ما بعد خلافة داعش

 

د. يحيى أبو زكريا

 

تحول تنظيم داعش بسبب مسلكيته الدموية وإغراقه في القتل والذبح والسلخ والحرق والتفجير والتدمير والاغتصاب إلى أقبح تنظيم عرفه العرب والمسلمون والإنسانية قاطبة.. وقد يهتدى الباحثون والموسوعيون إلى إنجاز موسوعات عن جرائم داعش في حق الكائنات البشرية والعجماوات والجمادات والحيوانات، لقد كان هذا التنظيم وصمة عار في تاريخ العرب والمسلمين المعاصر، إذ كيف انبعث من بين ظهرانيّهم من يسوم الناس سوء العذاب باسم الإسلام الذي يعد السلام قاعدته الأساس.. لم يترك تنظيم داعش جريمة إلا واقترفها، بل تفوق على العقل الإبليسي وصغر إبليس أمامه وهو يحرق ويغرق ويوزع النسوة على مجاهديه ظلما وعدوانا.. ناهيك عن قتل هذا التنظيم للأطفال ومتاجرته بالنساء وبيعه للأعضاء البشرية ولذلك كان عناصره يذبحون حتى لا تهتك الأعضاء الداخلية وووووو جرائم لا حصر لها ولعل الجريمة الأكبر الإساءة للإسلام الذي بات في عرف العالم مرعبا مخيفا مقلقا.. والحقيقة العلمية والمرة والمربكة التي يجب أن نعترف بها هي أن داعش تقوم بتنفيذ نسخة الإسلام بتصور واجتهاد فقهاء مسلمين والنسخة هذه موجودة في الموروث الإسلامي.. والخلل الأكبر ليس فيهم بل في هذه النسخة من الإسلام التي يجب أن تلغى من منظومة الأفكار الإسلامية.. وأدبيات وكتب داعش التي تتداول بشكل خاص بين قياديي داعش هي أدبيات من كتب ومؤلفات علماء مسلمين ولذلك هم يتصورون أنّهم على صواب ويُمكّنون لدين الله.. نحن نتحمل مسؤولية هؤلاء بعدم تنظيفنا للموروث الإسلامي، وكل مجدد يتهم بالزندقة والكفر.

إن تنظيم داعش يعد التنظيم الأكثر نموا وتطورا وتضخما وتمويلا وتداخلت أجهزة أمنية استخباراتية في التأسيس له وإخراجه من قمقم سجن بوكا العراقي، ولما استولى على الموصل كان في البنك المركزي حاولي 500 مليون دولار وضع اليد عليها ثمّ كبرت الأموال ونمت بسبب بيع الآثار والنفط والأعضاء البشرية وفتحت صناديق الأجهزة الأمنية الإقليمية فأصبح داعش رقما. وإذا كان هذا الرقم يتهاوى اليوم أمام ضربات الجيش العراقي والسوري، فكيف سيتكيّف هذا التنظيم مع المرحلة المقبلة، وهل ستُستنسخ روحه في الخلايا النائمة المتربصة في إفريقيا والمغرب العربي والخليج العربي وأوروبا، وللإشارة فإنّ مصادر جزائرية أعلنت أن هناك 5000 إفريقي في هيكيلية داعش من إفريقيا وسوف يقلبون ظهر المجن الإفريقي لدى عودتهم، هل سيعيد داعش بناء نفسه في مناطق معينة، وما هي أبرز المناطق التي لديها قابلية لإنبعاث الداعشية في ظل حرص أمريكي على الاستفادة من التجربة الداعشية إلى آخر نفس.

داعش رمز الدمار؛ دمروا الآثار، ولوثوا الأنهار، وقصرّوا الأعمار، وأحرقوا الكبار، وذبحوا الصغار، وسودوا النهار ثم ثم ثم ثم ثم يقولون نحن أتباع المختار..