تفاصيل جديدة عن الأيام الأخيرة لصدام حسين

...
...
...

كشف كتاب حديث، أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قضى أيامه الأخيرة في أكل الكعك وأعمال البستنة بحديقة السجن وسماع المغنية الأميركية ماري جي بلايج، وذلك قبل إعدامه شنقا في عام 2006 عقب الغزو الأميركي للعراق.

وفي انتظار المحكمة كان صدام يستمع لموسيقى مطربة البوب الأميركية ماري بلايج في المذياع، وهذه التفصيلة وغيرها هي جزء من كتاب نشره حارس سابق بسجن بغداد كان قريبا من المشهد وقتذاك.

وبحسب الحارس الأميركي السابق في السجن، فإن أغاني بلايج كانت تخفف على صدام حسين، لاسيما أغنية Family Affair ، أيضا كان يحب ركوب الدراجة الهوائية لتمضية الفراغ القاتل.

وهذا الحارس الذي أصدر الكتاب الجديد هو واحد من الجنود الأميركيين الذين تم تكليفهم بمراقبته في السجن، وينتمون لشركة تعمل في الشرطة العسكرية تسمى 551 وهؤلاء الجنود كان يطلق عليهم "سوبر 12" في إشارة إلى عددهم.

المؤلف هو الحارس "ويل باردنويربر" وكتابه جاء باسم "السجين في قصره: صدام حسين وحرسه الأميركيون.. ما لم ينطق به التاريخ"، الذي قال إن صدام في أيامه الأخيرة كان شديد التهذيب في تناقض لصورته كقاتل وديكتاتور سابق.

ويقول ويل إن الرئيس الأسبق كان يستمتع بأبسط الأشياء في تلك الفترة، ويبدد الوقت في زنزانته وهو يشعر بالرضا ولا يتضجر.

ويستغرب المؤلف وهو يقارن بين صورة رجل كانت له مراحيض من الذهب، ومن ثم حياة بسيطة بحيث يجلس بهدوء على كرسي عادي في حديقة السجن متأملا أحواله تحت الشمس، كذلك حافظ على الاعتناء بالحديقة ورعاية الزهور فيها.

ويكتب باردنويربر أن صدام كان دقيقا في شأن طعامه ويتناوله بهدوء على فترات، حيث يبدأ بعجة البيض ومن ثم الكعك فالفاكهة الطازجة، وبالنسبة لـ "الأومليت" فإذا كان ممزقا فهو يرفضه فورا.

مع الوقت كان صدام قد أنشأ علاقات وصداقة مع حراسه الذين كانوا يتبادلون القصص عن أسرهم وهو يستمع لهم ومن ثم يتحدث هو الآخر.

وفي حين يروي الأميركيون عن أطفالهم في يومهم الأول بالمدرسة، كان صدام يروي قصصا عن نجله الأصغر عدي وتعامله معه في الطفولة.

ويخبر صدام السجناء، كيف أنه غضب مرة من ابنه لدرجة أنه قام بإحراق جميع سياراته، وهي مجموعة واسعة تشمل رولز رويس، فيراري وبورشه، من المركبات الفاخرة.

ثم يضحك صدام بصوت مرتفع، وهو يشير كيف أن ابنه شاهد الجحيم.

وفي الكتاب يقول الجندي الأميركي إن سلوك صدام يمكن أن يفسر في غالبه على أنه تمثيلي، وقد يكون الرجل يخبئ مشاعر إنسانية حقيقية لكنه لا يفصح عنها بوضوح.

ويقول المؤلف والحرس السابق لصدام: "لعل أغرب الأمور أن الجنود الأميركيين الذين كانوا معه حزنوا عليه لحظة إعدامه، برغم أنه كان يصنف عدوا لبلدهم".

وعندما أخرج صدام جثة من غرفة الإعدام على الملأ، كان ثمة حشود يبصقون عليه وينطقون بأبشع الشتائم، أو يضربون جسده الذي لم يعد فيه من حس.

في مقابل ذلك، فإن الحراس الأميركيين الـ 12 الذين أمضوا شهورا في مراقبته، كانوا قد فزعوا لذلك المشهد، بحسب ما يروي المؤلف، ويضيف أن أحد الحرس حاول التدخل لكنه أوقف من قبل زملائه.

ويرى أن صدام كان قد أصبح قريبا جدا من الحراس الذين كانوا ينظرون إليه في صورة تجعله أقرب للجد الحنون، فذات مرة أخبره الممرض العسكري إليس بخبر وفاة شقيقه، فقام صدام على الفور بعناقه، وقال له: "سأكون أخاك".

أيضا كان قد وعد أحد حراسه بأنه سوف يتكفل بالنفقات الجامعية لابنه، إذا ما تمكن من الحصول على المال.

ويقول الكاتب إن أحد زملائه الحراس قال إن صدام حسين كان عندما ينام يبدو "مهيبا ومسالما". ويضيف: "ولكن إذا نزعت عنه النظارة فسوف ترى كائنا آخر".

تعليق عبر الفيس بوك