شجع فريقك.. خيبة أمل!

 

 

إبراهيم الصواعي

 

من المؤسف أن يتجاهل برنامج شجع فريقك طمع الأندية من خلال فرض رسوم تذاكر للأطفال بحجة لها الأحقية بما تراه مناسباً بالمرحلة الأولى، لن اتحدث عن الإدارة السيئة لهذا البرنامج بمختلف مراحله، ولكن المشهد المؤلم أن تساهم مؤسسة رياضية في نشر ثقافة التسول، وهذا ما حدث أمام عيني عند بوابة أحد الأندية، حينما صادفت مجموعة أطفال يمدون يد المساعدة من أجل مبالغ بقيمة التذكرة، وبالرغم من أنهم ليسوا كذلك كما وصفت ولكن شغفهم هذا قد يعرضهم لأمور لا تحمد عقباها.

صحيح أنّ البرنامج ليس حدثا عالمياً حتى نساهم لنشر ثقافة شراء التذاكر وهي لا بأس بها للكبار ولكن نحن نتحدث عن مشروع تدعمه الحكومة سنوياً بمئات الآلاف، وصدق أو لا تصدق من يشرف على تلك البوابات موظف بالوزارة وهو عضو بالبرنامج، وكل ذلك من أجل حفنة من نسبة فوائد تلك التذاكر.

بالمقابل تتبرأ الوزارة في المرحلة الأولى من توفير الأمن والإسعاف والكادر الطبي بحجة أنّ المرحلة الأولى تتحملها الأندية، وهذا ما شكل عبئا وأحداثا شهدت من خلالها مظاهر شغب وضرب للحكام وإصابات خطيرة بالملاعب؛ البعض منها أدّى إلى حالة وفاة لعدم توفر الإسعاف بالموسم المنصرم، وفي هذا الموسم شهدنا حالات مشابهة لولا تدخلات من الجماهير المتطوعة.

كما يوجد بالبرنامج لوائح تنظيمية تختلف عبر مراحلها الثلاثة، حيث يحق للأندية وضع اللائحة التنظيمية التي تناسبها مع مراعاة بقية الشروط في لائحة الوزارة للمرحلة الثانية والثالثة، وهذا ساهم بشكل كبير في إشكاليات لا طائل منها، ودعت إلى التعصب وتدخلات من مختلف شرائح المجتمع، ولنا في أحداث البرنامج في شمال الشرقية مثال، لذلك حينما أصدرت اللجنة المنظمة بالمحافظة قرارا بسحب نقاط المباراة من فريق الاتحاد ومن ثم تدخلت اللجنة الرئيسية بمسقط بفرض قرار معاكس، ساهم ذلك في توسع رقعة المشكلة، واستدعى الأمر تدخل المشايخ وأعضاء الشورى على طاولة الوزير، هكذا أصبحت رياضتنا تدار عندما تغيب الأنظمة والقوانين ونتبع أهواءنا الشخصية على أنّها مصلحة عامة، فمن غير المعقول أن تتم إحالة مشكلة كهذه إلى الدائرة القانونية بالوزارة !!

نعم الجميع يعلم بأنّ البرنامج جاء بعد سلسلة من الاقتراحات لمجلس الوزارء في البحث عن طرق تُلهي الشباب في الاستفادة من طاقاتهم الايجابية واحتواؤها بمجموعة من الأنشطة الصيفية، ولكن أن يصل الأمر لهذه الجرأة أمر غير مقبول إطلاقاً، وعلى المسؤولين أن يخصصوا لجانا لمتابعة تحقيق هذه البرامج لأهدافها المرجوة منها لا أن تساهم في السلوكيات غير الحميدة لشبابنا، وعلى البرنامج أن يخصص مساحة إعلامية في توعية الفرق حول القوانين واللائحة الفنية التي تتغير في كل عام على غرار ما يقوم به من فقاعات دعائية من أجل التغطية على الأخطاء.

جميع برامج وزارة الشؤون الرياضية الصيفية تشهد تطوراً ملحوظاً ولكن أجد هذا البرنامج في انحدار وتراجع كبير خصوصاً في آخر سنتين، حيث نستذكر كيف بدأ في حشد التفاعل الكبير بالأندية بمختلف المحافظات، ولكن لم تكن هنالك بوادر لتطويره سوى هوية جديدة لا معنى لها، حيث كشفت عن عدم قدرتها على إيجاد موارد تسويقية على حجم ذلك التفاعل، واكتفت بعوائد لمدة عامين لنفس المؤسسات بدعم بسيط- البعض منه صادف انتخابات اتحاد القدم- لن يستفيد منه البرنامج سوى بحفل الختام من أجل البهرجة الإعلامية وموضة الإضاءات ومسرح أبيض بقوس حلبة الدراجات الهوائية!!

وهذا ما أزعج الفرق المشاركة والأندية التي أقيمت عليها المباريات حينما رفضت رفع شعارات الشركات الراعية لأنّها لم تستفد منها، وهذا ما يؤكد على سوء التسويق والاستفادة الممكنة من هذا البرنامج خصوصاً صادف ذلك أيضاً تقليل قيمة الجوائز بمختلف المراحل بعد أن عجز البرنامج عن تغطية تكاليفه، حيث تساوي الجائزة بالمرحلة الأولى للفائز القيمة الإجمالية من رسوم المشاركة، وهنا يجب الإشارة إلى أن الفرق الرياضية بتكاتف الأهالي ساهمت في تغطية أخطاء البرنامج التي من المفترض أن تكون المعادلة مختلفة تماماً في حرص الوزارة لرفد هذه الفرق لا المساهمة في تكبدها للخسائر، وهذا ما أجبر العديد من الفرق على عدم المشاركة بالنسخة الأخيرة؛ ليطلق البرنامج مسابقة للفرق الإعلامية التطوعية تجبرها على وضع شعارات لهذه المؤسسات إن أرادت المشاركة وهذا لا يليق بسمعة الوزارة بأن تجبر الشباب الراغبين في تطوير مهاراتهم في أن يضعوا شعارات المؤسسات الراعية بدون مقابل خصوصاً أن هذه الفرق التطوعية أيضاً لديها مؤسسات أهلية داعمة ومساهمة، ناهيك عن التلاعبات الكبيرة التي صادفت المسابقة الإعلامية والفضيحة المؤسفة بجنوب الشرقية، عندما تم الإعلان عن الفائزين والذين من المفترض أن يتم تتويجهم بختام البرنامج ولكن تفاجأنا بالتأجيل ومن ثم الإعلان عن الفائز بالمركز الأول بعد ثلاثة أيام على خلاف ما أجمعت عليه لجنة التقييم، حيث تمّ ترحيل الفائز من المركز الثالث إلى الأول!!

 

آخر المطاف

سابقاً كنت على ثقة بأنّ البرنامج سيستمر برسم خطة تلك البدايات الناجحة بتطوير الكوادر الشابة بالوزارة بالذات عندما أكدوا أنهم على قدرة فائقة على تطويره بعيداً عن التكلف غير المدروس، واليوم نشهد تلك العواقب بتنحي الكفاءات والقيادات بمختلف دوائر المحافظات عنه خصوصاً بعد أن أصبح مُتسلّقا لمعارف الرئيس المندفع.

 

تعليق عبر الفيس بوك