السلطنة تحتفل باليوم العالمي للمتبرعين بالدم لتعزيز الوعي بأهمية السائل الأحمر في إنقاذ المرضى

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

مسقط- فاطمة الإسماعيلية

تصوير/ عبدالفتاح الغافري

 

شاركت السلطنة، مُمثلة في وزارة الصحة، دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم والذي يصادف  14 من يونيو من  كل عام، والذي جاء هذا العام تحت شعار "تبرع بالدم، تبرع الآن، تبرع باستمرار"؛ حيث أقيم الاحتفال ضمن حملة للتبرع بالدم تحت رعاية معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وذلك في النادي الثقافي بالقرم.

ويركز شعار اليوم العالمي هذا العام على التبرع بالدم أثناء الطوارئ؛ حيث تؤثر حالات الطوارئ سنوياً على حياة الملايين من الناس، ويعد نقل الدم من العناصر الأساسية للرعاية الصحية ويتطلب توفير إمدادات كافية من الدم أثناء الطوارئ إنشاء خدمات منسقة جيداً لنقله، وهو أمر يتعذّر ضمانه ما لم تُشرك فئات المجتمع بأكملها إضافة للمتبرعين بالدم الملتزمين بالتبرع به طوعاً ومجاناً طوال العام، والتأكيد على الدور الذي يمكن أن يؤديه كل شخص في مساعدة الآخرين أثناء حالات الطوارئ من خلال منح دمه إليهم كهدية قيمة، والتركيز على أن الانتظام في التبرع بالدم ضروري من أجل توفير مخزونات كافية من الدم قبل وقوع الحالات الطارئة.

وقالت الدكتورة زينب بنت سالم العريمية مديرة دائرة خدمات بنوك الدم في كلمتها إن وزارة الصحة ممثلة بدائرة خدمات بنوك الدم تركز على تأمين الدم الآمن ومشتقاته لجميع الميادين الطبية والسعي لجعل التبرع بالدم طوعياً ونشره بين شرائح المجتمع المختلفة من خلال استمرار وعطاء وتعاون مختلف الجهات والأفراد. وأضافت أنَّ دائرة خدمات بنوك الدم نجحت بفضل الله وبتضافر جميع الجهود في زيادة أعداد وحدات الدم من المتبرعين الطوعيين؛ حيث بلغت نسبةِ التبرعُ التطوعي 88.5% في عام 2016، وهذا يُبشر بمستقبلٍ واعدٍ نتطلعُ إليه باطمئنانٍ وثقةٍ مبعثهما هؤلاءِ الأبطال الذين يَهبونَ هِبةَ الحياة طواعيةً وبانتظام.

وبعدها تم عرض مشهد تمثيلي بعنوان ومضات من مسيرة خدمات بنوك الدم في السلطنة، يمثل عرضاً للتطور الذي شهدته خدمات بنوك الدم بالسلطنة منذ عام 1978م حيث تمَّ تدشين أول قسم لبنك الدم بالسلطنة بمستشفى النهضة، كما افتتحت دائرة خدمات الدم عام  1993، وقدمت أميرة بنت عبد الله المجيني (مريضة بالثلاسيميا) كلمة نيابة عن المرضى المستفيدين من خدمات بنوك الدم، وقالت:"يشرفني ويسعدني مع هذه النسمات الروحانية لشهر العطاء شهر رمضان المبارك أن أقف بينكم على هذا المنبر لإلقاء كلمة بصفتي إحدى مرضى الثلاسيميا، هذا المرض المزمن الذي عانينا منه الكثير يتطلب علاجه نقل الدم بصفة مستمرة ومنتظمة من أهل العطاء المتبرعين بدمائهم، وأحمد الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء وعلى نعمائه التي أنعمها علينا؛ حيث مكنني بحمده وفضله من تحمل هذا المرض ومضاعفاته منذ أن كان عمري 6 أشهر حتى بلغت هذه المرحلة من العمر. وأضافت: "انتهز هذه الفرصة لأقدم الشكر والامتنان للمُتبرعين بالدم وذلك بالنيابة عن جميع المرضى المحتاجين للدم والذين تم إنقاذ حياتهم عن طريق هذه الهدية القيمة ممن يتبرعون بدمهم ولكل من يُساهم في تثقيف المجتمع بأهمية هذا العمل الإنساني ودوره في إنقاذ شريحة كبيرة ممن يعانون من هذا المرض أو الأمراض الأخرى التي تحتاج لنقل الدم باستمرار". وتابعت: "لا يفوتني أيضاً أن أتقدم لجميع العاملين ببنوك الدم بوزارة الصحة الموقرة والقائمين على رعاية المرضى (ملائكة الرحمة، والأطباء) بوافر شكرنا وعظيم امتناننا على الدور المنوط بهم، وإن دل هذا فإنما يدل على الصبر والأخلاق العظيمة التي يتحلون بها تجاه مرضاهم".

وقدم الدكتور سلام بن سالم الكندي نائب مدير مستشفى الجامعة محاضرة عن أمراض الدم الوراثية، كما قدم الدكتور خالد بن سعيد الحبسي اختصاصي أول أمراض الدم دائرة خدمات بنوك الدم محاضرة عن التطور الطبي والحاجة للدم، تناول فيها لمحة تاريخية عن تطور علوم نقل الدم والاشتراطات الحديثة في معالجة وحدات الدم إضافة إلى حاجة المجال الطبي المستمرة للدم.

وتخلل الاحتفال عدد من الفقرات والمحاضرات التي تحث على أهمية التبرع بالدم منها محاضرة حول تدريب وتطوير الذات مقدمة من الشبكة العمانية للمتطوعين وعن الأسباب الصحية المانعة للتبرع بالدم والدور الإنساني والديني للتبرع بالدم تركزت على العمل التطوعي في ديننا الإسلامي وأهمية التبرع بالدم للمجتمع، وفي ختام الاحتفال تم تكريم المشاركين في تنظيم هذه الفعالية والفرق التطوعية.

ويأتي هذا اليوم مناسبة لتعزيز الوعي بالحاجة إلى الدم المأمون، ولتوجيه الشكر إلى المتبرعين به الذين يمنحون دمهم المنقذ للحياة هدية للآخرين.

تعليق عبر الفيس بوك