مسقط - الرؤية
تروج وزارة السياحة للإرث الثقافي في السلطنة، الزاخر بالكنوز الحضارية المُتفرّدة والتي تمكّن الإنسان العُماني بإبداعه وفكره النيّر في ترسيخها على مر العصور.
فعلى مدى التاريخ ابتكر العمانيون فنوناً وحرفاً وعادات شكّلت بدورها قيم المجتمع العُماني وأعطته طابع الخصوصية والتميّز. فمن أقصى عمان إلى أقصاها، تجد ألواناً متنوّعة من هذه الموروثات الثقافية التي تميز كل محافظة بطابع خاص لا تجده في المُحافظات الأخرى، والتي بالتالي تميّز سكان كل محافظة بأزيائهم ومأكولاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وفنونهم. ويستمتع الزوّار والسيّاح عند زيارتهم للسلطنة بتجربة ثقافية وحضارية مثرية بالتعرّف على الحياة العمانية الأصيلة وتفاصيلها التي تضم قيماً إنسانية جميلة وابتكاراً وإبداعاً مُميّزاً. ولا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه البيئة العمانية وطبيعتها الساحرة في استلهام هذا التنوّع الثقافي البارز. وهناك 6 شواهد ثقافية وحضارية توجد حصريًا في السلطنة، وهي الفنون العُمانية الشعبية، والتي تُمارس في كافة محافظات السلطنة، وتُقام في المناسبات الاجتماعية كالأعراس أو الاحتفال بالمولود الجديد وغيرها. ومن أشهر الفنون العمانية الشعبية هو فن الرزحة، وهو أقدم الفنون العمانية التقليدية.
ومن مميزات السلطنة أيضا الأزياء العُمانية التقليدية، وتختلف وتتنوّع هذه الأزياء بشكلٍ واضح بين محافظات السلطنة، فلكل مُحافظة زيّها التقليدي المُميّز والمتفرّد.
أما الخنجر العُماني، فهو رمز الهوية الوطنية؛ إذ يحتّل الشعارات الوطنية ويرمز إلى الشخصية العُمانية وما تحويه من الكرم والأصالة والشهامة. وقد توارث العُمانيون صناعة الخنجر حيث يتم صنعه من الفضّة الخالصة في عملية شاقة تستغرق وقتاً ليس بقليل. ويتم النقش على صفائح الخنجر في عملية دقيقة تتطلّب مستوىً عالٍ من المهارة والاحترافية. ويرتدي العمانيون الخنجر في مناسباتهم واحتفالاتهم وهنالك العديد من الخناجر العُمانية منها السعيدي والصوري والجنوبي والنزواني.
وبجانب ما سبق تأتي القلاع والحصون كواحدة من أبرز المزارات السياحية، حيث إنها تعد شواهد تاريخية وحضارية على مدى براعة العُماني وذكائه وكذلك فنّه، فهي تضم بين جنباتها دلائل تشير إلى الإبداع العُماني المتأصل منذ القدم، بهندسة بارعة وفنون معمارية فريدة. وشيّد العمانيون القلاع والحصون لأغراض تاريخية مُتعددة؛ وهي آثار حضارية في الوقت الحالي تجذب الكثير من السُيّاح والزوّار للتعرّف على التاريخ العُماني الأصيل. وتنتشر القلاع والحصون في كافة محافظات والسلطنة، فلا تكاد محافظة تخلو منها. وقد عكفت حكومة السلطنة على ترميمها وتأهيلها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي.
وفيما يتعلق بالأطعمة، فإن المطبخ العُماني يمتلئ بالكثير من المأكولات العُمانية التقليدية الشهيرة والتي تجعل المطبخ العُماني متفرّداً بأطباقه الشهيّة، ومن أشهر هذه المأكولات هي الحلوى العُمانية التي تُلاقي رواجاً كبيراً بين السُيّاح والزوّار. وتختلف كذلك الحلوى العُمانية من منطقة إلى أخرى ولكن لا يختلف اثنان على طعمها اللذيذ. كما يضم المطبخ العُماني مأكولات أخرى مثل العرسية والهريس وخبز لحوح الظُفاري وخبز الرخال والشواء العُماني. وفي كل مُحافظة عمانية تجد صنفاً أو صنفين مميّزان، كما تختلف مسميات الطبق الواحد من منطقة إلى أخرى.
آخر هذه الشواهد هي الأفلاج، التي تعد أحد أهم السمات الحضارية التي تمتاز بها السلطنة، فهي اختراع عُماني يمتاز بذكائه وبراعته الفائقة من الناحية الهندسية والزراعية والفلكية. فالأفلاج هي إرث حضاري تتميّز به كافة ولايات السلطنة، ابتكره العمانيون لري مزارعهم وتقسيم حصص المياه بين أفراد القرية الواحدة. وإذا ما ذهبت في جولةٍ بين المزارع في القرى العمانية، سترى المياه تنساب في الأفلاج طوال اليوم، في مشهدٍ جميل يبعث على الراحة والاسترخاء. ولا يزال العمانيون يحافظون على نظام الري بالأفلاج فهو النظام التقليدي المُعتمد في ري المزارع بالسلطنة.