قصتان

صفوة عبده مقلد – مصر

(1)    صدى الياسمين
تستيقظ من نومها على صوت عصافير الفجر، تفتح النافذة فتمتلأ غرفتها برائحة الياسمين الذي يظلل شرفتها. امتدت نظرتها لتشمل الفضاء الفسيح المحيط بها، واستحضرت ذكريات ليست بالبعيدة. فجرت مسرعةً إلى غرفة مكتبها قاصدة مجموعة من الروايات، وأخذت تبحث بشغف، و دون قصد سقطت من يديها الناعمتين رواية وتناثرت زهور الياسمين المجفف. أسرعت لالتقاطها وعلامات الحنين ملأت وجهها ورائحة الياسمين غمرت قلبها. ومرت أمام عيناها الأحداث وكأنها البطلة. وقتها .... سمعت صوتا يردد بنبرة لن تنساها: ''ربما تكون روايتي زهيدة الثمن، لكن أعلم أنك ستحبينها ''،، وتكرر الصدى،،ص،،ص،، د،،دى.
(2)    لا أكذب.. ولكن أتجمل
أبقى مكاني هناك على الرفوف وفي باطن الأدراج لأيام قليلة بعد سلسلة طويلة من جراحات  التجميل على وجهي القبيح، وبعد إضافة العديد من النكهات لإخفاء رائحة متأصلة بالوراثة في ذرة تكويني أرقد داخل العلب الكرتونية وأجوب الدنيا في انتظار  يد تمتد لتأخذني حيث يتجمع الأصدقاء في وِكرٍ واحد،، وتبدأ حفلة الهلاوس اليوميّة،، وتدريجيًا ويتصاعد الدخان،، رأسي يحترق، أشعر  بمقياس درجة الحرارة، يكاد ينفجر ،، غير أني أواصل رحلتي داخل الجسد أزوره عضوا تلو الآخر،، أذهب إلى مركز المعلومات الرئيس، إنه مكاني المفضل،، لأمارس هوايتي المفضلة ،، أفعل المطلوب بدقة وأُفسد ما أشاء، ثم أخرج إلى العالم، وأحارب الهواء ،، لكن هذه حقيقتي ومسار رحلتي.. أعرف أني ضارة..  لا أنكر  ذلك،، فأنا السيجارة  وأنا لا أكذب.،، ولكن أتجمل..!

تعليق عبر الفيس بوك