"جنايات القاهرة" تسجن المئات من أعضاء "الإخوان" في قضية عنف

 

 

القاهرة - رويترز

عاقبتْ محكمةُ جنايات القاهرة، أمس، مئات من قادة وأعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالسجن بين خمس سنوات والمؤبد، في قضية أحداث عنف وقعت في القاهرة في أغسطس 2013، بعد ستة أسابيع من عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة.

وقال رئيس المحكمة شبيب الضمراني -في جلسة النطق بالحكم- إنَّ المحكمة قضت بالسجن المؤبد حضوريا على 22 متهما وغيابيا على 21، وقضت بالسجن المشدد 15 عاما على 17 متهما حضوريا، وقضت على 54 متهما بالسجن المشدد عشر سنوات حضوريا، وعلى 13 بنفس العقوبة غيابيا.

ومن بَيْن من حُكِم عليهم بالسجن المؤبد حضوريا عبدالرحمن البر الأستاذ الجامعي ومفتي الجماعة. وأضاف رئيس المحكمة بأنَّ 216 متهما عوقبوا حضوريا بالسجن المشدد 5 سنوات، بينما عُوقب 88 متهما غيابيا بالسجن المشدد عشر سنوات، كما عُوقب حَدَثان بالسجن 10 سنوات غيابيا، وعوقب ستة أحداث بالسجن خمس سنوات حضوريا. وبرأت المحكمة 52 متهما.

وعُرفت الأحداث إعلاميًّا بأحداث مسجد الفتح الموجود في أطراف ميدان رمسيس، أحد أشهر ميادين العاصمة المصرية، وقتل فيها عشرات، بينهم أحد أبناء المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع ورجل شرطة.

وكان مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين قد نظموا مظاهرات في ميدان رمسيس والشوارع المؤدية إليه بعد يومين من فض اعتصامين مؤيدين للجماعة في القاهرة والجيزة، ومقتل مئات المعتصمين وعدد من رجال الأمن. وعقدت جلسات المحاكمة في مجمع سجون وادي النطرون شمال غربي القاهرة لأسباب أمنية.

وقال المحامي أحمد خطاب أحد من ترافعوا عن المتهمين: "كان الحكم متوقعا وسنطعن عليه أمام محكمة النقض". ولمحكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية مصرية وأحكامها نهائية وباتة، أن تؤيد الحكم أو تعدله ولها أن تلغيه وتحاكم المتهمين بنفسها.

وظهر المتهمون في ستة أقفاص زجاجية في قاعة المحكمة وهتفوا بعد النطق بالحكم "حسبي الله ونعم الوكيل". وخلال النطق بالحكم طرق متهمون على جدران أحد الأقفاص.

وكانت المظاهرات قد نظمت يوم 16 أغسطس، وتحولت إلى العنف عندما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وحوصر خلالها المئات في مسجد الفتح الذي اتخذه الإخوان مستشفى ميدانيا نقل إليه مصابون بجانب جثث قتلى. واستمر حصار المسجد إلى اليوم التالي عندما سمحت قوات الأمن بخروج المتظاهرين الذين ألقي القبض على عدد كبير منهم. وأحالتْ النيابة العامة المتهمين للمحاكمة بتهم تخريب جامع الفتح وتعطيل إقامة الصلاة فيه والقتل العمد والشروع في القتل. وشملتْ التهم التجمهر والبلطجة وتخريب منشآت عامة، خاصة وحيازة أسلحة نارية آلية وخرطوش وذخائر ومفرقعات. كما شملت منع المرور في الشوارع المؤدية إلى ميدان رمسيس وتعطيل المواصلات العامة وتعريض سلامة مستقليها للخطر.

وكان الجيشُ قد أعلن عزل مرسي في الثالث من يوليو 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حُكمه الذي استمر عاما. وبعد عزله ألقت السلطات القبض على أغلب قادة الجماعة بينهم بديع وآلاف من أعضائها ومؤيديها وقدمتهم للمحاكمة. كما حظرت الجماعة وأعلنتها منظمة إرهابية. والسجن المؤبد 25 عاما في مصر ويقول خبراء قانونيون إن السجن المشدد يحرم المحكوم عليه من إلغاء جزء من العقوبة.

تعليق عبر الفيس بوك