قصيدتان

سامي دياب كيلاني – مصر


(1)
أخبرها أنه سيعود
تجلس على عرش " عنوستها " مطمئنة
مدججة بالجمال
تخرج لسانها كبندول الساعة
فى وجوههم جميعا ...
أن فات الوقت على طلب يديها للرقص .
ثوبها الملطخ بخيبات الصبيان
الذين يتساقطون من مداراتها
نيزكا تلو الآخر ...
صندوق أسود
تخبئ فيه محاولاتهم الفاشلة
فى كل ليلة تحصيهم عددا
أمام مرآتها .. الا واحدا .
مازال هناك يتوضأ من ماء " الفرات "
يجّمع بشارته من أنياب قطّاع الطريق .
حسبوه مات فى احدى الغارات ؛
احدى النجمات فقط سقطت ..
من نجمتيه
لكنه تشبث بها قبل أن تصل التراب .
الآن ينطلق بنبوءته يجوب الأرض
باحثا عنها ...
يحمل قلبه ونجمتيه مهرا
لحبيبته "الأربعينية "
التى حرّمت الرجال على نفسها من بعده
واحتفظت بأنوثتها كاملة
من أجل قبلته المنتظرة .
هولن يذبح لها " القطة " كما يفعل الضعفاء
وهى لن تتمنع عليه ...
كما يفعلن الساذجات
فقط سيلبسها تاج الملك لوفائها
وهى ستطّير حمام قلبها الأبيض
فى الفضاء ...
لتنذر الغربان بأنه عاد !!.
 (2)
ليلة بكى فيها "الناطور "
لم تكن استدارة " نبيل دسوقى " *
فى أخرِ مشاهدِ " ليلة بكى فيها القمر "
مجردُ استدارةٍ فحسبُ !.
؛ بل توبةُ عاشقٍ كَبيرٍ ...
قبلَ أنْ يدخلَ غُرفةَ الإعدامِ بإرادتهِ
هى استدارتهِ تلك التى فتحتْ لقلبي
شارعًا جانبيًا للخلاصِ...
ورؤيةِ ذلك الحبل المعلَّقة
عليه أشواقى الساذجة..
بمشجبِ القهر ِ  من طرفٍ واحد
بشكلٍ أوضحَ.
من طرفٍ واحدٍ؛
كان يتلقى كل الطعنات..
وكان يراها وردًا أحمرَ
منتشيًا لعناقه!!
تماما كما كنت أقنع نفسى
بأن قبلاتك لذلك "الولد الوسيم"
لم تعدو  عن كونها:
            "بروفات تمهيدية"
لقصتك الجديدة...
وكنتُ أطعمُ حمائمَ قلبى بقايا قصيدةٍ
كتبتُها فى عينيكِ قديمًا
فلا تهمُّ بالرَّحيل ...
وتتركنى مليئًا بالثقوبِ أمامك.
حرصتُ أنْ أظلَّ حبيبًا استثنائيا..
تمامًا كَــ"فَزَّاعةِ الحقولِ" التي تهشُّ
العصافيرَ  الغريبةَ من حولك
هكذا كنت تريننى "ناطورا"
يحرسُ محصولَ الشَّوقِ بقلبكِ
حتى يحينَ موسمُ حَصادِه
عاصفةٌ ترابيةٌ تشبُه ملامحَ "الولدَ الوَسيمَ"
تفقأُ عينّى "الناطور"
وتأخذُ قلبَك بعيدًا...
يزحفُ "الناطور" سنوات  بقدمٍ
واحدةٍ وقلبٍ كسيرٍ
ليكسرَ  الكأسَ المسمومةَ قبلَ أنْ تصلَ شفتيك
ومع تصفيقِ الجمهورِ على فِعْلَةِ
ذلك المجذوبِ...
يتنحَّى هو بعيدًا خلفَ الكواليسِ..
ويمنحُك فرصةَ إنزالِ الستارةِ

تعليق عبر الفيس بوك