خالد بن علي الخوالدي
الحمد لله على فضله ونعمته فقد منح هذه الأرض المعطاءة العوامل الجاذبة للحراك الاقتصادي والتجاري والاجتماعي والسياحي، وما علينا فقط إلا أن نستغل هذه النعم، وأن نحسن كيف نصنع منها الخير لنا ولمجتمعاتنا، ومن النعم العظيمة التي وهبها لنا المولى عزّوجل نعمة الموسم الاستثنائي المتمثل في الخريف الذي يطل علينا سنويا على بلاد الخير محافظة ظفار.
موسم الخريف في محافظة ظفار من المواسم السياحية التي لا توجد في كثير من الدول لذا يكون الإقبال على المحافظة منقطع النظير من داخل السلطنة وخارجها خاصة الدول الخليجية التي تتوافد بأعداد كبيرة برًا أو عن طريق الجو، وإذا كان الإقبال كبيرا لهذه الدرجة إلا يجب أن يكون هناك استنفار حكومي وخاص وأهلي ومجتمعي للاستفادة من هذا الموسم.
لقد رأينا وتابعنا الاستنفار الأمني لتأمين موسم الخريف من قبل جهاز شرطة عمان السلطانية وهو جزء مهم بل الأهم في جزئيات نجاح الموسم، ولكن هذا يجب أن يتبعه استنفار قوي وملموس من قبل وزارة السياحة والجهات الحكوميّة الأخرى في تهيئة كل الجوانب التي تشجع السائح للوصول إلى محافظة ظفار وأهمّها على الإطلاق توفير الخدمات الضرورية في الطريق الواصل إلى المحافظة من محافظات السلطنة المختلفة ومن أهم هذه الخدمات وجود محطات استراحة تتوفر فيها كل الخدمات الضرورية من خدمات السيارات (ورش تصليح السيّارات تعمل على مدار الساعة) ومطاعم راقية ولو مؤقتة للموسم ومصليات تعكس اهتمام السلطنة بالجانب الديني ودورات مياه نظيفة ومراكز تجارية توفر مستلزمات الطريق الطويل وهي أمور ليست صعبة ومستحيلة فليس شرطا أن تكون بالمواد الثابتة وإنّما يمكن استخدام الخيام الملكية والكرفانات الراقية الكبيرة على أن تكون هذه الخدمات متوفرة بين 150 كيلومترا على أقل تقدير لأنّ الطريق من مدينة نزوى إلى ولاية ثمريت يمر بصحراء شاسعة يتمنى فيها السائح أن تكسرها محطات استراحة مريحة يمكن أن تقصر المسافة في فكر السائح.
وإلى جانب الدور الحكومي كنا نأمل أن نرى تحركًا من قبل مؤسسات القطاع الخاص في إنشاء مثل هذه الاستراحات التجارية المؤقتة التي تقدم خدماتها للسائح ليستفيد الطرفان، كما أن المواطن من سكان تلك المناطق يجب أن يستفيد من هذا الموسم ومن هذه الحركة الواسعة للسياح على طريق أدم - ثمريت من خلال عرض لمنتجاته الزراعية والمنسوجات والسعفيّات والتراثيات وغيرها من المنتجات التي يقبل عليها السياح خاصة من الدول الخليجية حيث إنّ المنتجات العمانية دائمًا ما تتميّز بالجودة والحرفيّة في الصنع.
هذا فيما يخص الطريق أمّا فيما يخص محافظة ظفار فالأمر يتطلب أن تتوفر الخدمات عند المزارات السياحية وقد لاحظنا العام الماضي جهودا في هذا الجانب، وكان ينقصها بعض الأمور التي نتمنى أن تحضر في هذا الموسم منها وجود عامل نظافة لبعض دورات المياه حيث توجد هذه العمالة في عدد من دورات المياه وفي مواقع لا توجد مما يجعل هذه الدورات غير قابلة للاستخدام، خاصة إذا ما علمنا أنّ الأرضية الطينية تساهم في اتساخ هذه الدورات كما نرجو أن نرى مطاعم على درجة عالية داخل المحافظة إلى جانب الموجودة حاليا وضرورة مراعاة الأسعار في الفنادق والشقق الفندقية والمنازل المؤجرة وعدم استغلال السائح وحاجته للسكن، ولو كان هناك تدخلا من قبل حماية المستهلك في تحديد الأسعار مسبقا فستكون الأمور طيبة وسيطمئن السائح وسيشعر بالأمان أكثر وأكثر، ودمتم ودامت عمان بخير.