دراما وبرامج رمضان.. القليل من النجاح والكثير من الإخفاق

 

 

الرُّؤية – مروان الجابري

قدّمت الشاشات خلال شهر رمضان وجبة متنوعة ودسمة من البرامج والمسلسلات وشاركت الفضائيات في منافسة كبيرة على جذب المشاهدين وإقناعهم بمتابعتها، وتنوّعت الأعمال بين الجادة التي تحمل رسائل موجهة للمجتمع والخفيفة، إضافة إلى برامج المسابقات والمقالب والبرامج الاجتماعية.. استطلعنا آراء بعض المشاهدين حول ما تمّ تقديمه من دراما وبرامج خلال شهر رمضان الماضي.. حيث كان هناك اتفاق على أنّ ما تمّ تقديمه من دراما وبرامج شهد القليل من النجاح والكثير من الإخفاق في نفس الوقت.

قالت نعيمة الجابرية - ممرضة-: لست ممن يقضي وقتاً طويلاً أمام الشاشة، ولكن اطلع بشكل دائم على كل ما هو جديد في المحطات الفضائية، إلا أنني لاحظت أن شهر رمضان شهد ماراثونا كبيرا بين الفضائيات وزحاما في البرامج والمسلسلات للاستحواذ على اهتمام المشاهدين، حتى أن أغلب ما تم تقديمه أصبح مجرد سلعة تسعى الشركات المنتجة إلى ترويجها وبيعها من أجل جني الأرباح، وهذا جاء على حساب رسالة التلفزيون التي يجب أن تركز على توعية وتثقيف المشاهد وتقديم كل ما هو مفيد له ولأسرته.

وقالت سارة العلوية ممثلة مسرحية في فرقة الدن المسرحية: "إن مستوى الأعمال المطروحة لم يكن مناسبا للتوقعات، فغرق بعضها في وحل الإخفاق والتكرار؛ الأمر الذي أدى لردود أفعال انتقادية من قِبل الجمهور".

وأضافت: رغم أن الكوميديا هي عنوان الدراما الرمضانية وباب للترويح عن النفس والضحك، إلاّ أنها في الفترة الأخيرة أصبحت تقدم بجرعات قليلة، وتتضاءل باستمرار حتى تكاد تختفي، حتى وإن كانت الأعمال كثيرة إلاّ أنّ الجرعة الكوميدية نفسها، أصبحت غير موجودة مثل السابق. واعتمدت المسلسلات التي تسمى بالكوميدية على مشاهد وحوارات لم تنجح في إضحاك المشاهدين كما اعتمدت على السخرية من بعض البلدان أو السلوكيات الاجتماعية وابتعدت عن الأسلوب الكوميدي السهل مما دفع المشاهد للابتعاد عن متابعتها، وبشكل عام فإنّ المنتج الكوميدي أصبح رديئاً وبحالة يرثى لها، ويمكننا أن نضيف إلى ذلك بعض البرامج التي تحاول إضحاك المشاهدين إلا أنّها لم تخرج عن إطار السخرية غير المحببة، ولو تابعنا تعليقات المتابعين على مسائل التواصل الاجتماعي سنتأكد من ذلك التراجع خاصة مع برامج المقالب التي أثار الكثير منها غضب المشاهدين ورفضهم، خاصة بعد أن انكشف أمرها وعرف الجمهور أن أغلبها يتم فبركته وغير حقيقي، وأنّ الضيوف يوافقون على التعرّض للمقلب بعلمهم بما سيدبر لهم في أغلب الأحوال مما أفقدها المصداقية.

أما البرامج الدينية التي تسابقت المحطات الفضائية على عرضها، فتنوعت بين المسابقات الدينية أو المحاضرات وإلقاء المواعظ واستلهام السير والدروس القرآنية.

وعلى مستوى الدراما شهدت بعض الأعمال تراجع مستوى الكثير من عمالقة التمثيل العربي، حيث إنهم لم يظهروا بالأداء المطلوب ولم يقدموا لجمهورهم ذلك العرض المنتظر القوي، واستحقوا عدم الرضا الذي ازدحمت به مواقع التواصل الاجتماعي، وربما السبب في فشل بعض الممثلين هو الظهور المتكرر في الكثير من الأعمال، الأمر الذي يجعل الممثل مستهلكاً من شركات إنتاج مختلفة. فقد ينجح في عمل واحد ويسقط في باقي أعماله الأخرى. السبب الثاني قد يكون الدور الذي يقدمه لا يطابق شخصيته أو لم يستحوذ على الشخصية المطلوبة في ذلك المسلسل، فيكون في دائرة التخبط ونقصان في الأداء إلى أن يصل للفشل.

 

تعليق عبر الفيس بوك