يفخر بـ"مهمة مشبوهة" بدأت منذ الحرب العالمية الثانية

جيش ميانمار يصعّد حملته ضد مسلمي الروهينجا.. و87 ألفا يهربون إلى بنجلاديش

إسطنبول - رويترز

تعهد جيش ميانمار "بورما" بالمضي قدمًا في حملته العسكرية ضد الروهينغا، في ظل غياب ضغط دولي جاد لوقف تلك المجزرة التي يرتكبها بحق تلك الأقلية المُسلمة. في وقت توجهت وزيرة الخارجية الإندونيسية إلى ميانمار لإقناع المسؤولين هناك بوقف العنف.

وقال رئيس أركان جيش ميانمار إن ما تقوم به قواته هو "إنهاء لمهمة بدأ تنفيذها منذ أيام الحرب العالمية الثانية" متجاهلاً بذلك التنديدات الحقوقية بالفظائع التي ترتكبها تلك القوات.

وقال عثمان حميد من منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن "حكومة ميانمار تنظر إلى الروهينغا والمليشيات المسلحة في أراكان على أنها خطر على سيادتها" ولذلك شنت هجمات انتقامية بحقهم امتد أثرها إلى كل قومية الروهينغا، مضيفاً أن هذه ليست أولى الهجمات التي ينتهك فيها جيش ميانمار حقوق الإنسان. وقال متحدث باسم أمنستي إن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في ميانمار "تكتنفها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الروهينغا، يمكن أن تعد جرائم ضد الإنسانية".

ومن جهته، دعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى ضرورة "اتخاذ خطوات عملية وليس مجرد بيانات استنكار". وكلف وزيرة خارجيته ريتنو مرسودي أمس بالتوجه إلى ميانمار للتحاور مع مستشارة الدولة (رئيسة الحكومة) أونغ سان سو تشي لبحث "محنة" مسلمي الروهينغا ووقف أعمال العنف ضدهم.

وقال ويدودو بمؤتمر صحفي في جاكرتا "توجهت وزيرة خارجيتنا إلى ميانمار لمطالبة حكومتها بالكف عن العنف وحماية كل المواطنين بمن فيهم المسلمون والسماح بوصول المساعدات".

وتأتي تلك التصريحات في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات وسط جاكرتا عاصمة أكبر الدول الإسلامية سكانًا في العالم ضد الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا، وألقيت أمس زجاجة حارقة على سفارة ميانمار في جاكرتا وأدت لحدوث حريق صغير دون وقوع أي إصابات.

وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس زعماء العالم ببذل المزيد لمُساعدة مسلمي الروهينجا الذين يواجهون ما وصفه بإبادة جماعية.

وكان أكثر من 400 شخص سقطوا قتلى في شمال غرب ميانمار على مدار الأسبوع الماضي في هجمات شنها متمردون على مواقع أمنية وخلال حملة شنها الجيش.

وقال إردوغان في إسطنبول خلال مشاركته في جنازة جندي تركي "لقد شاهدتم الوضع الذي فيه ميانمار والمسلمون... شاهدتم كيف أُحرقت القرى... وظلت البشرية على صمتها على المذبحة في ميانمار".

وأضاف أن تركيا ستثير القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.  وكان إردوغان بحث العنف مع حوالي 20 من زعماء العالم بوصفه الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي.  وقال "بعض القادة يمكننا تحقيق نتائج معهم والبعض لا يمكننا أن نحقق نتائج معهم. ليس الكل على نفس القدر من الحساسية. وسنؤدي واجبنا". وأضاف أن تركيا تواصل تقديم مساعدات في المنطقة.

وكان إردوغان قال يوم الجمعة إن مقتل مئات من الروهينجا يمثل إبادة جماعية تستهدف التجمعات السكانية من المسلمين في المنطقة.

وتواصِل أفواج المشردين الروهينغيين اللجوء نحو حدود بنغلاديش طلباً للأمان بعدما فقدوا منازلهم وممتلكاتهم والمئات من ذويهم جراء ملاحقة الجيش الميانماري لهم بإطلاق الرصاص عليهم. وأدى التدفق المستمر لمسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش عقب العنف الطائفي الذي يتعرضون له إلى امتلاء كل المُخيمات.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن 87 ألف شخص معظمهم من الروهينغا المسلمين هربوا من أعمال العنف في ميانمار ولجؤوا إلى بنغلاديش المجاورة، وذلك منذ 25 أغسطس الماضي. وفي وقت سابق، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 73 ألفا من الروهينغا فروا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة.

واضطر عدد من منظمات الإغاثة الدولية أمس إلى وقف أنشطة تقديم المساعدات الإنسانية للمخيمات التي تقيم فيها أعداد كبيرة من مسلمي الروهينغا خشية تعرضهم لمخاطر أمنية من قبل قوات الجيش والمليشيات البوذية في ميانمار.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي أمس وقف أنشطته الإغاثية في إقليم أركان خشية تعرض موظفيه لمخاطر من الناحية الأمنية خلال عملهم.

وقال رئيس المجلس الأوروبي للروهينغا هلا كياو "هناك سياسة تتبعها قوات الجيش والمليشيات البوذية في ميانمار منذ فترة طويلة من أجل إبعاد المنظمات الإغاثية عن إقليم أراكان" وذلك بهدف "دفع المسلمين المقيمين في المخيمات إلى التمرد والعصيان نتيجة قلة المساعدات الإنسانية، ومن ثمّ وصفهم بالمتطرفين، والانقضاض عليهم، وارتكاب مذابح جديدة بحقهم".

تعليق عبر الفيس بوك