البرامج الصيفيَّة وتوظيف الطاقات

 

مَعَ بَدْء مَوْسِم الإجازات الصيفيَّة، يجدُ الشبابُ والطلابُ في مُختلف المراحل التعليميَّة مُتَّسَعًا كبيرًا مِنْ أوقات الفراغ، وهو ما يَسْتَدعي الحاجةَ لملء هَذِه الأوقات بكلِّ مَا هو نافع ويعود بالفائدة على الشباب.

وَخَيْرًا تفعل مُؤسَّسات الدولة المختلفة -سواءً كانت وزارة التربية والتعليم، أو وزارة الشؤون الرياضية، أو الأندية الرياضية والفرق الأهلية...وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني- مِنْ خلال طَرْح البرامج الصيفيَّة التي تَجْذِب الشبابَ لممارسة مُختلف الأنشطة، وتنظيم العديدِ من الفعاليات التي تُثْرِي مَعَارف الشباب وتوسِّع مَدَاركهم.

الأنشطةُ الصيفيَّة في مَدَارسنا تعدُّ واحدةً من أهم الفعاليَّات التي تحفِّز الشبابَ على تفريغ طاقاتهم فيما يُحقِّق الفائدة؛ مِنْ خلال الأنشطة الثقافية والعلمية والفنية والرياضية أيضًا؛ الأمر الذي يَخْلق بيئةً تفاعليةً بَيْن الطالب ومُجتمعه؛ حَيْث يُدْرِك أنَّه يَعِيْش في مُجتمع يهتمُّ به، ويُوْلِيه القدرَ اللازمَ من الرِّعاية؛ سواءً أيام الدراسة أو فترات الإجازات.

المؤسَّسات الرياضية كذلك تَبْذِل جهودًا مُقدَّرة في استقطاب الشباب، سيما فِي القرى والولايات نَحْو مُمَارسة هُواياتهم الرياضيَّة، وتشجِيْعهم على الانخراط في مُختلف الألعاب، لاسيما تلك الجماعية التي تعوِّد الشبابَ على رُوْح الجماعة وتنمِّي لَدَيْهم حسَّ المسؤوليَّة المشتركة، والعمل برُوْح الفريق...وغيرها من المهارات التي يُمكن أن يتعلَّمها الشابُّ خلال مُمارسته للعديد من الأنشطة والانخراط في كثيرٍ من الفعاليات والبرامج.

واحدة من أهم الفعاليات التي تُنظِّمها وزارة الشؤون الرياضية: بطولة شجع فريقك؛ ففضلا عن كَوْنِها مَصْنعًا لللاعبين، وحاضنة لذوي القدرات الرياضية المميزة، فإنَّها تستقطبُ الكثيرَ مِنَ الشباب؛ سواء من خلال انضمامهم للفرق المتنافسة في البطولة التي تُقَام على مُستوى السَّلطنة على مَرَاحل مُتعدِّدة، أو مِنْ خلال الجمهور الذي يُتابع مُجريات المبارايات بكلِّ شغفٍ وحَمَاس.

مِثْل هذه الطاقات يُمْكِن الاستفادة مِنْها فِي تأسيس مُنتخبات رديفة للمنتخبات الرسمية؛ لما تُمثِّله مِنْ قوَّة حقيقة مُفعمة بالحيوية والنشاط، تُؤسِّس لجيلٍ جديدٍ قادرٍ على مُواجهة التحدِّيات.

لَا شكَّ أنَّ البرامجَ الصيفيَّة قادرةٌ على احتضانِ شبابنا، وتوفير البيئةِ الملائمةِ لتوظيف طاقاتهم، والاستفادة منهم، علاوة على تهيأتهم للعام الدراسي الجديد، بعدما تخلَّصوا مِنْ مَتَاعب عامٍ مُنقضٍ، ليستهلوا آخَر يَحْدُوهم الأملُ فِي مُستقبلٍ أكثر إشراقاً.

تعليق عبر الفيس بوك