المنذري يرعى انطلاق "الندوة الدولية حول سالم الحارثي".. وأوراق عمل تسبر تاريخ الشيخ العلامة

مسقط - العمانية

تبدأ، اليوم الإثنين، بمركز سناو الثقافي الأهلي بولاية المضيبي، أولى جلسات الندوة الدولية حول الشيخ العلامة سالم بن حمد الحارثي حياته وفكره، والتي يقيمها المركز تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، وبمشاركة نخبة من الباحثين المتخصصين.

وتأتي الندوة احتفاء بذكرى أحد أعلام عمان الأجلاء، واقتداء بالإرث الحضاري الإسلامي الذي يعلي ويكرم العلم والعلماء، ويجل مكانتهم. وأكد الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس مركز سناو الثقافي -لوكالة الأنباء العمانية- أن "أهمية الندوة تأتي من جهة إحياء الفكر، وربط الماضي بالحاضر؛ لأجل اتخاذ القدوة؛ حيث يجب على الناشئة -خصوصا طلاب المدارس والدارسين- تقدير قيمة الجهود التي بذلها العمانيون الأوائل بالحفاظ على التراث والتاريخ، والمحافظة على القيم وخدمة المجتمع، وأن يعي هذا الجيل أيضا ما سبقه به الأسلاف، وأن يحافظ على هويته، وأن يسلك نفس الدرب الذي سلكه الأوائل من قيم وأخلاق واحترام الغير، وخدمة المجتمع".

وأضاف بأن "أهمية الندوة تأتي أيضا من أن الشيخ سالم بن حمد الحارثي حافظ على نشر الكتب بالجهود الذاتية، وبذل النفس والنفيس في جمعها ونشرها. وعلاوة على ما كتبه في التاريخ والفقه والمساهمة الحضارية في خدمة المجتمع، فإنه كذلك لم يهمل جانب المحافظة على التراث الذي يعد ذخيرة الوطن". ونوه بالجهد الذي بذله الشيخ سالم الحارثي "في طباعة الكتب الكثيرة الأجزاء، والموسوعات العلمية الكبيرة، ونسخ كثيرا منها بخط يده، واشترى كثيرا منها وحققها، وهو ما يعد جهدا مقدرا وجهدا كبيرا له"، وقال إن الشيخ العلامة الحارثي "لم يغمس نفسه في العمل الاجتماعي فقط، أو انهمك في وظيفة القضاء، بل خدم من ثلاثة جوانب شملت: خدمة المجتمع، وخدمة التراث، وخدمة القضاء والفصل بين المتخاصمين؛ وبالتالي فإنَّ له مواهب متعددة وملكات يفتقدها الكثير من الناس، ونحن من خلال هذه الندوة ننشد القدوة وتواصل المعارف بين الأجيال".

وستتناول الندوة -التي تستمر يومين- نشأة الشيخ العلامة سالم بن حمد الحارثي وحياته وعلاقته بعلماء عصره، وإنتاجه الفكري في العقيدة والفقه والتاريخ والأدب، وعنايته بجمع المخطوطات وتحقيقها ونشرها، وتأسيس مكتبة، وتوليه القضاء، ودوره الشرعي والاجتماعي. ومن المقرر أن تتضمن الجلسة افتتاحية، كلمة يلقيها الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس مركز سناو الثقافي الأهلي (كلمة المركز)، إضافة لكلمة لأسرة الشيخ الحارثي، ثم سيعرض فيلم وثائقي بعنوان "عاشق المخطوط". فيما يقدم الدكتور فرحات بن علي الجعبيري كلمة بعنوان "الشيخ سالم بن حمد الحارثي كما عرفته"، ثم يتحدث سعادة الشيخ زاهر بن عبدالله العبري حول "الشيخ الحارثي عالماً وفقيهاً".

وتتضمن جلسات الندوة جلستين علميتين؛ الأولى تتحدث حول "حياة الشيخ الحارثي وشخصيته"، وفيها يقدم الدكتور أحمد بن ناصر الراشدي ورقة بحثية حول نشأة الشيخ سالم الحارثي وحياته وعلاقته بعلماء عصره، ويقدم الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي ورقة بعنوان "ذكرى بنوة لأبوة"، ثم يقدم الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي ورقة بعنوان "قراءة في حياة الشيخ الحارثي ومكونات شخصيته ومعالمها"، ويتناول الأستاذ الدكتور علي بن هلال العبري في ورقته "التواصل العلمي بين الشيخين إبراهيم بن سعيد العبري وسالم بن حمد الحارثي"، ويقدم الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي ورقة بعنوان "قراءة في بعض مراسلات الشيخ الحارثي".

وفي الجلسة الثانية -التي تتركز حول "جهود الشيخ في القضاء والتربية والعناية بالمخطوطات وخدمة المجتمع"- يتحدث الدكتور حسن بن خلف الريامي حول "الشيخ الحارثي قاضيا"، ويقدم الدكتور حاج إبراهيم موسى ورقة بعنوان "القاضي العادل عند الإباضية.. الشيخ الحارثي أنموذجاً"، ويتناول الدكتور سعيد بن مسلم الراشدي "المنهج التربوي لدى الشيخ الحارثي"، بينما تتحدث الدكتورة خديجة علي محمد كرير عن مكتبة الشيخ الحارثي، فيما يتحدث يعقوب بن سعيد البرواني حول "عناية الشيخ بجمع المخطوطات والوثائق وتأسيس مكتبة"، ويختتم الدكتور راشد بن علي الحارثي الجلسة الثانية بورقة حول "دور الشيخ الحارثي في الإصلاح الاجتماعي".

تعليق عبر الفيس بوك