استراتيجيات ونتائج مرتقبة

تمتلك السلطنة خططا واستراتيجيات واعدة في مختلف القطاعات، تستهدف من خلالها تنفيذ أكبر قدر ممكن من المشروعات والإنجازات، التي من المؤمل أن تفضي إلى نتائج إيجابيّة خلال السنوات المقبلة.

غير أنّه في بعض الأحيان، تتطلب هذه الاستراتيجيات مراجعات مستمرة وإعادة نظر في ظل المتغيّرات المتلاحقة التي تفرض نفسها على الواقع المحلي، سواء كانت هذه المتغيرات نتيجة لعوامل خارجية أم داخلية. إلا أنّه من المؤكد أنّ التحرّك وتحديث الاستراتيجيات يسهم في تجاوز أي جوانب سلبية أو إخفاقات محتملة مع تبدّل الظروف والأحوال.

وتاتي الاستراتيجية الصناعية (2020-2040) كواحدة من أهم وأبرز الاستراتيجيات التي تعكف السلطنة على تحديث محاورها والعمل على بلورة صياغاتها وفق المستجدات، لضمان مواكبتها للعصر، وملاءمتها مع المستقبل المنشود بكل ما يحمله في طيّاته من طموحات وأهداف.

مثل هذا التحديث يستهدف تطوير بناء بيئة العمل الصناعية، للتأكد من إمكانيّة بلوغ الأهداف، في مقدمتها تعزيز حوكمة القطاع الصناعي ومكوناته، علاوة على زيادة فاعلية المناطق الصناعية في السلطنة، وغيرها من الأهداف. وفي القلب من هذه الاستراتيجية، يتجلى قطاع الصناعات التحويلية كقاطرة للنمو في هذا القطاع الواعد، وجذب مزيد من الاستثمارات الوطنيّة والأجنبية، بما يدعم خطط الحكومة لزيادة إسهامات هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، الأمر الذي سيعود بالفائدة على خطط توفير الوظائف للشباب، وتطوير المناطق الصناعية، وتحويل السلطنة إلى واحدة من أهم قلاع الصناعة في المنطقة ككل.

وتذهب التوقّعات الاقتصادية إلى أنّ قطاع الصناعات التحويلية قادر على الإسهام بنحو 3.5 مليار ريال في الناتج المحلي للبلاد، إذا ما صيغت استراتيجية النمو والتطوير على النحو الأمثل، وتم تطبيقها بكل حرص وتفانٍ.

وفي ظل استمرار اعتماد السلطنة على النفط كمصدر رئيسي للدخل، تتعاظم الحاجة نحو مضاعفة الاستفادة من مثل هذه القطاعات الواعدة، والعمل على تشجيع الاستثمارات فيها، وتبني تنفيذ المبادرات التي تطرحها البرامج الوطنية للدولة مثل "تنفيذ" أو غيرها من المبادرات التي ربما تأتي كمقترحات من هيئات أو مؤسسات الدولة وكذلك أصحاب الأعمال وقيادات القطاع.

إنّ الاهتمام بالمستقبل يستدعي ضرورة العمل على تأطير مختلف الرؤى والطموحات في قالب استراتيجي، يستند على الخطط والسياسات طويلة الأمد، ولضمان نجاح تحقيقها ينبغي التزام الشفافية والبعد عن التسويف، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإحراز النجاح.

تعليق عبر الفيس بوك