عبري- ناصر العبري
مع قرب حلول عيد الفطر المبارك تنشط حركة سوق عبري سعياً لاقتناء مستلزمات العيد المختلفة، وتعد هبطات العيد في سلطنة عمان إرثا حافظت عليه الأجيال المتعاقبة ومن التقاليد العمانية العريقة التي يسبق إقامتها الاحتفاء بالعيد، وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية ويحرص العمانيون على الإقبال عليها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعدادًا للعيد وللتزود باحتياجاتهم من متطلباته.
ويباع في الهبطة مختلف احتياجات العيد من الملابس ولعب الأطفال والحلوى العمانية ولكن يغلب عليها طابع بيع الأبقار والأغنام لدرجة أصبحت معها الهبطة كلمة مرادفة لمكان بيع المواشي ومن هذه الهبطات الكبيرة هبطة ولاية عبري التي تعد واحدة من أنشط الهبطات بولايات السلطنة تشهد فيها حركة البيع والمناداة انتعاشًا كبيرًا ويكون التركيز من قبل الأهالي على عملية شراء وبيع الذبائح من أبقار وأغنام والتي تكون متوفرة بشكل كبير وتكون أحيانا الأبقار ذات ندرة في وجودها عكس الأعوام الماضية مما يفرض على المتسوقين شراء الأغنام والماعز الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعارها إلا أنّ الباعة يقبلون على تخفيض أسعار المواشي فيما يضطر بعض الباعة إلى استرجاع أغنامهم، وبذلك تعتبر أسعار الأغنام بشكل ما مرتفعة.
كما تلاقي عرصات بيع الأقمشة والمنسوجات والكماليات إقبالا جيدا وتشهد حضورًا متميزًا وكذلك الحال بالنسبة للمواد الاستهلاكية التي تشهد ارتفاعا نظرًا لإقبال المواطنين عليها خلال هذه الأيام ويظهر كذلك إقبال ملموس في أماكن بيع التحف وألعاب الأطفال فيما تجذب أماكن بيع الحلوى العمانية أعداد كبيرة من المواطنين نظرًا لأهميّة الحلوى التي تدخل كل بيت عماني هذه الأيام.
وتقام هبطة العيد قبل عيد الفطر أو عيد الأضحى بثلاثة أيام في مختلف أسواق ولايات السلطنة وفي بعض الولايات مثل عبري تقام خلال الأيام العشرة التي تسبق العيدين (الفطر والأضحى).
وفي هذا الصدد شدد الشيخ عبد العزيز بن حمدان بن عبدالله البلوشي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية عبري على أهميّة هبطة العيد والتي تتنوع فيها المعروضات من مستلزمات العيد وتعد ضرورية ومهمة للمستهلك، وأضاف أنّ الهبطة عادة عمانية من الدرجة الأولى وموروث اجتماعي في ولايات السلطنة التي لازالت تحافظ على هذا الموروث.
ولا يقتصر المعروض في سوق عبري على أهالي الولاية فقط، بل يفتح السوق أبوابه لأبناء ولايات ومحافظات أخرى يأتون لعرض منتجاتهم، وذلك لقناعتهم أن سوق عبري وهبطة العيد بالأخص تعود عليهم بالنفع نظرًا لحركة البيع والشراء. وبالنسبة للمتسوقين كذلك يأتون من ولايات أخرى وحتى من دول مجاورة لشراء الأغنام في هبطة العيد. وحول الأسعار قال الشيخ عبد العزيز إنها متفاوتة حسب المزايدة ولكن اعتقد سوق عبري بالنسبة للمعروض أرخص من بعض الأسواق في باقي الولايات.
وقال هلال بن عبدالله الشريقي العبري إنّ أبناء محافظة الظاهرة بمختلف ولايتها الثلاث عبري وينقل وضنك يحرصون على ارتياد هبطة العيد التي يتم فيها بيع جميع المنتجات إلا أن الهبطة تمتاز ببيع المواشي بمختلف أنواعها وأحجامها والمستفيد من هذه الهبطة المواطنون القاطنين بالولايات الثلاث إضافة إلى حفيت والسنينة لتسويق حيواناتهم في هبطة العيد وسوق المواشي كما تتم إقامة كبرات مختلفة وبما يواكب العدد الهائل من المتسوقين وإيجاد مواقف بما يتناسب مع هذه الأيام الخاصة كما يرتاد سوق عبري العديد من المواطنين من مختلف المحافظات القريبة لولاية عبري.
وقال الدكتور نبهان بن سهيل المقرشي إنه مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك وبدء عيد الفطر السعيد يتوافد الناس على المراكز التجارية للتسوق وشراء حاجيات العيد لكنّ العمانيين لهم وجهة أخرى غير المراكز الحديثة للتسوق وجهة يعرفونها منذ القدم يجتمعون فيها قبل عدة أيام من بداية العيد للبيع والشراء تسمى "الهبطات" ويتسوقون منها في حاجيات العيد.
وقال حمود بن سيف الشندودي رئيس فريق عمان للمواهب إن لهبطة العيد أهمية كبيرة لدى المجتمع العماني فهي وجهة تسويقية، حيث تتوافر فيها أغلب احتياجات الناس من المواد والأغراض التي تستخدم في العيد وتكون في مكان واحد، وهي عادة عمانية خالصة وموروث اجتماعي منذ القدم، كما تتنوع المعروضات التي تأتي من جميع محافظات السلطنة وتكون أسعارها مناسبة وفي متناول اليد، ولكن ترتفع أسعار الماشية واللحوم حيث يكثر عليها الطلب.
من جانبه قال شهاب بن حمد الشندودي: هبطة العيد رمز وموروث شعبي أصيل متجذر في المجتمع العماني ويتعدى كونه سوقا للعرض والطلب، ولا زال سوق عبري وجهة ومقصدا للمواطنين من أبناء محافظة الظاهرة وما جاورها وكذلك يأتيه القاصدون من شتى ولايات السلطنة، وذلك نظرًا لنشاطه ومردوده وأسعاره سواء للبائع أو المشتري.
أما الأسعار فيحكمها العرض والطلب ويصعب على التجار التحكم بها حيث إنها تعتمد غالبا على المناداة وهي عاده عمانية أصيلة في كافة أسواقنا التقليدية والحديثة فيها يتم تحديد الأسعار إما ارتفاعا أو هبوطا.
وقال سيف بن سالم الغريبي إن عبري تعد وجهة تسوق لأبناء الولايات المجاورة حيث تضم سوقها مجموعة متنوعة من المنتجات وخاصة المحلية، كما يعرض في السوق مسلتزمات العيد والأسلحة التقليدية والخضروات والفواكه.
