في حضرة فاطمة

عبدالرزّاق الربيعي

قولي للّواتي يسألن عنّي
إنه هائمٌ في فيافي فاطمة
فإذا خُيّر بين القاراتِ
فلن يختارَ سوى قارّةٍ
تعيشُ على يابستِها فاطمة

وإن زُلزلت البلدانُ زلزالها
وأخرجت الأرضُ...
فلن يجدَ بلدا يرخي
على وسادته
سنواته الأخيرة
سوى بلد فاطمة

وإذا حدث أن ضاقت به المدن
وبحث عن مدينة تحنو على أنفاسه الحرّى
وتسقيه من ضروع جداولها
فلن تكون سوى
مدينة فاطمة

وإن مشى في شارع
من أقصاه
إلى أقصاه
واضعا يديه بيدي واجهات محلّاته
متلمّسا ضفافه
وأعلاه
وإسفلته
فليعلم الملأ أن ذلك الشارع
هو شارع فاطمة

أمّا إذا ضاق بالعراء
وقرّر أن يسكن بيتا صغيرا
حنونا
فلن يكون سوى بيت فاطمة

وفي اصطخاب الأسرار
إن عنّ له أن يستودع أحدا سرّا ما
ناعمًا
وأليفًا
مثل قطٍّ حديث الولادة
فلن يودعه سوى قلبِ فاطمة

وإن نوى أن يهمس بكلمة
فتلك الكلمة
لن يزرعها
إلّا في أذن فاطمة

وحين يشتاق إلى أمه التي غيّبها الغياب
وأرادوا ايقاف صراخه
فأسكتوه
بأمٍّ صغيرةٍ
وطازجةٍ
فلن تكون
تلك الأمّ
سوى
فاطمة

وإذا غاب عن الوجود يومًا
فسوف لن يجدوا له أثرًا
في أيّ مكانٍ في المعمورة
سوى حضرةِ  فاطمة

وإن صعد إلى السماء
فسيرمي نفسه
من الأعلى
حتى يطأ جنّة فاطمة


3-1-2017

تعليق عبر الفيس بوك