"عذبتوهم".. ديسباسيتو العمانية تترجم الإبداع العماني في مناقشة قضايا اجتماعية

الرُّؤية - نورة الورديَّة

أَكْثَر من 2.8 مليار مشاهدة على "يوتيوب" لأغنية "ديسباسيتو" للمغني البويرتوريكي لويس فونسي التي لاقتْ رَوَاجاً كبيراً مُؤخَّراً، لتصبح الأغنية الأكثر شُهرة في العالم على منصَّات تحميل الأغاني.

وتتزايد شعبية أغنية "ديسباسيتو" -والتي تعني "ببطء" باللغة الإسبانية- في شتى أنحاء العالم، حتى دخلت بيوت العمانيين مؤخراً بعد إطلاق نسخة عربية عمانية منها، بعنوان "عذبتوهم" تناقش مشكلة ارتفاع المهور وتكاليف الزواج في البلاد.

 محمد المنجي ومهند العدواني قاما بالغناء، ومعهم 7 شباب وفتاتان للتمثيل في الفيديو كليب، الذي نُشر على موقع "يوتيوب" ليحظى بأكثر من 244 ألف مشاهدة بعد أقل من يومين على إطلاق الأغنية.

وقد لاقتْ الأغنية العُمانية إقبالاً وتشجيعاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما تجاه إخراج وإنتاج الفيديو كليب الذي تخطى جودة الكثير من الأعمال التليفزيونية العُمانية.

أمَّا من حيث مُحاكاتها للواقع، فقد أكدت أنهار الغافرية: فكرة "عذبتوهم" المستقاة من أغنية ديسباسيتو الإسبانية التي استخدمها الشباب العماني في تجسيد قضية اجتماعية يُعَاني منها الشباب خلال فترة التقدُّم للزواج بسبب غلاء المهور التي نتج عنها الكثير من القضايا الاجتماعية؛ مثل: العنوسة والمشاكل الأسرية...وغيرها. فقد تم تجسيد هذه المعاناة بشكل رائع ومعاصر لفكر الشباب مع شرح فكاهي للقضية. وبالتالي فإن حل المشكلة بطريقة فكاهية وبالفن الجميل يساعد على إعادة النظر نحو القضية ومحاولة تفاديها للحد من منها؛ فعندما يكون العمل الفني يحمل رسالة تهمُّ الشباب بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، تكمن الفائدة والإبداع.

وقالت فاطمة الهميمية: إنَّ الأغنية بشكل عام جيدة من حيث الأداء والأصوات والألحان والتمثيل والمونتاج. أما من حيث معالجتها للواقع فقد نجحت في ذلك بالطريقة الصحيحة حيث بينت وأوضحت الواقع الحالي للشباب وكيف يعانون من غلاء المهور ناهيك عن غيرها من الشروط التي يفرضها والد الفتاة للمتقدم كمنزل وسيارة وغيرها، وقارنت بين الماضي والحاضر؛ فقديما لم يكن الزواج يكلف إلا مبالغ بسيطة.

وأشار أيمن المنذري إلى أنَّ الأغنية هي أحد أساليب التعبير عن الرأي وهي الطريقة التي لجأ إليها الشباب ليعبروا عن آرائهم في هذه القضية؛ حيث تعد الشغل الشاغل للشباب، وتحكي عن معاناتهم، ومن خلالها يأمل الشباب أن تكون هذه الأغنية سبباً لحل مشكلتهم.

بينما قال معتصم الشندودي إن الفن قد يعكس الواقع ويحاول تصحيحه، إلا أنَّ المعالجة تكون بفعل الناس أنفسهم، فلا نستطيع القول بأنَّ الأغنية قد عالجت الواقع أو أنها فشلت، وإنما هي مثَّلت الواقع الذي نتمنَّى أن نراه أجمل في قادم الأيام.

وقال مُحمَّد البلوشي: الأغنية العُمانية "عذبتوهم" جميلة وذكية والكلمات كانت متجانسة مع اللحن؛ حيث كانت ممتعة وجميلة للمستمع. والجدير بالذكر أن شبكة BBC البريطانية عرضت هذا الفيديو مما يؤكد نجاحها فعلا. وبكل صراحة، الأغنية لا تستطيع أن تعالج مشكلة غلاء المهور، ولكن استطاعت تسليط الضوء على هذه المشكلة بشكل فعال، وبالتالي أعتبرها فعالة بطريقة ما، وأتمنى أن يستمر عمل الفريق وأن يحصلوا على الدعم من مختلف الجهات".

وبدورها، قالت العنود الشملية إنَّه ورغم أنَّ الأغنية استمدت ألحانها من أغنية ديسباسيتو البورتريكية التي شهدت انتشاراًعالميًّا مؤخراً، إلا أنَّها ألقت الضوء بطريقة عصرية من خلال مضامينها على مشكلة غلاء المهور، والتي تكاد تشمل العالم العربي بأسره، ولا تصبح قاصرة على المجتمع العماني بعينه، وهو ما أكسبها جماهيرية واسعة من خلال أرقام المشاهدات على اليوتيوب؛ إذ تقارع التقاليد البالية، فالفتاة ليست سلعة تباع وتشترى، كما أن الفتى ليس مارد علاء الدين ليأتي بكل ما يتطلبه الأمر لإتمام زواجه، هذا فيما يتعلق بالمضمون. أما بالنسبة للأطر الشكلية والجمالية للأغنية، فجودة الفيديو تخطت جودة الكثير من الأعمال التليفزيونية العمانية.

من جهته، أشار هيثم الزدجالي إلى أنَّ الوقت لا زال مبكراً للحكم على معالجة المشكلة للواقع، بالرغم من أن الأغنية لاقت انتشاراً وأصداءً واسعة، ولكن لا أظن أن المستمع سيأخذ ذلك بصورة جدية؛ حيث إن الشريحة التي استهدفتها الاغنية هي فئة الشباب. أما موضوع المهور وغلائها، فغالباً ما يكون بيد أولياء الأمور الكبار في السن والذين لم يستمع أكثرهم للأغنية.

بينما رفضتْ حورية البلوشية فكرة الأغنية، والتي ركزت على الرجل، واعتبرتها غير عادلة، ففي الواقع يعاني الشباب فعلا من المهور الغالية وكسر الظهور، ولكن ارتفاع الأسعار قد يكون أحد الأسباب القوية التي قد تجعل من النساء رفع المهور وليس بسبب المدح أو دلع البنات مثلما أشارت الأغنية.

تعليق عبر الفيس بوك