هدية عظيمة!!

خالد بن علي الخوالدي

في هذا الشهر الفضيل الكريم الذي تفيض أيامه جودًا وكرمًا وخيرًا أرسل لهذا البلد هدية عظيمة أحيت عدداً من النفوس بعد غفلة طويلة فهل تتقبل مؤسساتنا والتجار بجميع أطيافهم ومكوناتهم والمواطنين بجميع شرائحهم ومستوياتهم الهدية العظيمة؟ أم سنظل على وضعنا السابق محلك سر وسنعتمد على الغير لاستيراد حتى الإبرة.

الفرص لا تتكرر دائمًا وهذه لدغة لابد أن نتعلم منها فالمؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين، كفى جلدا للذات وسلبية مقيتة بأننا لا نستطيع وغير قادرين، إن كل التجارب والاختبارات التي خاضها الشعب العماني حكومة وتجارا ومواطنين أثبتوا فيها قدرتهم على تخطي كل الصعاب والتحديات والمخاطر، فقط علينا أن نقول لأنفسنا نعم نحن قادرون ولدينا عقول وأيدٍ مخلصة ووفية، نعم نستطيع ألا نكون عالة على أي أحد يتحكم في معيشتنا وملبسنا، نعم نحن نملك المال والقوة البشرية والموقع الإستراتيجي لنكون علامة فارقة وقوية ولنكون سوقاً جاذبة لجميع الأسواق العالمية.. نعم إننا قادرون على أن نعود إلى ما كنَّا عليه كأمة عظيمة بهمة شبابنا وإخلاص رجالنا ووفاء نسائنا، قولوا جميعاً وبلسان واحد صادق وبإرادة واحدة (نحن قادرون) وسترون أن الجبل ينحني طوعا لكم والسماء تمطر لكم ذهبًا والأرض تخرج لكم خيرا تنعم به عُمان وسائر العالم.

لماذا نعتمد علي غيرنا ونحن نملك الطاقة البشرية الجبَّارة ونملك البحار المفتوحة والأراضي الزراعية والمطارات المتطورة والموانئ ذات المواقع الإستراتيجية التي يتمناها غيرنا والبنى التحتية المناسبة من طرق وخلافه، لماذا يا حكومة لا تجتمعي وتقرري أن تفتحي السماء والبحر والبر للتجار والمواطنين بجلب بضاعتهم من بلد المنشأ وبجمارك ميسرة وتسهيلات في الاستيراد والتصدير، لماذا لا تكون عمان بوابة التجارة في الخليج، لماذا أيها التجار لا تتَّحدوا وتشكلوا اتحادا قويا يستطيع أن يستغل هذه الفرصة في الاستيراد مباشرة من دول المصدر بدل مذلة الترانزيت التي أجبرنا أنفسنا عليها، تعلموا الجرأة فمما لا شك فيه أنهم فشلوا ثم حققوا هذا النجاح فلا تخافوا من الفشل وتأكدوا أن عمان بلد خير ولن تفشلوا فقط كونوا على ثقة وحسن ظن بالله وتوكلوا عليه وسنرى عمان بكم أجمل وأحلى.

أيها المواطن وأخصص لك فقرة خاصة للحديث معك لأنك المحرك الرئيسي لكل ما سبق فالتجار مهما اتحدوا واخلصوا في العمل بدونك وبدون وقفتك، لن ينجحوا.. تفهموا المرحلة وظروفها وتحملوا الانطلاقة إذا حدثت فستكون في بدايتها مرهقة عليكم وكونوا إيجابيين، قد تواجهون صعوبة في البداية وغلاءً في الأسعار ولكن مع الوقت والوقت القصير سيكون السوق مفتوحاً وستنعمون بمواد ذات جودة وبأسعار مخفضة فالاستيراد من دول المنشأ والمصدر له إيجابياته الكبيرة لكم وللتاجر وللحكومة فكونوا جميعاً يدا واحدة مع المخلصين من أبناء هذا الوطن.

 

إن ما حدث لسوق الموالح رسالة وهدية لكل الأطراف فهل سنعمل على استغلالها أو ستمر علينا مرور الكرام؟!

دمتم ودامت عُمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com