سفينة شباب عُمان.. صداقة وسلام

تقتربُ سفينةُ شباب عُمان الثانية من الرُّسو على شَوَاطئ السَّلطنة، بَعْد رحلةٍ حافلةٍ قَضَتْها في عددٍ من الموانِئ حَوْل العالم؛ زارتْ فيها قُرَابة 14 مرفأ بحريًّا، وقد رفعتْ في رحلتها هذه أشرعة الصَّداقة والسَّلام، لتُعْلِن للعالم أجمع أنَّ العُمانيين شعبٌ صدوقٌ ومضيافٌ وعاشقٌ للسلام، وهو بِهَذِه الرحلة يَسْعَى لنشر هاتيْن القيمتيْن اللتين رُبَّما تفتقدهما الكثير من دول العالم الآن.

السفينة التي مَخَرَت عُباب بِحَار ومُحيطات انطلاقا من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، وحتى آخر محطاتها في أوروبا بمدينة لوهافر الفرنسية، شاركتْ في العديدِ من المهرجانات البحرية الدولية، وقطعتْ خلال رحلتها ما يزيد على 11 ألف ميل بحري، لتحقِّق بذلك الرُّؤية السَّامية في نَشْر أواصر المحبَّة والإخاء والتعريف بالسلطنة، وما تتميَّز به من مُقوِّمات سياحية واقتصادية عديدة، تجعلها قِبْلةً للسياح والمستثمرين على السَّواء. ولقد أدَّتْ السفينة دَوْرَها الترويجيَّ على أكمل وَجْه؛ حيث أسهمت في التعريف بالتاريخ البحري العُماني وما تَنْعَم به من مزارات ومشاريع بمختلف المحافظات، لتؤكِّد على العهدِ الزاهرِ لحَضْرَة صاحبِ الجَلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم -أيَّده الله. وكان إقبالُ السائحيْن والزوَّار على ما تحتويه السفينة من مقتنيات ومعارض خيرَ دليل على ذلك الدَّوْر الإيجابي الفعَّال، وبلغ عدد زوار السفينة حوالي 291 ألف زائر من مسؤولين وسفراء ومواطنين من مُختلف الدول، عرضت لهم جوانب العادات العُمانية الأصيلة والفنون التقليدية، وعبَّرت من خلال المعارض التي أُقِيْمَت فيها عن تاريخ عُمان وحضارتها في مُختلف العُصور، كما قدمت لهم واقعَ نهضة عُمان المعاصرة، وحصلتْ -خلال رحلتها- على العديد من الجوائز.

واستمرَّت رحلةُ السفينة نحو 6 أشهر، خاضتْ خلالها عدداً من سباقات السفن الشراعية الطويلة، وشاركت في مهرجانات واحتفالات بعدد من الدول التي زارتها.

... إنَّ سفينةَ شباب عُمان الثانية تؤكِّد دَوْمًا أنَّها سفيرٌ مميزٌ للسلطنة في الخارج، وحلقة وَصْل بين الشعب العُماني وغيره من شعوب الأرض، كما أنَّها حاملة للواء السلام والمحبَّة والصَّداقة، وهي قيمٌ تَسْعَى السلطنة لترسيخها في علاقاتها مع شتَّى الدول؛ إيماناً منها بأنَّها السبيلُ إلى تحقيق مصالح الشعوب وتطلعاتهم في غدٍ أكثر إشراقا.

تعليق عبر الفيس بوك