مناقشة انفتاح النص القصصي العماني القصير بالنادي الثقافي.. اليوم

مسقط - العُمانيَّة

يُنظِّم النادي الثقافي، اليوم الثلاثاء، بمقره بالقرم، ندوة علمية تتضمَّن قراءات نقدية في انفتاح النص القصصي العماني القصير.

ويُشارك في الندوة الدكتور إحسان بن صادق اللواتي أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، والدكتور حميد بن عامر الحجري أستاذ مساعد للغة العربية بالكلية العلوم التطبيقية بصور، والأستاذة خالصة بنت خليفة السعدية، والكاتب والصحفي عبدالله بن سالم الشعيبي. وأعرب الدكتور حميد بن عامر الحجري عن أمله "في أن تسلط الندوة -من خلال الأوراق التي ستناقشها- الضوء على التجربة القصصية العمانية الحديثة في تفاعلها مع الأجناس الأدبية الأخرى، وتعريف المجتمع بإنجازات القصة العمانية وطموحاتها، وإذا ما كان قد صادفها تعثر خلال مسيرتها؛ حيث إنَّه من الضروري أن يُشار إليه، وأن يشخص؛ حيث إنَّ العملية النقدية هي عملية تطوير". وقال الحجري -في تصريح لوكالة الأنباء العمانية- إنَّ الدراسة التي سيقدمها خلال الندوة "تحاول أن ترصد انفتاح القصة العمانية القصيرة على الشعر، ورصد آثار الشعر في القصة القصيرة كلغة وأسلوب وأنماط كتابية، وليس بالضرورة كأبيات شعرية فقط؛ حيث تطبق الدراسة منهجًا أسلوبيًّا إحصائيًّا في تحليل نماذج مختارة من القصة القصيرة في عمانن إضافة إلى مسح وصفي عام يغطي عددًا من المجاميع القصصية".

وأضاف بأنَّ "القصة القصيرة تنفتح على عالم القصيدة، مستثمرة عددًا من أدواتها الفنية على مستويات اللغة والإيقاع والبنية العامة، وتعد اللغة الشعرية أهم مستويات التفاعل الفني بين القصة القصيرة والقصيدة؛ سواء من حيث الحضور النصي أو من حيث الوظائف الفنية التي تنهض بها". مبينا أنَّ الدراسة التي سيقدمها "تستطلع أشكال انفتاح القصة القصيرة في عمان على القصيدة بشكل عام، وترصد بشكل خاص خصائص الجملة الشعرية فيها، عبر عدة مستويات بدءًا من الحضور الكمي ومرورًا بمجالات السرد التي تتعالق معها وتمثِّل المناخ القصصي الذي تنشط فيه وأدوات اللغة الشعرية التي تستجيب أكثر من غيرها لاحتياجات البناء القصصي وانتهاءً بالوظائف الفنية التي تسهم بها في تأثيث الفضاءين المكاني والنفسي".

وأوضح أنَّ "القصة القصيرة العمانية تحاول الآن قدر الإمكان أن تخطو خطوات ابتداء من النضج الفني؛ حيث إنَّ البدايات الأولى للقصة القصيرة كانت أقرب إلى الخواطر النثرية، وإلى نوع من التعبير عن الذات والتنفيس عن الانفعالات الموجودة مع القاص، ومع مرور السنوات وتراكم الخبرات أصبح لمعظم كُتَّاب القصة العُمانيين الموجودين حاليا زيادة في الإنتاج القصصي الذي أصبح يتَّجه بالقصة اتجاه النضج الفني؛ بحيث يتجاوز الهموم الذاتية والانفعالات لرصد قضايا متصلة بهموم الكتاب الثقافية والفكرية، وما يتعلق بالمجتمع بطرق فنية متقدمة، وليس بطرق خطابية تقليدية ووعظية؛ حيث أولت عناية بالبناء السردي والروح الحكائية ومعالجة مواضيع مختلفة".

من جانبه، قال الدكتور إحسان بن صادق اللواتي -في ملخص ورقته التي قدَّمها للنادي الثقافي- إنَّ الدراسة التي سيقدمها في الندوة بعنوان "القصة القصيرة العمانية والإغراء الروائي" هي محاولة لتتبع أهم معالم انفتاح القصة القصيرة العمانية المعاصرة على عالم الرواية؛ من خلال قراءة وصفية تحليلية لنماذج مختارة من المجموعات القصصية الصادرة حديثًا، ومحاولة التوصل إلى أهم ما يميّز هذه التجارب الإبداعية ويعطيها قيمتها الفنية المبتغاة. وأوضح اللواتي أن للقصة القصيرة ارتباطًا وثيقا بالرواية؛ فكلتاهما تنتمي إلى عالم الإبداع السردي متخذةً من اللغة نسيجها الذي منه تستمد كينونتها ومعتمدةً على مجموعة من العناصر التي تتشكل منها بنيتها النصية المقوّمة لها كالسرد والشخصيات والحبكة والزمان والمكان...وغيرها، بيد أنَّ النقد الكلاسيكي حاول -من خلال نظرية الأنواع الأدبية العتيدة- أنْ يُقيم بينهما فواصل جامدة تسعى للفصل بين "النوعين"، وتحاول أن تجعل لكل منهما حدودًا لا تُتخطى ومواصفات لا يصح تجاوزها.

وأضاف بأنَّ تلك الحدود والفواصل ما عادت لها سطوتها السابقة، ولم يبقَ لها أي سلطان على الإبداع، فصار تجاوزها هو الأصل بدلًا من احترامها. مشيرا إلى أنَّه إذا كانت الإبداعات الأدبية اليوم لا تعترف بنوعية تتوقف عندها بين كل أشكال الكتابة الأدبية من خلال ما يُعرف بـ"الكتابة عبر النوعية" أو "النص المفتوح" -في واحد من استعمالات هذا المصطلح القلق- فإنَّ القضية في حالة القصة القصيرة والرواية تغدو أقوى نظرًا لما بين هاتين من صلة حميمة لا تخفى.

فيما تعنى الورقة التي ستقدمها الدكتورة خالصة بنت خليفة السعدية بتلمس حضور السيرة الذاتية في القصة العمانية القصيرة؛ من خلال خمس مجموعات قصصية؛ هي: "حبس النورس" ليونس الأخزمي، و"ربما لأنه رجل مهزوم" لسليمان المعمري، و"جروح منفضة السجائر" لعبدالعزيز الفارسي، و"سغب الجذور" لفايزة اليعقوبية، و"قوس قزح" لمحمد عيد العريمي. وقالت السعدية إنَّ القصة العمانية القصيرة تتميز بالذاتية التي هي انشغال الكاتب بذاته على مستوى النص، ولا شك أنَّ هناك تقاطعا ما بين القصة القصيرة والسيرة الذاتية؛ فالتجربة الشخصية التي يعيشها الأديب تمثل رافدا مهما من روافد مواضيع القصة وبنائها. مشيرة في ملخص عن ورقتها الذي قدَّمته للنادي الثقافي إلى أنَّ ورقتها في الندوة قد عنيت بالوقوف عند هذا الحضور من خلال النقل المباشر لبعض المواقف من حياة الكاتب كما عليه الحال لدى فايزة اليعقوبية ومحمد العريمي، أو من خلال التوظيف الفني لهذه المواقف مع تضمينها إشارات تنمُّ عن علاقتها بالكاتب كما عليه الحال لدى سليمان المعمري وعبدالعزيز الفارسي ويونس الأخزمي، مع التركيز على حضور الكاتب بصورته المباشرة من خلال توظيف الضمائر.

تعليق عبر الفيس بوك