العبادي يطلب رسميا تعليق الاستفتاء.. والأمم المتحدة: سيصرف الانتباه عن قتال "داعش"

العراق: المحكمة العليا تأمر بتأجيل استفتاء كردستان.. والجيش التركي ينفذ مناورات حدودية

 

عواصم - الوكالات

قالَ مكتبُ رئيسِ الوزراء العراقيِّ حيدر العبادي، أمس، إنَّ العبادي طَلَب رسميًّا تعليقَ خطط إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان المقرَّر يوم 25 سبتمبر. وقال مكتبه -في بيان- إنَّ المحكمةَ الاتحادية العليا وافقتْ على طلب العبادي "بشأن عدم دستورية إجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق". والمحكمة معنيَّة بحَسم النزاعات بين الحكومة المركزية والأقاليم وبينها كردستان، لكنها لا تملك سبيلا لفرض قراراتها على الإقليم.

وقال الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إنَّ الاستفتاء الذي يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه يوم 25 سبتمبر بشأن الانفصال عن العراق "سيصرف الانتباه عن الحاجة لهزيمة" تنظيم الدولة الإسلامية، وإعادة بناء المناطق المستردة.

وقال المتحدِّث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك -في بيان- "الأمين العام يحترم سيادة وسلامة ووحدة أراضي العراق، ويرى ضرورة حل كل القضايا المعلقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عبر حوار منظم وتسوية بناءة". وتابع يقول: "الأمين العام يدعو كل الزعماء في العراق إلى التطرق إلى هذه المسألة بصبر وبضبط نفس".

وأمرتْ المحكمة الاتحادية العليا في العراق بتعليق الاستفتاء المرتقب بشأن استقلال إقليم كردستان العراق. وجاء في بيان صادر عن المحكمة أن قرارها بشأن إجراء الاستفتاء هو قرار قطعي وملزم؛ وبالتالي يجب تأجيل الاستفتاء حتى يتم البت في مدى قانونيته.

وانتقدتْ الحكومة العراقية قرارَ الاستفتاء المقرَّر إجراؤه الإثنين المقبل، في حين حذرت الولايات المتحدة من أنه سيؤثر على استقرار الدولة العراقية، ويعيق الجهود الدولية لمحاربة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. وأصدرت المحكمة الاتحادية، أمس، أمرا يقضي بإيقاف إجراءات استفتاء كردستان، مؤكدة أن قرار الاستفتاء غير دستوري.

وبدأتْ القوات المسلحة التركية مناورات عسكرية في منطقتي سيلوبي وهابور في ولاية شرناق قرب الحدود العراقية جنوب شرقي تركيا. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قد حذر من أن استفتاء كردستان العراق هو مسألة أمن قومي بالنسبة إلى بلاده. مُحذرا من أنَّ تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية ردا على ذلك.

ونصحت تركيا والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، السلطات في إقليم كردستان -الذي يتمتع بحكم ذاتي- بإلغاء الاستفتاء؛ خشية أن يؤدي إلى توتر يلفت الانتباه عن الحرب الدائرة حاليا على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. كما تخشى تركيا -التي يوجد بها أكبر عدد من الأكراد في المنطقة- من أنَّ التصويت بالموافقة في الاستفتاء قد يشعل الشعور بالرغبة في الانفصال في جنوبها الشرقي؛ حيث لا يزال يشن متشددون أكراد من حزب العمال الكردستاني تمردا على مدى 30 عاما.

وشاركتْ أكثر من 100 قطعة عسكرية أغلبها دبابات في المناورة على مقربة من معبر الخابور الحدودي مع العراق، وفق ما قالت وكالة دوجان للأنباء. كما شاركت مركبات تحمل الصواريخ ومدافع هاوتزر.

وبوجود عدد من الأكراد على أراضيها يفوق أعداد الأكراد في دول المنطقة، تخشى تركيا أن يذكي التصويت على الانفصال في العراق النزعة الانفصالية في جنوبها الشرقي؛ حيث يقود حزب العمال الكردستاني المحظور تمردا منذ حوالي ثلاثة عقود. ولم تعلن تركيا عن الخطوات التي ستتخذها في حال مضت كردستان في خططها. وقدمت الحكومة التركية موعد اجتماعين لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي ليُعقد الاجتماعان يوم الجمعة أي قبل ثلاثة أيام من موعد الاستفتاء لبحث الوضع مجددا. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس الأول، إنَّه سيلتقي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع الجاري في نيويورك لبحث مخاوفهما بشأن الاستفتاء.

تعليق عبر الفيس بوك