مبادرة صحار سبقت الجميع

صحار- محمد بن أحمد الكعبي

 لقد سرجت صحار خيل المبادرات المجتمعية وسبقت بها الجميع، يبعثر الزمن بعض أوراقه ويحتفظ ببعضها خالدة للأبد.. وفي سجل التاريخ الصحاري ستظل مبادرة تكريم المجيدين من الطلبة والطالبات هالة من نور وقبسا من ضياء.

دعيت العام الفائت لحفل تكريم المجيدين من طلبة وطالبات الدبلوم العام من أبناء صحار باعتباري ولي أمر إحدى المجيدات.. ودعيت العام الحالي كضيفٍ في الحفل. وما بين العامين انتقل عدد المكرمين من الرقم ١١٥ إلى الرقم ١٥٢ في قفزة تثلج صدور الجميع. وقبل دخولي لمكان الحفل وقع ناظري على اسم مجان فاستحضرت معي وثائق الجغرافيا وحكاية التاريخ.. فمجان الحضارة التي شيدها العظماء والبارعين والمجيدين ما تزال تدفع بالعظماء والمجيدين والبارعين .

إنّ مولانا جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - قال في السبعينيات من القرن الماضي "فالمهم هو التعليم حتى لو تحت ظل الشجر".. وقال في الثمانينيات "إنّ العلم والعمل الجاد هما وسيلتنا لمواجهة تحديات هذا العصر" ومن هذا النهج نشأ جيل يدرك أهمية العلم ويعي أن صناعة الحاضر والمستقبل لا يأتي إلا من هذا الطريق فتنافسوا فيه وتسابقوا من أجله. ولأجل المساهمة في تحقيق تلك الغاية كانت مبادرة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي .

لقد احتفلنا اليوم في المبادرة التي أطلقها للمرة الثانية سعادة الدكتور محمد بن ابراهيم الزدجالي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صحار بتكريم أبين اليماني.. محمد البلوشي.. ريم العلوية.. رقية الجابرية.. عنفوان الشيزاوية.. عبدالمحسن العيسائي.. وصال الظاهرية.. أفنان الفارسية.. روان العيسائية.. مروان الجابري.. ومعهم ١٤٢ طالبًا وطالبة آخرين لا تمتلئ نفوس عائلاتهم فخرا بهم فحسب بل نحن جميعا نفتخر بهم.

تهانينا للمكرمين الذين كانوا في الموعد يحصدون ما زرعوا.. شكرا للبيوت التي صنعتكم على أعينها وغرست فيكم حب التميز والتفوق والإجادة.. شكرًا للمدارس التي أطعمتكم علما وسقتكم أدبا وأشعلت فتيلا من الحماس متوقدا لم ينطفئ.

شكرا لممثل ولاية صحار.. وكم نتمنى ان نرى مثل هذه المبادرات تتكرر في مجالاتها المختلفة.. فالمجتمعات النابضة بالحياة هي التي يستشعر فيها شخصياتها المؤثرة أهمية المبادرات التي ترتقي بالفرد والمجتمع.. والمجتمعات التي لا تلتفت لمبدعيها والمميزين والمجيدين فيها فإنّها تموت موتا بطيئا.

وعمان الساكنة بين النبض والنبض تستحق أن يبذل لها الغالي والنفيس.

 

                                

 

تعليق عبر الفيس بوك