تواصل الجهود للحد من التلوث الناتج عن المخلفات الصلبة.. وبلدية مسقط تدعو للمساعدة في تعزيز التوازن البيئي

...
...
...
...

مسقط - الرُّؤية

تُوَاصِل بلدية مسقط حملاتها التوعوية بأهمية التعامل مع النفايات الصلبة التي تعدُّ خطراً بيئيًّا كبيراً؛ وذلك من خلال رفع سقف التوعية بمسؤولية الفرد في الحد من تفاقم المشاكل البيئية؛ من خلال وضع تلك المخلفات في غير أماكنها المخصصة؛ حيث إنَّ الطرق المناسبة في عملية جمع ونقل وتخزين ومعالجة هذه النفايات مهمة جدًّا للمعنيين في قطاع النظافة بالبلدية، وهو ما لا يتناسب عند التخلص الخاطئ للأفراد من هذه النفايات في أماكن لم تجهز لأجله؛ الأمر الذي لا يخدم الواجهة الحضارية للمدينة، ولا يعكس نمطا اجتماعيا مسؤولا للإنسان في عاداته الصحية والحياتية والبيئية بشكل عام.

حيث تُشكِّل النفايات الصلبة خطراً بيئيًّا، إضافة الى كونها سبباً أساسيًّا في تشويه جماليات المناطق؛ فهي تُعد أيضاً بيئة خصبة لتكاثر العديد من الأمراض والحشرات والقوارض، ويعد الإنسان أحد المحاور الأساسية في التعامل مع قضية تراكم المخلفات الصلبة؛ كونها نتاج إجراءات وتصرفات في مجالات مختلفة؛ لذا فإنَّ التعامل الصحيح معها بشكل سليم يعمل على الاستقرار البيئي، وتسهيل مهمة تعامل الأجهزة المسؤولة عن جمع ونقل النفايات بشكل عام إلى المرادم المخصصة لها.

وتسعى بلدية مسقط -ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية، وكافة مديرياتها الخدمية- لوضع الحلول التي تكفل تقليص حجم قضية التلوث البيئي الناجم عن المخلفات الصلبة؛ وذلك من خلال توعية أفراد المجتمع بخطورة هذه النفايات، وإرشادهم إلى الكيفية المناسبة للتخلص منها، إلى جانب تكثيف الرقابة على جميع المواقع، لضمان عدم التسبب في ممارسات خاطئة أو ظواهر عشوائية تنفي الصورة الحضارية والجمالية لمحافظة مسقط.

وتتنوَّع هذه النفايات -التي أشار إليها المختصون بقطاع النظافة- في مختلف مديريات بلدية مسقط، حيث إنَّ هناك مخلفات متكونة من هياكل المركبات والمعدات والإطارات والزيوت الموجودة بالمنطقة الصناعية، فضلاً عن مخلفات الأخشاب المترامية على الشواطئ، مع وجود مخلفات البناء، والتي تأتي في المقام الأول من حيث خطر تهديدها لمقومات البيئة بتراكمها في الأحياء السكنية، أو التخلص منها في بطون الأودية، ويكمُن خطر هذا النوع من المخلفات في طبيعتها التي تعطيها حجم ووزن وكثافة، وهي عوامل تُهيئ بيئة خصبة لتوالد القوارض في ركامها؛ الأمر الذي يُشّكل خطرا في محيط البيئة السكانية للأفراد أو حتى لمنتوجاتهم الزراعية؛ مما يلزم معه رفع الوعي الذاتي والانتماء البيئي الذي يضمن للإنسان استقراره وأمنه وغذاءه.

كما توصَّلت جهود المديرية العامة لبلدية مسقط بقريات إلى انتشار نوع آخر من المخلفات الصلبة، وهو المخلفات الزراعية؛ بحكم طبيعة الولاية؛ إذ يكثر وجود مخلفات المزارع كالأشجار وجذوع النخيل والسدر والغاف حول مزارع المواطنين والمزارع المهجورة. وتمثل هذه المخلفات نسبة 27% من إجمالي الملاحظات الصحية المسجلة طوال هذا العام، تلتها المخلفات البشرية الأخرى بنسبة 24% كالسيارات غير القابلة للاستخدام، والإطارات، وخزانات المياه التالفة، والمخلفات المنزلية المعدنية والخشبية والبلاستيكية...وغيرها.

وجميعها يندرج تحت أنواع المخلفات الصلبة التي تهدد التوازن البيئي؛ حيث ينجم عن رمي المخلفات الزراعية خارج أسوار المزارع نمط سلوكي يؤثر على المحاصيل الزراعية وعلى خصوبة التربة؛ إذ إنَّ تراكم هذه المخلفات يتسبب في كثير من الخسائر المادية والصحية جراء تكاثر القوارض في مثل هذه البيئات. وللحد من ظاهرة تكديس المخلفات الزراعية وجب تضافر الجهود بين الجهات المعنية، جنباً إلى جنب مع بلدية مسقط لإيجاد حل يضمن للمزارع ولمزرعته السلامة، ولضمان صحة البيئة والمنظر العام من المشوهات، وكذلك تحقيق التنمية المستدامة في الجانب الزراعي، وتوعيه المزارعين وتثقيفهم والأخذ بأيديهم لاستغلال مخلفات مزارعهم في الإنتاج الذاتي لأسمدة مزارعهم. ومن البديهي أن التقليل من المخلفات الزراعية يقابله انخفاض في معدلات الاصابة بالآفات والقوارض في المنطقة.

جهود وممارسات إيجابية

وتعزِّز الممارسات الإيجابية للأفراد التخلص الآمن للنفايات الصلبة، كما أن تنوع المخلفات التي تنتشر في البيئة العُمانية تُحدد طريقة التخلص الأولية لهذه النفايات، وتشير جهود بلدية مسقط ممثلة بكافة المديريات إلى طرق عدة في هذا الشأن، فعند عمل حملات النظافة بالمناطق يتم في البداية التعرف على أنواع المخلفات الموجودة في المنطقة، من ثم عملية فصل المخلفات بالموقع قبل نقلها إلى مردم النفايات، إلى جانب وضع مخلفات التعبئة وعلب التنظيف داخل أكياس محكمة الإغلاق. ويتم التعامل مع المخلفات الصلبة مثل الأشجار ومخلفات المباني والأثاث والمخلفات الإلكترونية والكهربائية بنقلها عن طريق السيارات المكشوفة. أو عن طريق جمعها ونقلها بالمعدات والآلات من المناطق إلى المردم.

كما تقوم البلدية بمواجهة مُشكلة رمي النفايات الصلبة عن طريق غلق منافذ ومخارج وبطون الأودية والمسطحات الخضراء لمنع دخول المركبات. مع اعتنائها بوضع برامج دورية للتخلص من تلك النفايات، وذلك وفق خطة عمل تشمل المواقع التي تقع ضمن نطاق معين وتحديد المعدات اللازمة، وكذلك توفير الأيدي العاملة بأعداد مناسبة حسب نوع النفايات أو كميتها، كما جرت العادة أن يسبق تنفيذ تلك البرامج تنظيم حملات توعوية من خلال اشراك المجتمع بشكل مباشر فيها، والتشجيع على ثقافة التطوع البيئي. أما بشأن ممارسات الأفراد الإيجابية والتي تدعو إليها بلدية مسقط كحلول أولية قبل تدخل البلدية في نقل المخلفات، فتكمن في أهمية وضع القمامة في أكياس محكمة الإغلاق، مع ضرورة الفصل الأولي قبل نقل النفايات، والتجميع السليم لجميع المخلفات.

وتعمل بلدية مسقط -بشكل مستمر- على تنظيم برامج توعية وتنفيذ خطة إعلامية هادفة، موجهة إلى المجتمع من أجل التخفيف من مشكلة تراكم المخلفات الصلبة، وتهدف هذه البرامج إلى ترسيخ أفكار عدة منها: تقليل الاستهلاك اليومي، والفصل الأولي عند المنبع، وإعادة التدوير والاستخدام، والتخلص من النفايات بالمواقع المخصصة لها. كما توصي البلدية أفراد المجتمع بضرورة معالجة المخلفات الصناعية قبل رميها، مع اللجوء لأنشطة تعليمية في برامج إعادة التدوير لجميع المخلفات الصلبة؛ بحيث يغدو التعاون البيئي والانتماء للأرض معزز للسوك ومقياس لتخفيف حدة القضية الناجمة عن تراكم المخلفات الصلبة.

وتتخذ بلدية مسقط من وعي المجتمع تشريعا قوميا لصون البيئة، وتعول عليهم حفظ مدينتهم من شتى أنواع التلوث، إلا أنَّ الظواهر العشوائية والمخالفات غير المسؤولة من بعض أفراد المجتمع تنتهك البيئة ومقوماتها، وتجعل من الإجراءات التشريعية محل أهمية وضرورة؛ حيث تعمل بلدية مسقط ضد كلِّ من يتسبب برمي المخلفات الصلبة بتحرير مخالفة له، وحجز الشاحنة في مردم البلدية، مع دفع الغرامة، إلى جانب تنظيف الموقع، وذلك استناداً على تطبيق الأمر المحلي رقم 55/2017.

كما جاء المرسوم السلطاني رقم 114/2001م الصادر بشأن حماية البيئة ومكافحة التلوث معزز لاتخاذ مثل هذه التشريعات والتي تأمن بقاء البيئة العمانية خالية من التلوث، كما نصت الأوامر المحلية لبلدية مسقط استناداً للأمر المحلي رقم (1/2006) الخاص بوقاية الصحة العامة تحت المادة رقم (11) على أنه: يحظر على أي شخص إلقاء أو ترك أو وضع أو إسالة أو افراز أو حرق أي نفايات في الأماكن العامة أو التخلص منها في غير مواقع التخلص المحددة من قبل البلدية. والمادة رقم (14) التي نصت على: يلتزم مقاولو البناء بالتخلص من مخلفات البناء والهدم في المواقع المتخصصة لذلك، ويجب الاهتمام بنظافة مساكن العمال المؤقتة وتنفيذ الاشتراطات الصحية المقررة.

وتُشَارك بلدية مسقط مع الجهات الأخرى للتوعية بهذا الخطر البيئي؛ كتعاونها مع أعضاء المجلس البلدي، ومكاتب الولاة، وجمعيات المرأة بالولايات، ووزارة الصحة، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، والمدارس الحكومية والخاصة وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

تعليق عبر الفيس بوك