، وستراها بعينك
الأمير: وإذا لم تكن صادقا؟
الصياد: معاذ الله، وهل يجرؤ أحد أن يكذب على سمو الأمير؟
الأمير: لنفترض إنك كذبت لأنني سأتزوجها دون أن أراها، بناء على الثقة التي بيننا، وإذا خنت الثقة، ما هو العقاب الذي تختار لنفسك؟
الصياد: كل ما يروق لك من عقاب
الأمير: حدد نوعا واحدا من العقاب الشديد
الصياد: احفر لي حفرة بباب قصرك وادفني بها لكي يدوسني كلّ من يدخل
الأمير: هذا عقاب شديد، لهذه الدرجة أنت واثق من كلامك؟
الصياد: نعم، وأكثر
الأمير: إذن نقرأ الفاتحة
الصياد: على بركة الله، (يقرآن الفاتحة)، والآن امهلني لأبلغ زوجتي لكي تجهزها
الأمير: حسنا، يمكنك أن تنصرف
الصياد: وداعا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد السادس

(العم خلفان مع الأطفال)
العم خلفان: وسارع الصياد
             لبيته البعيد
              مبتهجا
              بالخبر السعيد
            لكنما زوجته الشريرة
            الحقد أعمى قلبها
             ولم تكن مؤمنة بالله
           تخشى ربها
             ففكرت بخطة حقيرة  
 (الزوجة في صندوق العرائس، تضحك بصوت مرفع)             

الزوجة: سوف أزفّ  
              ابنتنا (سميرة)
                لحاكم البلاد
                 لتصبح الأميرة
                من دون يدري
                  والدها الصياد
                  وقبله للساحر الكبير
                لابد أن أمضي
               لبيته في آخر الأرض
                  أعطيه ما يريد
                  كي يقضي
               على ابنة الصياد
               ويقطع الخبر
                 فلا نرى
                  لها أثر
           (تواصل الضحك)    
 (إضاءة على بقعة تظهر زوجة الصياد تخاطب الساحر)
زوجة الصياد: يا أيها الساحر
                العارف الماهر
                 بالأسرار
                  أتيت لك
                   من أبعد الديار
                    لدارك العامر
                 
الساحر: اقتربي
          ماذا تريدين اطلبي؟
                في الحال
            سأفعل المحال
الزوجة: أريد أن تبعد للأبد
"جوهرة "عن سائر البلد
        من دونما سؤال                
الساحر: لكن هذا صعب
          جريمة، جنون
         وذنبها ليس كأي ذنب؟
         فالإنسان
يبقى عظيم الشان
  لا يهون
  حياته أغلى
من كل ما في الكون
الزوجة: يا أيها الساحر
                  أعطيك ما تريد
                مالا وأستزيد
                والذهب الفريد (ترمي عليه أكياس الدرر)
الساحر: (يفكر) يمكنني بقدرة الجبار
 أحيلها حمامة
تحوم فوق قمم الأشجار
  حتى ساعة القيامة
 الزوجة: حمامة تطير
          في الأفق الكبير
        لتخلو الأجواء
        لخطّتي..
الساحر: أراك رأس البلاء
الزوجة: قل فيّ ما تشاء
           فكل ما يشغلني
           الآن، عليها القضاء

     (ترمي عليه الأكياس التي حملتها، الساحر يفتح صندوقا ينتشر البخور، يطلق ضحكة عالية وصوتا غريبا ... فجأة تطير حمامة في الأفق)  
                        
            
المشهد السابع
(بيت الصيادـ الصياد وزوجته)
الصياد: هل كل شيء على ما يرام؟
الزوجة: نعم، دعني أرتب كل شيء، فجوهرة ابنتي مثل سميرة بالضبط
الصياد: ما هذا الكلام الناعم الذي لم أعتد عليه منك؟
الزوجة: لأنني بمزاج جيد، فاليوم زفاف ابنتنا الغالية" جوهرة"
الصياد: وأين هي؟ لم أرها منذ الأمس
الزوجة إنها وسط البنات، يطيبنها ويعطرنها، وما عليك الآن سوى مغادرة المنزل، وإخلائه للنساء
الصياد: نعم، هذه من عاداتنا، سأغادر البيت، ولن أعود إلا بعد انتهاء الزفاف، وداعا
الزوجة: مع السلامة (يغادر الصياد) والآن حان دوري، سأجعل(سميرة)
          أحلى فتاة في البلدة

 

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الثامن
(العم خلفان مع الأطفال)
العم خلفان: وراحت الشريرة
         تعد للزفاف
        ابنتها (سميرة)
        ودقت الطبول
        وارتفع الغناء
        والناس بالدعاء
(تدخل المسرح جوقة من المغنيين يرددون أغنية موزه خميس (مليان قلبي مليان) بصحبة طبول، وآلات موسيقية شعبية:
(مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لا تعذبني وتروح عني زعلان
هذا الهوى ماحنني وباقية رسومة
مقدر اشيل للأسواق واسومه
مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لا تعذبني وتروح عني زعلان
يا دوب مشيتني مشيتني مشة
مشيت دمع ٍ جرى من ناظري وامشه
مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لا تعذبني وتروح عني زعلان
عديت نجوم السنه عديتهم عده
نجمين غابن ولكن نجم بعدة
مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لا تعذبني وتروح عني زعلان
يواناس عند العصر قال اسحت السدرة
بيديه مريود حمر وسميط في صدرة
مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لاتعذبني وتروح عني زعلان
بيديه مريود حمر وسميط في صدرة
صديت عن قربريت والشمس منحدرة
مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لاتعذبني وتروح عني زعلان
ساير بصلي العصر والقيز مردودي
لاني بصلاني ولا صومي وتجدودي
مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان
ارجوك لاتعذبني وتروح عني زعلان)

والبعض من الرجال يؤدي الرزحة، تظهر العروس في الوسط ووجهها مغطى بقطعة قماش بحيث لا يستطيع أن يتبين ملامحها أحد، تنتهي الزفة، يغادر الجميع المسرح باستثناء العم خلفان مع صندوق العرائس والأولاد الذين يصغون لحكايته باهتمام)
       العم خلفان: وطابت النفوس
        وسار موكب العروس
       حتى بلغ المراد
       في قصره المنيف
         حاكم البلاد
 

 

 

 

 

 

 

المشهد التاسع
    
(غرفة الأمير ـ الأمير مع العروس التي مازال الشال على وجهها)
الأمير: إنها ليلة العمر، الليلة التي انتظرتها طويلا، لماذا أنت مرتبكة؟
سميرة: لأنني أقف لأول مرة في حضرة سمو الأمير
الأمير: دعك من هذا الكلام، من اليوم فصاعدا، فأنت زوجتي العزيزة
سميرة (تخفض رأسها حياء)
الأمير: إنه حياء العذارى، لا بأس، أتفهم شعورك، والآن ألم يحن الوقت لكي تزيلي الشال عن وجهك؟
سميرة: (ترفض بحياء)
الأمير: ارفعيه عن وجهك القمر، فأنت حبيبتي، وحياتي وعمري، يمد يده للشال (تهرب منه وتضحك.. يقف الأمير منذهلا، إذ لم تتساقط اللآلئ)
الأمير: ما هذا؟ أين اللآلئ؟ (يزيح الشال بغضب، يفاجأ لأنها لم تكن جميلة بالشكل الذي وصفوها له)
الأمير: ما هذا أنت لست جميلة (تبكي سميرة.. يهرع للنافذة فلا يجد أثرا للأمطار) ما هذا لم يسقط مطر.. ولا لآلئ؟ لقد خدعني الصياد اللعين، سأعرف كيف أعاقب من يتجرأ على خداعي (يغادر الغرفة) أيها الوزير، أيها الوزير
الوزير: ماذا جرى؟
  الأمير: أيها الخادم (يدخل الخادم مسرعا)
الخادم: نعم صاحب السمو
الأمير: أريد الصياد سلمان فورا
الخادم: أمر سمو الأمير(يخرج)
الأمير: لقد تعرضت لخديعة، الويل لكل من شارك بها، الويل للصياد سلمان
الوزير: على رسلك سمو الأمير
الأمير: لقد نسوا أن حبل الكذب قصير، وأن المخادع لن ينجو من العقاب
الوزير: منذ البداية لم أرتح لهذه الزيجة
الأمير: هذا ليس وقت لوم أيها الوزير
الوزير: عفو سمو الأمير، لم أقصد لومك، معاذ الله
الأمير: إذن دعك من هذا الكلام الذي لا ينفع في مثل هذه المواقف
الوزير: حسنا سمو الأمير، لكنني أذكر إنك أخذت عهدا على الصياد سلمان

الأمير: طبعا، وقد أرسلت بطلبه ليدفع ثمن الخديعة غاليا
الوزير: حتما، فخداع الأمير ليس بالأمير الهيّن
الأمير: ولابد أن هناك من اشترك معه في هذه الخديعة، لكنني سأبدأ به، وأنفذ الحكم العادل
الخادم (يدخل): الصياد سلمان في الباب
الأمير: إذن وصل المخادع الذي سيمكث كثيرا في حفرة عند الباب، ليدوس على رأسه كل من يدخل القصر، ليدخل
الخادم: أمر سمو الأمير (يخرج، يدخل الصياد سلمان)
الصياد: ماذا جرى؟ أرى الوجوه ليست كما كنت أحسب، لقد كنت خارج البيت خلال العرس طبقا لعاداتنا وتقاليدنا، وعدت فوجدت سموك قد أرسلت بطلبي، فجئت على الفور، هل بدر من (جوهرة) ما كدر صفو الأمير؟
الأمير: أية (جوهرة) أيها المخادع؟ عن أي (جوهرة) تتحدث؟ لم أر غير امرأة لا تختلف عن سائر النساء، دون أية موهبة
الصياد: ماذا جرى لابنتي؟ هل فقدت موهبتها؟ لا أصدق
الوزير: احترم نفسك أيها الصياد، وهل سموه يدعي عليك
الصياد: عفوا، عفوا لكنه أمر غريب، فـ(جوهرة) منذ طفولتها وهي هكذا عندما تضحك تتناثر اللآلئ وعندما تبكي تنزل الأمطار
الأمير: قلت لك إن المرأة التي زفّت لي تخلو من أية مسحة من الجمال، ولا تمتلك أية موهبة
الصياد: كيف حصل هذا؟ هاتها لأضحكها، وسترى بعينك كيف تتساقط اللآلئ عندما أضحكها
الأمير: نادوا له ابنته
(تدخل سميرة، يصاب الأب بالدهشة)
الأمير: هيا، أرني كيف تتساقط اللآلئ وتمطر السماء
الصياد (تعقد الدهشة لسانه): دعني مع ابنتي قليلا
الأمير: حسنا (يقف بعيدا)
الصياد: ماذا حدث؟
سميرة: سامحني يا أبي، إنها أمي التي أجبرتني على هذا
الصياد: ولماذا لم تخبريني؟
سميرة: لقد هددتني أمي، ولم أجد سوى الرضوخ لطلبها
الصياد: ألم تفكر أمك بما ينتظرني من عقاب؟ سيدفنونني بباب القصر ليدوس على رأسي كل من يدخل على الأمر، أهذا يرضي أمك؟
سميرة: لا يا أبي سامحني
الصياد: سأذهب لتنفيذ العقوبة، وأوصلي سلامي لجوهرة
سميرة: أبي سامحني، فجوهرة لم تعد ببيتنا
الصياد: كيف؟ أين ذهبت؟
سميرة: لقد حولها الساحر إلى حمامة وذهبت بعيدا
الصياد: ابنتي جوهرة تحولت الى حمامة ليخلو الجو لأمك؟ حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل (للحاكم) سمو الأمير، تأكدت من إن ابنتي لم تعد تملك تلك الموهبة، ولكن قبل أن تنفذ بي العقوبة تأكد إنني لم أخدعك.
الأمير: هل توجد خدعة أكبر من هذه؟
الصياد: لست مخادعا، فالمخادع دائما نهايته وخيمة، ولكن ما دمت قد وثقت بامرأة شريرة كل هذه الثقة أستحق العقوبة، ونترك للأيام تكشف لك الحقيقة.
الأمير: ابعدوه خارجا، وابدأوا بتنفيذ العقوبة المتفق عليها، أما أنت لـ(سميرة) فيمكنك العودة لبيتك  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
المشهد العاشر
(العم خلفان مع الأطفال)

العم خلفان: ومرت الأيام
           حزينة
          بكل ما فيها من الآلام
      وذات يوم
بينما
كان يسير
في مزرعة الأمير
خادمه الأثير
إذا بصوت
جاء من حمامة
حطت بأعلى شجرة
(يتحول المشهد إلى العرائس)
الحمامة: أقرئك السلام
في البدء والختام
الخادم(مذعورا): أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله ...
الحمامة: قف لا تخف
         واصغ لما أقول
        الخادم: حمامة تحكي؟
         الحمامة: اصغ لما أقول       
               أنا ابنة الصياد
أحالني الساحر
بسحره الأسر
حمامة
 أعيش فوق الشجرة
 طائرة مهاجرة
حتى تحين ساعة القيامة
إن لم يجئ لي ساحر
محنك وشاطر
يعيدني
لهيئتي
 امرأة مثل بنات حارتي
الخادم: لكن وما الدليل؟


العم سلمان (للأولاد): ابتسمت
وقهقهت
إذا بها اللآلئ
من فمها تساقطت (الخادم يضع في جيوبه ما تساقط من لآلئ)
ثم بكت
فأرعدت
من فوق رأسه السماء أبرقت
وأمطرت
فسال منها مطر غزير
سقى الزروع
ملأ الغدير
ودعها مرتجفا
وعاد للقصر
 سريعا خائفا
الأطفال: لم تكن الحمامة
سوى ابنة الصياد
لله ما أحلاها!
كفرحة الأعياد
ضحكاتها لآلئ
شمس تضيء الكون للعباد
دموعها مطر
يسقي الزروع
يبهج النفوس والشجر
فتبسم الحدائق الغناء والزهر


(المشهد الحادي عشر)
(قصر الأمير، مع الوزير يدخل الخادم مذعورا ثيابه مبللة)
الأمير: ما بك؟ ماذا جرى؟ لماذا عدت مسرعا كما اعتدت كل يوم
الخادم: حدث شيء لا يصدق
الأمير: ما هو؟
الوزير: ماذا حدث؟ هل فاضت البلدة؟
الخادم: لا..لا
الأمير: هل هجم علينا الأعداء؟
الخادم: لا، حدث شيء غريب
الأمير: ما بك؟ هل أنت محموم؟
الوزير: أراك ترتجف وثيابك مبللة؟
الخادم: لست محموما، أنا بخير
الأمير: أي خير هذا؟
الوزير: أنت لست في حالة طبيعية قل بسرعة ماذا جرى لك؟
الخادم: حدث غريب لا يصدقه عقل
الأمير: اهدأ، واشرب قليلا من الماء ثم قل لي ماذا جرى لك بالضبط
الخادم (يشرب جرعة ماء) سأكلمك وعلى سموك أن تصدق خادمك الأمين
الأمير: سأصدقك، لكن قل لي قل ما هو؟
الخادم: لقد كلمتني حمامة
الأمير: حمامة؟
الوزير: هل جننت؟
الخادم: والله العظيم حمامة
الأمير: حمامة تتكلم؟
الوزير: ما هذا الهراء؟
الخادم: سمو الأمير لقد وعدتني بأن تصدقني
الأمير: لكن هذا خبر لا يصدقه عاقل
الوزير: كيف كلمتك؟ وماذا قالت؟
الخادم: ألقت على السلام، ثم ضحكت فتساقطت من فمها لآلئ
         ثم بكت، فأمطرت السماء
الوزير: هل عدنا لهذه الحكاية؟ مللنا منها
الخادم: لا إنها حقيقة
الأمير: وما هو دليلك؟
الخادم: انظر إلى اللآلئ التي ملأت بها جيوبي، ويمكنك أن ترسل الحرس إلى المزرعة وسيرونها غارقة بالأمطار
الأمير: صدقتك
الوزير: كيف لسموك أن تصدق حكاية كهذه؟ حمامة تتكلم، ولآلئ، ومطر؟
الأمير: هناك لغز في الموضوع، منذ اختفاء (جوهرة)
الوزير: (جوهرة) ليست لغزا، إنها خدعة الصياد الذي كل يوم ندوس على رأسه حين ندخل باب القصر
الأمير: لا أيها الوزير، هناك شيء غامض عليّ أن أعرفه
الوزير: ماذا تنوي أن تفعل؟
الوزير: على أن أتحقق من الأمر بنفسي، سأذهب غدا إلى المزرعة لأتثبت من الأمر بنفسي
الوزير: وإذا لقيت تلك الحمامة المزعومة، ماذا ستفعل بها؟
الأمير: سأضع خطة لاصطيادها
الخادم: تصطادها؟ كيف؟
الوزير: وماذا تفعل بها؟
الأمير: سأحل بها اللغز
الخادم: إذن سنذهب معا غدا للمزرعة
الوزير: وأنا معكما، ولكن ماذا لو لم تأت الحمامة؟
الأمير: لن نخسر شيئا، سنعتبرها نزهة في المزرعة
الوزير: تمام
الأمير (للخادم): ولكن احضر معك مادة صمغية لزجة
الخادم: مادة صمغية لزجة؟ وماذا نفعل بها
الأمير: سأضعها على المكان الذي تقف به الحمامة لكي أصطادها
الوزير: ولماذا تصطادها؟ هل طمعا باللآلئ؟
الأمير: لا، بل لأن وراء هذه الحمامة سر، ولابد أن أعرف هذا السر

 

 

 

المشهد الثاني عشر

(مزرعة الأميرـ الأمير والوزير مختبئان وراء الأشجار، الخادم، يجلس أمام الشجرة)
الأمير(للخادم): هل أنت متأكد أن هذا هو الغصن الذي وقفت عليه الحمامة أمس؟
الخادم: نعم هو
الأمير: ولكن الحمامة لم تأت؟
الخادم: ستأتي، تحتاج إلى قليل من الصبر
الوزير: ألم أقل لك أن الأمر لا وجود له
الأمير: ماذا تقصد؟
الوزير: إنه لا يعدو أن يكون من صنع خيال الخادم
الأمير: أنا أثق بخادمي الأمين، وأريد أن أتحقق من هذه المسألة، ولن نخسر شيئا، اعتبرها نزهة
الوزير: أية نزهة سمو الأمير؟ ألا ترانا مختبئين خلف الشجرة؟
الأمير: هذا جزء من متعة المغامرة(للخادم) هل وضعت الصمغ على الغصن؟
الخادم: نعم
الوزير: لكن الصمغ لم يصطد غير الحشرات الضالة (يضحك)
الأمير: اخفض صوتك، وانظر إلى الأعلى (تحط حمامة على الشجرة)
الحمامة: مساء الخير، صديقي
الخادم: مساء النور أيتها الحمامة
الحمامة: قلت لك، أنا لست حمامة، أنا (جوهرة)
الخادم: نعم (جوهرة).. أغلى (جوهرة)
الحمامة: كيف حال سمو الأمير؟
الخادم: إنه بخير
الحمامة: هل أوصلت له سلامي؟
الخادم: طبعا، طبعا ونقل لك سلاما خاصا
الحمامة: ما أسعدني! (تضحك.. تتناثر اللآلئ، يجمعها الخادم)
الأمير للوزير: أرأيت بعينيك؟
الوزير: ما هذا، إنه شيء مذهل، حمامة تتكلم وتنثر اللآلئ!؟
الحمامة: وكيف حال أبي؟
الخادم: إنه في أسوأ حال، موضوع بحفرة بباب القصر، وكل من يطأ عتبة الباب يدوس على رأسه
(الحمامة تبكي، فيسقط مطر غزير)
الأمير (يفتح مظلته، للوزير): قلت لك احمل معك مظلة
الوزير: وكيف أحمل معي مظلة، والسماء صافية؟
الأمير: إذن تحمل نتيجة عدم اصغائك لنصيحتي
الحمامة (تهم بالمغادرة): وداعا صديقي
الخادم: وداعا (تحاول أن تطير لكن الصمغ يلصقها بالغصن، يظهر الأمير مع الوزير من خلف مخبئهما)
الأمير: لا تخافي، أنا الأمير، وجئت لكي أحل لغزك المحير

(صوت الأطفال من بعيد: تلك ابنة الصياد
لله ما أحلاها!
كفرحة الأعياد
ضحكاتها لآلئ
شمس تضيء الكون للعباد
دموعها مطر
يسقي الزروع
يبهج النفوس والشجر
فتبسم الحدائق الغناء والزهر)

المشهد الأخير
(قصر الأمير، الأمير مع الوزير والخادم في يد الأمير الحمامة)

الأمير: هذه إذن حكايتك أيتها الحمامة
الحمامة: نعم سمو الأمير، وكما رأيت لا ذنب لأبي، وهو لا يدري بماجري، فالأمر كله من ترتيب زوجته الشريرة التي جلبت الساحر، وحوّلني بسحره إلى حمامة، وزفت لك أختي (سميرة) التي أذعنت لخطة زوجة أبي
الأمير: ستأخذ زوجة والدك جزاءها العادل، هي والساحر الذي سيأتي ليعيدك إلى هيئتك الأولى، فكل انسان مسيء يجب أن يأخذ جزاءه، أما والدك، فقد عفونا عنه، وسيأتي لكي يراك
 
(يدخل الأطفال وهم يرددون)
الأطفال: تلك ابنة الصياد
لله ما أحلاها!
كفرحة الأعياد
ضحكاتها لآلئ
شمس تضيء الكون للعباد
دموعها مطر
يسقي الزروع
يبهج النفوس والشجر
فتبسم الحدائق الغناء والزهر
(خلال ذلك يأتي الحرس بالساحر وزوجة الصياد وهما بحالة مزرية)

الساحر وزوجة الصياد: عفوك سمو الأمير عفو
زوجة الصياد: سامحني لقد أعمى الحقد قلبي، وأكل الحسد روحي
الساحر: وأنا طمعت باللآلئ التي قدمتها لي
الأمير: اجتمع الحقد والحسد والطمع وكانت الضحية(جوهرة) خطيبتي
الويل لكما من غضبي
زوجة الصياد: المسامح كريم، وأنت كريم الأصل، أعدك بأن أترك أعمال الشر
الأمير: ستأخذين جزاءك العادل
الساحر: وأنا أعد سموك بترك أعمال السحر
الأمير: ستتركها بالطبع، لكن ليس قبل تعيد جوهرة سيرتها الأولى
الساحر: أمر سمو الأمير، ولكن..
الأمير: لكن ماذا؟
الساحر: عندما أعيدها إلى ما كانت عليه ستعود مثل أيّ فتاة أخرى
الأمير: ماذا تعني؟
الساحر: أعني إنها عندما تعود إلى هيئتها الأولى، ستفقد موهبتها
الأمير: أوضح أكثر
الساحر: أعني حين تضحك فلن تتساقط اللآلئ، وعندما تبكي فلن تنزل الأمطار، وأنا سأفقد قدرتي على أعمال السحر(يبكي)
الأمير: هل هناك شيء آخر تفقده (جوهرة)؟
الساحر: لا
الأمير: لماذا لا تبدأ عملك؟ المسألة لا تحتاج إلى تفكير
الساحر: لم لا تجعل الحال باقيا على حاله، هي حمامة تأتي لخزائن البلدة حين تضحك باللآلئ ولما تبكي الأمطار، وأنا ساحر طوع أمرك
زوجة الصياد: وأنا خادمة لدى الساحر
الأمير: اخرسا، كفاكما دجلا، وشرورا، صحيح إنني في بادئ الأمر طمعت بموهبة (جوهرة)، وأردتها أن تخدم بلدتنا عن طريق ملء خزائنه باللآلئ ورجوت أن يعم الخير عندما تنزل الأمطار ببكائها، لكن حين سمعت عن خصالها، وأعمالها، ومساعدتها للآخرين، وحبها لبلدتها حتى وهي في هيئة حمامة، فمن وفائها تركت السماء الواسعة ومكثت في مزرعتي، حبا بي ووفاء لبلدتها
الساحر: لكنك لو أبقيتها كما هي الآن ستخدمك أكثر
الأمير: اخرس، لست أنانيا مثلك، سأكون سعيدا لو عادت (جوهرة)، فستخدم بلدتها أكثر، ولا مكان في بلدتنا للسحرة والمشعوذين، قراري هو قم بأخر عمل لك كساحر، وأعدها إلى ما كانت عليه
الساحر: رحمتك سمو الأمير سأفقد مصدر رزقي
الأمير: نفذ أمري وإلا...
الساحر: حسنا. حسنا (يضع الساحر يديه على الحمامة ويتمتم ببضع كلمات غير مفهومة فتتحول الحمامة إلى (جوهرة)
جوهرة: ما هذا؟ الحمد لله، لا أصدق ما جرى لي، عدت من جديد أرتدي الثياب، وأمشي على قدمين، ما أسعدني! أين أبي؟
الأمير: هاتوا أباها (يدخل الحراس الأب، يحتضن ابنته)
جوهرة: أبي، اشتقت لك كثيرااا، ولقد حزنت لما أصابك بسببي
الصياد: ابنتي العزيزة، لست أنت السبب، أنا أعرف من فعل هذا (ينظر لزوجته ويقول لها) سامحك الله
جوهرة: سامحها يا أبي، المسامح كريم، وابتسم يا أبي أنا سعيدة جدا، سعيدة (تضحك، تندهش عندما لم تسقط اللآلئ، فتبكي من الحزن تنظر من خلال النافذة فلا ترى مطرا)
الأمير: لا تتعبي نفسك، أنت الآن لا تختلفين عن بقية النساء إلا في عملك وسلوكك
جوهرة: لكنني فقدت قدرتي على جلب اللآلئ وإنزال المطر
الأمير: كلامك الجميل هو اللآلئ، وعمل الخير هو المطر الذي سيسقي البلدة(تبتسم) والآن هيئي نفسك لحفل زفافنا  
الأطفال: كلامها لآلئ
         وفعلها مطر
         يأتي بخير وافر
        والسعد للبشر
       تلك ابنة الصياد
لله ما أحلاها!
كفرحة الأعياد
ضحكاتها لآلئ
شمس تضيء الكون للعباد
وقلبها مطر
يسقي الزروع
يبهج النفوس والشجر
فتبسم الحدائق الغناء والزهر
فصفقوا
فالخير، مثلما رأيتم، انتصر
والشر يا أحبابي   اندحر
فلنأخذ الدروس والعبر
يا أيها الأولاد
من حكاية الأميرة
(جوهرة) الجميلة
ابنة ابنة الصياد
(يسدل الستار)

تعليق عبر الفيس بوك