روحاني يبدأ فترته الرئاسية الثانية باتهام ترامب بالسعي لتقويض الاتفاق النووي

 

لندن-رويترز  

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أدى اليمين الدستورية في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، الولايات المتحدة بمحاولة تقويض الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الست وقال للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ذلك سيمثل بالنسبة له انتحارا سياسيا.

وأدى روحاني، الذي أعاد الناخبون اختياره رئيسا في مايو بعد أن وعد بزيادة انفتاح إيران على العالم وتوفير المزيد من فرص العمل، اليمين  أمام البرلمان في طهران بحضور شخصيات أجنبية بارزة بينهم مسؤولون أوروبيون.

وقال روحاني خلال المراسم التي بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة "لا تلتزم الولايات المتحدة بتطبيق الاتفاق النووي... مما يثبت أنها شريك لا يعتمد عليه بالنسبة للعالم وحتى بالنسبة لحلفائها القدامى".

وأدى الاتفاق الذي قاد روحاني المساعي لإبرامه في 2015 مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى إلى رفع أغلب العقوبات المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي.

وكثف روحاني من جهود حماية الاتفاق، أكبر إنجازات ولايته الأولى، من تبعات عودة واشنطن لنهج عدائي حيال بلاده منذ تولي ترامب السلطة.

وقال روحاني في تصريحات عنى بها ترامب "من يريدون تمزيق الاتفاق النووي عليهم أن يعرفوا أنهم سيمزقون بذلك حياتهم السياسية".

وصوت مجلس الشيوخ الأمريكي في أواخر يوليو تموز بالموافقة على فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخي وقضايا متعلقة بحقوق الإنسان.

وقال روحاني "إيران لن تكون أول من ينسحب من الاتفاق النووي لكنها لن تبقى صامتة على الانتهاكات الأمريكية المتكررة للاتفاق".

* إشادة بالحضور الأوروبي

وفي اجتماع مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني في طهران قبل مراسم أداء اليمين قال روحاني إن موقف الولايات المتحدة قد يعرقل تنفيذ الاتفاق النووي.

وأشاد بوجود شخصيات أوروبية كبرى في مراسم أدائه اليمين وقال إنها تظهر أن أوروبا عازمة على توسيع علاقاتها مع بلاده.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله في اجتماعه مع موجيريني "السيد ترامب يحاول القضاء على الاتفاق النووي على حساب إيران وعلى أوروبا أن تعي ذلك".

وحضر عدد من الزعماء حفل تنصيب روحاني من بينهم ديمتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي والرئيس العراقي فؤاد معصوم والرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني ورئيس زيمبابوي روبرت موجابي.

ومن بين المسؤولين الغربيين الكبار الذين حضروا المراسم وزير الدولة الفرنسي المختص بأوروبا والشؤون الخارجية جان بابتيست لوموين ووزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية مايكل روث ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت.

وقالت الشرطة إن السلطات شددت إجراءات الأمن في العاصمة لأعلى مستوى بعد شهرين من شن مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية هجوما على البرلمان وضريح الزعيم الراحل آية الله الخميني مما أسفر عن مقتل 17 شخصا.

وقال نائب روحاني يوم الأربعاء إن الرئيس سيبقي على وزيرين أساسيين في فريقه خلال ولايته الثانية وهما وزير النفط بيجن نامدار زنغنه، الذي يرجع كثيرون الفضل له في إبرام اتفاق مع شركة توتال النفطية الفرنسية العملاقة، ووزير الخارجية ظريف الذي قاد مفاوضات الاتفاق النووي.

وتحد الصلاحيات التي يملكها الزعيم الإيراني الأعلى من صلاحيات الرئيس المنتخب لكن النسبة التي حصل عليها روحاني في الانتخابات الرئاسية يمكنها أن تمنحه تفويضا قويا.

لكن محللين يقولون إن روحاني سيواجه صعوبات لإحداث تأثير ملموس في ظل الانقسامات الحادة في هيكل السلطة بالبلاد وفي ظل سياسة ترامب العدائية تجاه طهران.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة