العيد.. فرحة وعبادة

مَع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتعطَّر نفوسنا وبيوتنا بالبركات والمحبَّة، ويتأهَّب الأحباب والأقارب للتجمُّع على مائدة واحدة، فترتسم الابتسامة على الوجوه وتغمر الفرحة القلوب.. فها هو العيد يمنحنا فرصة للتلاقي، وصلة الرحم، وزيارة بعضنا البعض، نقتسمُ البهجة والطعام ونتبادل السمر، في لحظة لا تتكرَّر كثيرا طوال العام، بعدما أسهمت الحياة العصرية بتطورها التقني المتسارع في أنْ تُلهينا عن الكثير من العادات الأصيلة.

يُقبل العيد المبارك، فتأتي معه روحانيات أيام مباركة وليل يملؤها الخير، واليوم مع توجُّه حجاج بيت الله الحرام إلى مِنى لقضاء يوم التروية، فإنَّهم يستعدون لأداء رُكن الحج الأعظم، وهو الوقوف بعرفة، في واحدٍ من أبرز التجليات الرُّوحانية في الإسلام، إذ إنَّه ركن الإسلام الخامس، والشعيرة الأكبر في ديننا الحنيف.

وبينما يقفُ الحجيج على جبل عرفات، ويؤدون المناسك والطواف بعد ذلك، يحتفل باقي المسلمين في شتى بقاع الأرض بالعيد، فيبدأون بصلاة العيد والتكبيرات التي تملأ أجواء الجوامع ومصليات العيد، ومن ثم يتقرَّبون إلى الله بأفضل الذبائح والأضحيات؛ اقتداء بالهدي النبوي الشريف.

يأتي العيد كي نفرح ونشكر الخالق على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، ونبدأ مرحلة جديدة من العطاء، فما هي إلا أيام معدودات وتبدأ السنة الهجرية الجديدة، تحمل في طياتها المستقبل الذي ندعو الله أن يكون مليئا بالخير والبركات.

وخلال العيد، فإنَّ الأسر مدعوَّة لقضاء أسعد الأوقات في المتنزهات والمواقع السياحية الفريدة التي تتمتع بها السلطنة، لاسيما وأنَّ موسم خريف صلالة لا يزال مُتواصلا، بما يحمله من فرادة في الطقس والأجواء المناخية التي لا مثيل لها.

ورغم ما يحمله العيد من بهجة وفرحة، إلا أنَّ بعض الظواهر قد تؤثر بالسلب على هذه الفرحة وتحولها إلى حُزن وكآبة، عندما يسيء البعض استخدام السيارات وقيادتها بصورة متهورة، ما قد يتسبَّب في وقوع حوادث، أو عندما يلهو آخرون بالمفرقعات التي تجرِّمها القوانين والضوابط، فيصاب أحد الأطفال بجروح أو حروق. كما يجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر في حالات الذبح، من خلال الذبح في المسالخ لتفادي الإصابة بالأمراض، وأنْ يتم أيضاً إلقاء مخلفات الأضحية في المواقع المخصصة من قبل البلديات.

... إنَّ العيد فرحة وعبادة، وعلينا أنْ نستغل هذه المناسبة كي نفرح ونؤدِّي العبادة على أكمل وجه، دون أية مُنغِّصات أو سلبيات تعكر صفوها.. وكل عام والجميع بخير.

تعليق عبر الفيس بوك