السياحة في مهرجان صلالة

يواصل مهرجان صلالة السياحي فعالياته في دورته العشرين تحت شعار "عمان الرخاء والنماء"، ليؤكد أنّ السلطنة وما تتمتع به من مقوّمات سياحية فريدة، لاسيما في صلالة، هي واحة للرخاء والنماء، مع انتشار البساط الأخضر على سفوح جبالها وفي كل بقعة من مدينة صلالة التي تأسر القلوب.

ويسهم المهرجان إسهاما مباشرا في زيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد، ما يعظم من شأن هذا القطاع الذي يأتي ضمن القطاعات الواعدة التي تستهدفها السياسات والاستراتيجيات المستقبلية للحكومة، لزيادة موارد الدخل، وتعزيز جهود التنويع الاقتصادي. فالقطاع السياحي قادر بكل تأكيد على خلق فرص عمل مميزة للشباب الباحثين عن عمل، من خلال المشروعات السياحية التي تعمل فيها مختلف الجنسيات، لكن مع قدرة العماني على إثبات ذاته في العمل وإتقانه لما يطلب منه من مهام؛ فإنّه سيكون الموظف الأمثل في هذا القطاع، لما يتمتع به من كرم الضيافة العمانية، والمعرفة العميقة بطبيعة المجتمع واحتياجات أفراده، وبخاصة في جولاتهم السياحية.

ومهرجان صلالة السياحي يوفر دومًا فرص العمل لمختلف أبناء السلطنة، لكن بصورة أكبر لأبناء صلالة والولايات المجاورة لها، غير أنّها فرص عمل موسمية مرتبطة فقط بموسم الخريف، والذي قد لا تستمر الوظيفة فيه أكثر من 3 أشهر.. لذا فإنّ من المستهدف في الخطط الحكومية أن تتحقق الاستدامة في الوظائف، من خلال توفير هذه الفرص على مدار العام، مع زيادة عوامل الجذب السياحي التي تحفز الزائر والسائح على التوجه إلى صلالة أو غيرها من المواقع السياحيّة العمانية، وتكون هي وجهته وخياره الأول في إجازته، وأوقات نزهته.

هناك العديد من الأفكار التي يمكن طرحها لتحقيق استدامة الوظائف السياحية في صلالة وغيرها من الولايات، ويمكن في ذلك الاستعانة بالشباب العماني المُتخصص في هذا المجال، وأصحاب الرؤى والأفكار النيّرة، علاوة على بيوت الخبرة المحليّة والإقليميّة والعالميّة، والتي يمكن أن تزوّد الجهات المعنيّة بالاستشارات التي من شأنها أن تدعم التنمية السياحيّة.

إنّ القطاع السياحي يتلقى دعمًا كبيرًا خلال موسم الخريف، مع زيادة أعداد السياح والزوار العاشقين للطبيعة، لكن في الوقت نفسه يتعيّن على المُختصين إيجاد طرق وبدائل لتحقيق الاستدامة في هذا القطاع، والعمل على زيادة عائداته، وتعزيز تنافسية السلطنة فيه.

تعليق عبر الفيس بوك