خالد الخوالدي
الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية ليستْ ملكًا لأحد، ولا يجب أن تُدار من قبل أشخاص بعينهم، ولا يتحمَّل عثراتها وما تؤول إليه فئات معينة، الجميع مسؤول عنها حتى لو لم يستفد استفادة مباشرة، فهي في الأخير تحمل اسما عزيزا وغاليا على قلوب الجميع، ونادي الخابورة الرياضي الثقافي الذي بصدد الحديث عنه يحمل اسم ولاية لها من الحب والمكانة والسمو ما لا يمكن تخيله أو المتاجرة به، وتملك الولاية من الأبناء الأوفياء الذين يبذلون الغالي والنفيس في ان يجعلوا اسمها دائما في القمة ولا يرضى الطفل قبل الكبير أن يكون اسمها في القاع مهما حدث ومهما كان.
نادي الخابورة اليوم يناديكم جميعا بدون أسماء ولا قبائل ولا ألقاب ولا مسميات أو رتب وظيفية، يُنادي فيكم ضمائركم الحية وقلوبكم السخية وأرواحكم النقية، ينادي فيكم الغيرة على اسم ولايتكم الذي أصبح يشهر به في المحافل الدولية ويطالب بقضايا وبديون مالية، وأكيد تعرفون أنَّ النادي نزل إلى الدرجة الأولى بعد أن كان فارسا يحسب له حساب في دوري المحترفين، وقد ينزل إلى الدرجة الثانية إذا لم يجد اليد التي تنتشله وتأخذ به ليكون اسما صعبا في كل الظروف، صحيح أنكم لستم المسؤولين عن كل ذلك، ولسنا اليوم بصدد الوقوف على من هو المسؤول لأن في الأخير كل شخص يعرف ما قدم وأخَّر وما عمل وما بذل ونحسن الظن فيمن عمل واجتهد، فمن عمل بإخلاص وأصاب فله أجران، ومن عمل وأخلص واجتهد فأخطأ فله أجر واحد، ونحن نثق في الإدارة السابقة أنها لم ترغب في أن يكون وضع النادي على هذه الحال لأنَّ الطبيعة البشرية تقول بأنَّ الإنسان يُحب النجاح ويسعى له ولكنه قد يخفق.
وبما أنَّ النجاح قيمة أخلاقية عالية، والجميع يسعى إلى أنْ يوفق للنجاح إلا أنَّ الفشل ليس عيبا بقدر ما هو تجربة من التجارب التي بمعالجتها نرجع إلى النجاح الحقيقي، وندرك السلبيات التي قد لا يدركها غيرنا. ومن هنا، علينا أن نستثمر هبوط النادي والأزمة التي يقع فيها والأخطاء التي وقعت فيها الإدارة السابقة لنعود بالنادي أقوى، ونصل به إلى أعلى المراتب؛ بتكاتفنا وتعاوننا واتحادنا، ونبذ كل التعصبات والخلافات والقيل والقال، ونكون يدًا واحدة على الخير والصلاح والفلاح، وهذا ليس بغريب عليكم أبناء الخابورة الأوفياء.
افتحوا صفحة جديدة، انسوا فيها ما مضى، واعملوا على ردم كل السلبيات في التراب، وعززوا الإيجابيات، وقدموا التضحيات بكل أنواعها المالية والجسدية والروحية ليرجع صدى "الخابورة" في كلِّ مكان، ويكون الاسم الذي نفخر به محليا وخليجيا وعالميا، وعلينا أن لا نكون صيدا سهلا للأخطاء وأن يؤثر التراجع في همتنا، بل علينا أن نستغل كلَّ ذلك أحسن استغلال للعودة وأخذ المكانة التي تليق بنا، فنحن لا ننسى الإنجازات التي حققها النادي خلال السنوات الماضية ويكفي أن نادي الخابورة كان بطلا للخليج في فئة الناشئين، واسمه محفور في بطولات الأندية الخليجية بأحرف من ذهب.
وإذا كان النادي ينتظر من يقف معه في هذه الأزمة، فلا شك أنه لن يأتي من خارج الولاية من سيقف معه، بل الأمل والرجاء معقود على الأبناء الأوفياء والرجال الغيورين والنساء الغيورات على اسم الخابورة، ولن يخيب الرجاء ولن يُفقد الأمل، طالما أن هناك قلوبًا خابورية تنبض بحب الخابورة خاصة، وعُمان عامة.
ونقول لمن سيتولى إدارة الأزمة، أو الفترة الانتقالية، أخلصوا العمل، والنجاح سبيلكم بإذن الله، وتذكروا تلك المقولة التي تقول: "حتى تنجح يجب على رغبتك في النجاح أن تفوق خوفك من الفشل".. ودُمتم ودامتْ عُمان بخير
Khalid1330@hotmail.com.