الأمن الغذائي.. مشاريع واعدة

تواصل السلطنة المضي قدمًا في تطوير مختلف المشروعات في إطار مسيرة النهضة المباركة التي شملت كافة القطاعات وعمّت أرجاء البلاد، ويأتي قطاع الأمن الغذائي في مقدمة القطاعات التي توليها الحكومة ومؤسسات الدولة وكذلك القطاع الخاص أهميّة متزايدة، بفضل الظروف المواتية لنمو مثل هذه المشروعات، وذلك في ظل الطلب المتسارع على الغذاء.

ويعكس الإقبال الكبير من الاستثمار المحلي والأجنبي على تنفيذ مشاريع الأمن الغذائي، ما تتمتع به السلطنة من عوامل استقرار ونمو اقتصادي، يزيد من معدلات الشراء والطلب على هذه المنتجات، في ظل الزيادة السكانية بمختلف الولايات، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على الأداء الاقتصادي للبلاد بصورة عامة.

وخلال الأونة الأخيرة أعلنت السلطنة عن عدد من مشاريع الأمن الغذائي في مجالات الدواجن والألبان وإنتاج اللحوم البيضاء والحمراء، فضلا عن مشاريع أخرى تصنيعية لإنتاج السردين والسالمون المعلب. مثل هذه الطفرة في هذا القطاع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أنّ السلطنة تسير في الطريق الصحيح لتلبية الطلب على المواد الغذائية، ومما يدعم هذا التوجّه، الرغبة في تغطية الاحتياجات المحليّة والتوجه للتصدير في مراحل لاحقة، حتى ينتشر حول العالم المنتج العماني المعروف بجودته العالية والتزامه بأعلى معايير السلامة والأمان.

البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ" وضع مشروعات الأمن الغذائي محل عناية كبيرة، في إطار الاهتمام بقطاع الصناعات التحويلية وهو واحد من القطاعات الواعدة التي تسعى السلطنة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها خلال المرحلة المقبلة، في إطار سياسات تنويع موارد الدخل وتقليص الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للبلاد، بعدما تراجع الخام لمستويات متدنية.

وهذه المشروعات الواعدة لا تمثل فقط إضافة مهمة للمنظومة الاقتصادية في السلطنة، بل أيضًا تحمل فوائد اجتماعية أخرى، فهذه المشروعات ستوفر العديد من فرص العمل للشباب، سواء كانت مباشرة من خلال العمل في هذه المشروعات، أو غير مباشرة عبر توفير فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ستقوم بمهام التوزيع وتوريد المعدات والمواد الخام والأعلاف وغيرها من الخدمات اللوجيستية.

إنّ ما تحققه البلاد على مستوى الأمن الغذائي، يثلج الصدر، ويبرهن على أنّ المخلصين في هذا الوطن الغالي يبذلون كل جهدهم كي تتقدم المسيرة الظافرة في هذا العهد الزاهر.

تعليق عبر الفيس بوك