الغضب الفلسطيني

بدأت أعمال التصعيد تتزايد في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ فيما يوشك الغضب الشعبي هناك على الانفجار، وخاصة في القدس بعد أن شدد الاحتلال إجراءاته واستفزازه لمشاعر الفلسطينيين سواء بإغلاق المسجد الأقصى أو بإسقاط المزيد من شهدائهم.

فقد أغلق الاحتلال المسجد الأقصى المبارك منذ الجمعة الماضيّة، في وجه المصلين، لأوّل مرة منذ ما يقارب نصف قرن، إضافة إلى مداهمة المؤسسات الفلسطينية، وهي إجراءات لن يقف الشعب الفلسطيني أمامها مكتوف الأيدي، وقد كان الرد سريعاً في العملية الاستشهادية التي جرت الجمعة الماضية في القدس واستشهد على إثرها 3 شبان منفذو العملية وقُتل اثنان من جنود الاحتلال.

وقد كان لرد الفعل الفلسطيني المباشر والسريع أثر فيما يبدو على الاحتلال الذي ظنّ أنّ المجتمع الدولي مشغول بأحداث أخرى ولن يواجه ردود فعل إذا أقدم على مواصلة جرائمه، فجاءه الرد من الداخل على الفور؛ حيث نفذ ثلاثة شبان فلسطينيين من سكان مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل عملية إطلاق نار أدّت إلى مقتل اثنين من شرطة الاحتلال وإصابة ثالث على باب المحطة (أحد أبواب ساحات المسجد الأقصى) ودار اشتباك مسلح بين الشبان الثلاثة وجنود الاحتلال التابعين للقوات الخاصة في ساحات المسجد الأقصى وانتهى باستشهاد الثلاثة وإصابة جندي إسرائيلي.

المفاجأة التي أربكت الاحتلال أنّ هذه أول عملية هجوم في المسجد الأقصى يستخدم فيها سلاح ناري، كما أنّها حملت رسالة غضب واضحة تجاه ممارسات الاحتلال خاصة بعد أن سمحت حكومته لأعضاء الكنيست بالدخول إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك.

ورغم إعادة الاحتلال لافتتاح الحرم القدسي بعد يومين من إغلاقه، إلا أنّ الغضب الفلسطيني تواصل واندلعت مواجهات بين المصلين الذين رفضوا الانصياع للاحتلال ودخول الحرم الشريف عبر بوابات أمنية.

ومع تزايد الحصار وتعنّت الاحتلال وخنقه للفلسطينيين بشتى الطرق الأمنية والاقتصادية والسياسية، فليس من المتوقع أن ينحني الفلسطينيون، فقد أثبتوا غير مرّة أنّهم شعب يأبى الاحتلال، وشعب مناضل يرفع لواء الحق في وجه المُحتل المغتصب للأرض، فكم من انتفاضة اندلعت زلزلت الأرض من تحت أقدام الاحتلال، وكم من حرب دارت رحاها استنزفت موارد المحتل ورفعت من عزيمة الفلسطينيين.

تعليق عبر الفيس بوك