شباب: قلة انتشار الخطوط وندرة الاستراحات المكيفة وعدم ملاءمة التوقيتات وراء عدم تفضيل "مواصلات"

الرُّؤية - إبراهيم الجساسي

تباينتْ آراءُ الشَّبابِ حَوْل استخدام حافلات شركة النقل الوطنية العُمانية "مواصلات" في تنقُّلاتهم بدلا عن استخدام السيارة؛ حيث ذَهَبَ البعضُ إلى أنَّهم لا يزالون يفضلون استخدام سياراتهم الخاصة في جميع أعمالهم، بينما أَعْرَب آخرون عن تفضيلهم لاستخدام حافلات شركة النقل الوطنية العمانية "مواصلات"، لا سيما في الرحلات الطويلة، خارج مسقط.

وثمَّن أيوب بني عرابة جهود وزارة النقل والاتصالات وشركات مواصلات، على ما تقوم به من جهد مُقدَّر في توفير وسائل النقل العام للجميع، لكنه أوْضَح أنَّه لم يستخدم حتى الآن حافلات الشركة؛ نظرا لأنَّ أوقاته في التحركات لا تتناسب مع مواعيد انطلاق وسير الحافلات، ذهابا أو إيابا. وأضاف: البعض لا يفضِّل استقلال حافلات مواصلات لأسباب تكون أحياناً خوفاً من التأخر عن مشواره؛ نتيجة لازدحام حركة السير، علاوة على التوقف المتكرِّر في كلِّ محطة". لكنه يرى أنَّ شركة مواصلات قامت بتعزيز خطة النقل العام في السلطنة ونقلها إلى مرحلة متقدمة، من خلال تسهيل كافة السبل لتقديم الخدمات المتميزة وتوفير عملية التنقل من مكان لآخر، لكن يتبقى تعديل أوقات الرحلات، وإنشاء محطات انتظار مكيفة.

ويقترح بني عرابة إيجاد حلول لمواعيد سير الحافلات في أوقات تتماشى مع الوقت الزمني لنقل الموظفين من محل سكنهم إلى مقار أعمالهم؛ حيث إنَّ ذلك سيقلل من الازدحام المروري؛ مما يُسهِّل على الموظف التنقل عن طريق المواصلات. وبإمكان شركة المواصلات أن تقوم بنشر خدماتها في باقي ولايات السلطنة ذَات الكثافة السكانية الكبيرة؛ مما يُسهِّل عليهم عملية التنقل أيضاً.

أمَّا حميد المعمري، فيقول: "أنا من مُستخدمي حافلات مواصلات، وبشكل عام الشركة توفِّر أغلب سُبل الراحة في النقل من تكييف وكراسٍ مريحة وسعر نقل معقول وكذلك خدمة الإنترنت، لكن بالمقابل فإنَّ سبب عزوف المواطن عن استقلال حافلات الشركة رُبَّما يأتي ظنا منه أن هذه الحافلات خُصِّصت للوافدين فقط وأنها مزدحمة، أو أنها بطيئة وتقف في عدة محطات".

وقال سليمان الريامي: "لا أستخدم حافلات مواصلات، وأرى سببَ عزوف عدد كبير من المواطنين عن مواصلات غياب ثقافة النقل العامة في السلطنة، وعدم انتشار فكرة التخلي عن السيارة الخاصة في المشاوير الطويلة، كما أنَّ حافلات "مواصلات" لا تزال قليلة ولا تغطي معظم المواقع في المدن الرئيسية خارج مسقط".

وعن الاقتراحات لتطوير خدمات نقل مواصلات، يَرَى الرِّيامي أنَّه يجب زيادة نقاط التوصيل، وحملات توعوية لتثقيف المواطنين، وإنشاء مسارات خاصة تلائم النقل العام لتقليل الوقت المستغرق في الرحلة؛ وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الشأن، إضافة لبحث إمكانية إنشاء القطار (المترو) داخل مسقط بصفة رئيسية؛ باعتبارها العاصمة، لاسيما وأنَّ مُعظم العواصم في العالم بها خطوط مترو. لكنَّ الريامي دعا في الوقت نفسه إلى أهمية مُرَاعاة سائقي السيارات الأجرة "التاكسي"، وعدم منافسة أصحاب الدخول المحدودة في هذا السياق.

وقال أيمن المنذري إنَّ مُوَاصلات شركة رائدة في قطاع النقل العام بالسلطنة، وأسهمت كثيرا في تطوير القطاع، لاسيما في مسقط والولايات المجاروة لها، وهي أحد الحلول المستقبلية لمواجهة مشكلة ارتفاع أسعار الوقود. وعزا المنذري عزوفَ عددٍ من المواطنين عن استخدامها إلى عدم وجود خطوط سير داخلية في المدن والعواصم. مشيرا إلى أنَّه وعلى سبيل المثال يضطر الطالب في جامعة السلطان قابوس للسير لمسافة طويلة داخل الجامعة؛ نظرا لأنَّ حافلة مواصلات لا تدخل الحرم الجامعي؛ مما يدفع الكثيرين إلى عدم استخدام مواصلات.

وقال فيصل الصارمي: إنَّ عدم تكامُل خطوط النقل وغياب الاستراحات المكيفة، عوامل تدفع الكثيرين للعزوف عن استقلال حافلات مواصلات. مقترحا توفير قسيمة اشتراك لمدة شهر تمكِّن الرَّاكب من استخدام حافلات مواصلات بكل سهولة، وكذلك توفير الاستراحات المكيفة الصديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية.

أمَّا رَوْعة الوهيبية، فقالت: "لا أستخدم حافلات مواصلات لأنَّني أمتلك سيارة خاصة، وتمنحني شعورا بالخصوصية، كما أنَّ أسلوب الحياة وطبيعة العمل تدفع الشخص لقيادة مركبته الخاصة". وأشارت الوهيبية إلى إمكانية تخصيص حافلات للنساء لتشجيعهن على استخدام وسائل النقل العام، وهي فكرة مُطبَّقة في كثيرٍ من الدول، لا سيما العربية والإسلامية منها.

وقال مسلم الجنيبي: إنَّ عدم استخدامه لنقل مواصلات ناتج عن عدم معرفته بجدول سير الحافلات، وكذلك قلة مواقع المحطات وأوقات سيرها. مشيرا إلى أنَّه يُفضِّل سيارته الخاصة أو استقلال سيارة أجرة "تاكسي"، للذهاب إلى ما يُريد من مواقع.

تعليق عبر الفيس بوك