مقاتلو التنظيم يحرقون العتاد والمقار قبل الانسحاب الاضطراري

"داعش" ينهي وجوده على الحدود اللبنانية السورية.. ولبنان: المنتصر يفرض الشروط ولا يساوم

بيروت - رويترز

يستعد الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية أمس لنقل مقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية من جيب سيطروا عليه على الحدود مع لبنان إلى شرق سوريا بموجب اتفاق جاء بعد هجوم على التنظيم المتشدد دام أسبوعًا. وبذلك ينتهي أي وجود للمتشددين على الحدود وهو ما يمثل هدفاً مهما للبنان وحزب الله كما أنها المرة الأولى التي توافق فيها الدولة الإسلامية علناً على الانسحاب مجبرة من أراض تسيطر عليها في سوريا.

وذكرت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله أن سيارات إسعاف تقل 25 مصاباً من مسلحي الدولة الإسلامية بدأت في التحرك صوب نقطة تجمع لقافلة الإجلاء فيما قال شاهد إن حافلات لنقل المتشددين وأسرهم تحركت أيضاً نحو المنطقة.

ووافق التنظيم يوم الأحد على وقف إطلاق النار مع الجيش اللبناني على إحدى الجبهات ومع الجيش السوري وحزب الله على الجبهة الأخرى بعدما فقد السيطرة على أجزاء كثيرة من الجيب الجبلي على الحدود مما يمهد الطريق أمام إخلائه.

ووصف حزب الله ومسؤولون لبنانيون عملية إخلاء المنطقة بأنها استسلام من جانب الدولة الإسلامية. وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني يوم الأحد "نحن لا نساوم. نحن بموقع المنتصر ونفرض الشروط".

وحزب الله حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب المستمرة منذ ست سنوات. وقال الجيش اللبناني إن هجومه على الدولة الإسلامية لم يتضمن التنسيق مع حزب الله ولا الجيش السوري.

وقال مصدر أمني لبناني إن المتشددين سينسحبون من مواقعهم إلى نقطة على الجانب السوري من الحدود حيث يستقلون حافلات مع أسرهم للانتقال إلى البوكمال في شرق سوريا وفقاً لاتفاق الإجلاء.

وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية أمس إن التنظيم يحرق عتاده ومقاره. وقال شاهد في سوريا بالموقع الذي تنتظر فيه الحافلات لاستقبال مقاتلي الدولة الإسلامية إن دخانا أسود تصاعد وسط التلال وإن مركبات للجيش السوري وحزب الله كانت موجودة.

ويقضي الاتفاق بأن يكشف التنظيم المتشدد عن مصير تسعة جنود لبنانيين خطفهم عندما اجتاح بلدة عرسال اللبنانية في 2014.

وقال مسؤول أمني لبناني كبير في وقت متأخر من يوم الأحد إن الجنود ماتوا على الأرجح إذ انتشل الجيش رفات ستة أشخاص فيما يبحث عن رفات اثنين آخرين في مناطق كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية. واسترد لبنان وسوريا جيبين حدوديين آخرين هذا الشهر بعدما قبلت جماعات متشددة أخرى باتفاقات إجلاء مماثلة.

وبدأ إبرام تلك الاتفاقات بعد هجوم نفذه حزب الله لفترة وجيزة في نهاية يوليو تموز ضد متشددين من جماعة كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا حتى العام الماضي.

واحتفظ حزب الله بوجود قوي في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان في سوريا لسنوات فساعد الأسد على استعادة السيطرة على عدة بلدات وقرى كانت خاضعة لمقاتلي المعارضة هناك.

واتضح حجم التهديد الذي تشكله جماعات المعارضة المسلحة والجماعات المتشددة في سوريا على الأراضي اللبنانية في هجوم عرسال في 2014. كما وقعت تفجيرات انتحارية في منطقة تقطنها أغلبية شيعية في جنوب بيروت يحظى فيها حزب الله بتأييد واسع في نوفمبر من عام 2015.

وفي داخل سوريا منيت الدولة الإسلامية بهزائم أجبرتها على التقهقر على كل الجبهات وخسرت أراضي انتزعها الجيش السوري وحلفاؤه وتحالف يتكون من فصائل كردية وعربية يدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.

تعليق عبر الفيس بوك