استضافَ بَرْنَامج "مجموعة إنسان" -الذي يقدمه علي العلياني على قناة (MBC1)- الكاتبَ والصحفيَّ سَلْمان الدوسري، والكاتب الصحفي عبدالله بن مجاد العتيبي؛ حيث ناقشت الحلقة قطع العلاقات مع قطر، واتسمت بشفافية كبيرة وطرح جريء من أجل تخفيف حدة ما يحدث.

بدأ مقدم البرنامج العلياني قائلا: اليوم، في تاريخ الخليج لم يحدث مثل هذا القرار، وقد تحدثنا منذ البدء أن المملكة العربية السعودية تحديدًا كظمت الغيظ لأكثر من 40 سنة، وحاولنا عزل الشعب القطري عن هذا الملف، لأن لديه امتدادا تاريخيا وليس له ذنب فيما يجري، متسائلا: هل هي فعلا قرارات غضب أم أنها مزاجية أم لها مبررات منطقية وأدلة دامغة على تورط الدوحة في ملف غدر جيرانها.

وتحدث الكاتب والصحفي سلمان الدوسري قائلًا: هناك حقيقتان يُمكن الانطلاق في الحديث عنهما؛ الأولى من البيان السعودي الذي أكد أنَّ المملكة ستظل سندا للشعب القطري وتدعم أمنه واستقراره، وهذا يعني أن المشكلة مع النظام السياسي وليس الشعب القطري، وعندما نتحدَّث طوال هذا النقاش عن النظام الساسي وليس الكيان القطري، والحقيقة الثانية: المؤامرة؛ فالسعودية ودول الخليج ليست متآمرة على قطر، الحقيقة ليست المفاجأة في القرار، بل في تأخر هذا القرار إلى 21 عاما، وهو دليل على سعة الصدر عالية لدى حكام الخليج طمعًا في بقاء قطر في هذه المنظومة، وللأسف لم تقُم الشقيقة قطر بخطوة واحدة حقيقية للبقاء في هذه المنظمومة، كانت دائمًا ما تُطلق الوعود ولا تنفذ أي منها، وما حدث رغم قساوته إلا أنَّه لا يوجد حل آخر إلا اتخاذ مثل هذه الخطوة الجراحية لإبقاء ما تبقى من قطر في الحضن الخليجي، مع التذكير بأنَّ قطع العلاقات كان ضمن الخيارات المتاحة في العام 2014، ولكن وبعد تعهُّد الدوحة التي لم تنفذ أيًّا منها وعادت كما كانت عليه، لذلك نحن نقول: إنَّ هذه الخطوة وإن كانت قاسية وإن كانت شديدة، إلا أنَّ الدوحة هي من دفعت جيرانها لاتخاذ هذه الخطوة.

وفي السياق، تحدَّث الكاتب الصحفي عبدالله العتيبي قائلًا: قطع العلاقات كان آخر الحلول، وآخر العلاج مع الدوحة؛ لأنَّ ما قامت به الدوحة من تجاوزات فاق كل احتمال وحكمة تتحلى بها قيادة المملكة العربية السعودية وقيادة الإمارات والبحرين، فحجم التجاوز عبر 20 عاما، ربما يتفاجأ الكثير من أبناء دول مجلس التعاون بما تم لأنَّهم لم يطلعوا على تفاصيل الملف وسياسات الدوحة العدائية.