دراسة تاريخية في جامعة السلطان قابوس تكشف عن أسرار التعليم في مسقط ومطرح

مسقط - الرؤية

حصل طالب الدراسات العليا ناصر بن عبدالله بن سالم الصقري من جامعة السلطان قابوس على درجة الدكتوراه بتخصص التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وعنوان رسالته (التعليم في مسقط ومطرح بين 1888 و1970م: دراسة تاريخية) وضمت لجنة المناقشة كل من الدكتور سيف علي موسى أستاذ مشارك ورئيسا للجنة، والدكتور محمد بن سعد المقدم (أستاذ مساعد) ومشرفا ثانيا للدراسة، والدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ مشارك ومناقشا داخليا للرسالة، بالإضافة إلى الدكتور يوسف ابراهيم عبدالله العبدالله أستاذ مشارك من جامعة قطر وممتحنا خارجيا، والممتحن الخارجي البروفيسور محمد حبيب صالح من جامعة نزوى.

سعت الدراسة إلى تتبع المراحل التاريخية التي مرّ بها التعليم في مسقط ومطرح خلال الفترة 1888 – 1970م، من خلال الحديث عن المدارس التي وجدت، ودراسة طبيعة النظام التعليمي لكل مرحلة، ابتداء من التعليم القرآني المتمثل في الكتاتيب، ووصولا إلى التعليم الحديث.

 كذلك تناولت الدراسة الحديث الدور التعليمي للإرسالية العربية في مسقط منذ نشأتها، وحتى نهاية فترة الدراسة. وأبرز الوسائل والطرق التي لجأ إليها أبناء مسقط ومطرح لمواصلة تعليمهم في الخارج.

وقد اتبع الباحث في الدراسة المنهج التاريخي الوصفي عند الحديث عن عناصر التعليم لكل مرحلة كالمدارس، وطبيعة النظام التعليمي، بجانب اتباع الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي لدراسة الوثائق والنصوص، والروايات الشفهية، وتحليلها ونقدها بغية الوصول إلى استنتاجات حول موضوع الدراسة. أمّا المنهج الكمي فقد لجأ إليه الباحث لدراسة البيانات الإحصائية وتحليلها وتوظيفها في الجوانب التي تحتاج إليها الدراسة.

وقسمت الدراسة إلى مقدمة و4 فصول وخاتمة، تناول الفصل الأول أوضاع التعليم في السلطنة منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، متضمنا الحديث عن مدينتي مسقط ومطرح من حيث الأهمية السياسية والإدارية لهما، وملامح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمدينتين قبيل فترة الدراسة، ومن ثَم الحديث عن أوضاع التعليم في عمان منذ قيام الدولة البوسعيدية إلى فترة بداية الدراسة. أمّا الفصل الثاني فقد خصص للحديث عن الدور التعليمي للإرسالية العربية في مسقط ومطرح، من حيث طبيعة النظام التعليمي، والمدارس التي أسستها الإرسالية. بينما تناول الفصل الثالث التعليم الديني والحكومي من خلال الحديث عن المدارس الدينية التي قامت في مسقط ومطرح، ثم الحديث عن بدايات الاهتمام الحكومي بالتعليم الذي يعود للعام 1914م، والمراحل التاريخية التي مرّ بها التعليم في المدينتين، وطبيعة النظام التعليمي في كل مرحلة. في حين تناول الفصل الرابع، التعليم غير الحكومي الذي ظهر في مسقط ومطرح، مع التركيز على التعليم الأهلي الذي تميزت بها مطرح عن مسقط. كما تضمن هذا الفصل الحديث عن مواصلة التعليم لأبناء مسقط ومطرح في الخارج، حيث كان أقصى ما يستطيع الطالب الحصول عليه هو شهادة الصف السادس الابتدائي.

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها: الكشف عن الأسباب التي أدت إلى عدم تطور التعليم في مسقط ومطرح واقتصاره على المرحلة الابتدائية منذ بدايته عام 1940م، وحتى نهاية فترة الدراسة. كما أوضحت الدراسة تعدد وتنوع الأنشطة التعليمية التي قامت بها الإرسالية العربية في مسقط ومطرح، والتي كانت موجهة لخدمة الغرض التنصيري، كما عبّر بذلك أعضاء الإرسالية في تقاريرهم، وأدبياهم. وأثبتت الدراسة أيضا مدى ما يتمتع به مجتمع مسقط، ومطرح من تسامح ديني ومذهبي في التعليم، فقد كانت المدرسة الشافعية في مسقط، تدرس الفقه الشافعي، في حين كانت مدرسة مسجد الخور تدرس الفقه الإباضي، أما في مطرح فقد كانت المدارس الأهلية تدرس الفقه الأمامي (الاثنا عشري)، أضافة إلى أنه كان للجالية الهندية غير المسلمة (البانيان) مدرسة خاصة بهم، واحدة في مسقط، والأخرى في مطرح. وأخيرا توصلت الدراسة إلى أسماء المدارس الأهلية التي ظهرت في مطرح، بتسلسلها الزمني، وطبيعة النظام التعليمي الذي كان سائدا بها، وهو ما شكل ظاهرة تعليمية فريدة تميزت بها مدينة مطرح عن مسقط.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك