إشادات واسعة بالمحتوى الفريد للكتاب.. ودعوات للاستفادة منه في الترويج السياحي

"عمان من السماء".. سفير لجمال السلطنة وإضافة ثرية للمكتبة العمانية فنيا وسياحيا

 

الفهدي: وراء الكتاب رجل ذو نظرة فنية عميقة دفعه حبه للوطن إلى توثيق جماله

الطوقي: "عمان من السماء" مفخرة للمؤلف ولكل عُماني يقدر الجهد المبذول في حب السلطنة

البلوشية: ليس مجرد كتاب وإنما يستحق أن يكون منهجا دراسيا ومرجعا سياحيا

الحوسني: الإخلاص في الجهد المبذول يظهر في إخراج صفحات الكتاب بهذه الصورة المشرفة

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية

أشاد عدد من الإعلاميين والكتاب بمحتوى كتاب "عُمان من السماء" لمؤلفه الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي، وقالوا إنه نجح في تجسيد جانب كبير من مظاهر الجمال في البيئة العمانية المتنوعة، حتى صار الكتاب معرضاً فنياً ينبض بالحياة والجمال بين صفحاته التي تحتضن لوحات فنية من تاريخ السلطنة وحاضر نهضتها. وأكدوا أنَّ الكتاب يستحق أن يصل إلى كافة المكتبات العامة والمدرسية والمتخصصة في السلطنة وخارجها، ليسهم في تعريف الأجيال الجديدة بمظاهر الجمال في الوطن ويعزز لديهم مشاعر الانتماء والفخر، إلى جانب صلاحية الكتاب ليكون سفيرا للجمال العماني في كل بلاد العالم بالصورة المبهرة التي تخطف قلوب السائحين وتشجعهم على زيارة السلطنة والاستمتاع بهذا الجمال المتفرد.

ومن جانبه، قال الكاتب الدكتور صالح الفهدي إن كتاب "عمان من السماء" يقدم توثيقاً للصورةِ العلوية التي طافت بتضاريس ومقوّمات طبيعة غاية في الروعةِ حفلت بها الأرض العمانية في مجاهلها وأقاصيها من البوادي والصحارى والسواحل والوديان، والسهول والهضاب والجبال وكل شيء. ولم يكن هذا العمل ليظهر لولا أنَّ وراءه صاحب نظر عميق وفني وفاحص يتمتع بعدّة مزايا أولها حب الوطن، فهذه القيمة هي أعظم ثروة يتزيا بها القلب، ويسعد بها الضمير، لأنَّ من أحب وطنه رأى فيه جماله وروعته، رآى فيه الثروات والذخائر، رأى فيه السعادة والإيجابية، وهو ما يتميز به الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي إضافة إلى مزايا انتقاء الصورة الجميلة التي تظهر مزايا المكان وأبعاده الجمالية، مع ما يرتبط بهذا المشروع من جهد شاقٍ، وعملٍ مضنٍ، وتحمّل الصعوبات التي تتطلبها اللقطات الفريدة، المُميزة.

وأشار الفهدي إلى أن الكتاب أرشف جهد مشروع "عُمان من السماء" المرئي، ليضعه صورة ثابتة يستمتع بها النظر، أو لوحة أخّاذة يفاخر بها المكان أينما علّقت. ويعدُّ إضافةً جديدةً لأنها اتخذت من المكان العلوي مقاماً لها وهذا عملٌ قلّ نظيره في فكرته، وإبداعاته، والجماليات التي جسدتها روعة عمان: مكاناً يملك لب القلب، ويأسرُ الفؤاد.

 

للمواطنين والسائحين

وقال الكاتب الإعلامي خلفان الطوقي إنَّ "عُمان من السماء" كتاب مميز وتحفة عمانية ومفخرة ليس للشيخ أحمد بن سويدان بل لكل مواطن عماني، وليس ذلك مجاملة لأن العمل يمتلك خصائص التحفة لعدة أسباب، منها أن العمل استغرق فترة طويلة امتدت إلى سنوات، ولم يستعجل القائمون عليه إخراجه للنور إلا بعد أن أصبح عملا متكاملا وشاملا ويحوي المناظر الجميلة لجميع محافظات السلطنة، وقد ساعدني الكتاب على اكتشاف كنوز عمان وما تشمله من مقومات سياحية غنية من سهول وجبال وأودية وعمران وقلاع وأسواق بالدليل والبرهان وبالصور، وليس مجرد استرسال في الكلمات أو العبارات الوردية.

وأضاف الطوقي أن الكتاب يتميز بجودة محتواه من ناحية التصميم والصور وحسن اختيار المشاهد التي تعكس الجمال العماني، وبالإضافة إلى المحتوى فإن الكتاب ذا طبعة فاخرة تليق بالاسم الذي يحمله، حيث تم اختيار أجود أنواع الورق، كما تمت مراعاة اختيار الغلاف بالملمس المميز، وراعى صاحب الكتاب التسلسل والترتيب في فصول الكتاب، وبدأ بمعالم الطبيعية وأكمل بملامح النهضة والمناطق التاريخية لينتهي بالمناسبات، ليوثق كل ما تشمله السلطنة من جماليات في صور مشرفة تبعث على الأمل والسعادة.

وأكد الطوقي أنّ الكتاب أرشيف يعتد به ويمكن أن يستهدف السائح والمواطن والمقيم على حد سواء لأنه يحوي مزيجا منتقى بعناية لكل ما يهم معرفته من الذين يقع الكتاب بين أيديهم، ولم ينس صاحب الكتاب أن يراعي الجماليات في مختلف المحافظات، كذلك لم يهمل التاريخ العتيد للسلطنة مع إضافة منجزات النهضة الحديثة، وهو كتاب شامل ومكتمل ومفخرة لمن أنجزه ولكل عماني أراد أن يرى بلده كلوحة فنية جميلة انتجت على هيئة صور نادرة ومن الصعب أن تنتج من أشخاص إلا إذا كانوا مبدعين. وننتظر الفيلم السينمائي والنسخة المترجمة من الكتاب ليكتمل المشهد الفني الخالد.

 

إضافة ثمينة للمكتبات

وقالت الإعلامية عزيزة راشد البلوشية إن "عمان من السماء" إضافة ثمينة للمكتبة العمانية، وليس مجرد كتاب، فهو منهج دراسي ومرجع سياحي، مشيرة إلى أن البيئة العمانية بيئة خصبة ومحفزة للتصوير والأبحاث، ونتمنى أن نرى أعمالاً توثق جمال عُمان في الجبل والسهل والصحراء لأنَّ الجغرافيا العمانية ملهمة للكثير من محبي الدراسة والبحث. كما أن الكتاب يُعد موسوعة من الصور الجميلة التي نتمنى أن يراها العالم كله ليدرك ما في عُمان من مواطن الجمال والفن.

وأضافت راشد: نفخر بهذا الكتاب ونتمنى الاستفادة منه على أوسع نطاق، لأنه لا يضم مجرد صور وإنما تجسيد للإبداع في رسم عمان، ويمثل إنتاج فريق بذل الكثير من الجهد والوقت والمال في سبيل إنجاز يشرف الوطن والمكتبة العمانية تحتاج إلى مثل هذه الكتب التي تعد مرجعاً لكل باحث عن صورة من عمان تختزن فيها مكونات الجغرافيا والتضاريس. ويستحق العمل أن نستعرض محتواه في معارض محلية ودولية لنؤدي شكر صاحب كتاب عُمان من السماء معالي الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي.

 

فخر بجمال الوطن

وقال الإعلامي محمد الحوسني إن حفل تدشين كتاب عمان من السماء أبهر الحضور وعزز لديهم مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن وما تضمه ربوعه من جمال الطبيعة وتنوعها الساحر. وهناك مجهود كبير بذل لإخراج الكتاب بهذه الصورة المشرفة وكل الشكر للشيخ أحمد بن سويدان البلوشي وفريقه الذي ساهم في نقل هذا الثراء الطبيعي وجمعه لنا في كتاب يعد مرجعاً لكل من يرغب في التعرف على هذا الكنز من الصور الخلابة والأخاذه.

 

حفل تدشين حاشد

ويشار إلى أنَّ صاحب السُّمو السيّد تيمور بن أسعد آل سعيد، كان قد دشن كتاب ومعرض "عمان من السماء" الثلاثاء الماضي، لمؤلفه أحمد بن سويدان بن محمد البلوشي؛ في نادي الشفق وذلك وسط حضور مميز من المهتمين.

وفي تصريحات صحفية على هامش حفل التدشين، قال المكرم حاتم الطائي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر (ناشر الكتاب) إنَّ الإصدار الجديد للمؤسسة جاء في إطار حرصها على الترويج للثروات الطبيعية التي حبا الله بها السلطنة، والتعريف بأوجه الجمال من خلال لقطات فريدة من نوعها، مشيرًا إلى أنّ هناك تعاونا مرتقبًا مع الجهات المعنية للترويج للكتاب الذي سيتم توزيعه على أوسع نطاق داخل السلطنة وخارجها. وأضاف الطائي أنّ أهم ما يميز هذا الإصدار أنه يجمع بين جمال الأماكن وبيئاتها الطبيعية، ووجه الشكر للأفراد والجهات التي ساهمت بتعاونها في إصدار الكتاب الذي يعد إضافة إلى المكتبة العمانية والعربية.

ومن جانبه، قال البلوشي إن الكتاب يعكس شغفه بالتصوير منذ الصغر، وبالمناظر الطبيعية التي تزخر بها السلطنة، وأشار إلى أنّه كان ولا زال في حالة ولع بالعدسة وبمُراقبة كل ما حوله مما يجذب الانتباه ويصلح لأن يكون لقطة معبرة، خاصة وأنّه ترعرع في بلدة العراقي الزاخرة بجمال الطبيعة، وتحتضن الأشجار والنخيل والزهور، مشيرا إلى أنه لطالما تمنى أن يستطيع الجمع بين كل مفردات الجمال هذه في لقطة واحدة، وأضاف أن عمله في الجيش السلطاني العماني فتح أمامه المجال للتعرف عن قرب على المزيد من الثروات الطبيعية التي تتمتع بها السلطنة.

وتحدث البلوشي عن مُعطيات الجمال التي أسهمت في تشكيل ذلك الحب النامي بداخله منذ طفولته في خمسينيات القرن الماضي، حيث شغف بألوان النخل والشجر وثمارها المتباينة طعما ولونًا، بل إن زهور العشب بعد مواسم المطر في حقول البر كانت تلفت انتباهه، وجمال ألوان ريش الطيور المهاجرة، كانت تثير شغفه الطفولي، وفي المساء كانت السماء صفحة يتابع نجماتها من بنات نعش إلى الثريا والميزان، وكانت طفولته تصور له أن عبري هي السماء الوحيدة في كونه الطفولي.

وأكد البلوشي في كلمته خلال حفل التدشين أنه كان يحلم بأن يحتفظ بكل تلك المناظر، ولكن لم تكن هناك مدرسة تعلم الرسم، بل لم تكن هنالك مدرسة نظامية في تلك الأيام، كما أن يد النهضة والتطور لم تكن قد وصلت ليمتلك "عكاسة" (كاميرا) في ذلك الوقت ويلتقط صورا لتلك الأبجديات المتاحة في ساحات الجمال. واستعرض تجربته الأولى مع العكاسة في طفولته، عندما شاهدها في الدمام وهو يقف أمام صندوق خشبي ورجل قد أدخل رأسه في قماش أسود اللون مختبئاً خلف ذلك الصندوق، يأمرهم بعدم الحركة لمدة ثلاثين ثانية، وبعد فترة رأى صورته على الورق، فشدته هذه الآلة العجيبة، وبدأت بذور الحلم تتشكل في داخله.

 

بداية رحلة الشغف

وانتقل الشيخ أحمد إلى تلك الرحلة التي خطها القدر في لوحه المحفوظ، حيث حلقت به طائرة عسكرية صغيرة من نوع البيفر بعد التحاقه بالعمل جنديًا في قوات السلطان المسلحة، من رخيوت إلى الخطوط المتقدمة جانوك(حينها)، بالقرب من كلية السلطان قابوس العسكرية في مُحافظة ظفار (حاليا)، والتي كانت بمثابة رحلة الحلم، حيث رأى تفاصيلاً لم يكن يدرك وجودها إلا من هذا العلو، لتضيف إلى ذلك الحلم زخات من ماء الرجاء. وأشار إلى أنَّ تقنية الطائرة بدون طيار ضرب من الخيال حتى عهد قريب، لكنها جاءت وكأنها تفصيلا دقيقا لمخيلته التي وصفها في كتابه (رحلتي في عالم الاتصالات) والذي صدر في عام 2012م، وتأسف الشيخ أحمد البلوشي على مجموعة الأفلام والصور التي التقطها في مراحل مختلفة من حياته ثم فقدها كلها، لذلك حرص على تذكير كل مصور أو رسام أن يقوم بتوثيق كل ما يراه من زاوية للجمال الطبيعي أو التنموي لسلطنتنا الحبيبة، وأن يحتفظ بكل ما يجمعه من مشاهد وصور في جميع البرامج التكنولوجية الذكية التي أصبحت رديف حركاتنا وسكناتنا، وذلك من أجل أن ينقل هذا الإرث المادي أو الثقافي أو الطبيعي للأجيال المقبلة وإلى العالم أجمع.

ورسم البلوشي الابتسامة على ثغور الحضور عندما تحدث عن الصعوبات التي واجهها خلال رحلات التصوير الكثيرة، وقال إنِّه في أحيان كنت يضطر أن يخوض في الوحل، أو أن يصعد الجبال راجلا، ليواجه المفاجآت الكثيرة، وكم هاجمت الطيور من غربان ونسور طائرته الصغيرة بشراسة، أو تشابكت شفراتها مع خيوط الطائرات الورقية، أو عانقتها أغصان الأشجار بحرارة. وقبل أن يختم كلمته توجه بسؤال للجمهور (وماذا بعد عُمان من السماء؟)، وأجاب سؤاله بنفسه (عمان من تحت الماء)، مؤكداً أن عُمان هي تأريخ ثري من الكنوز، تحدها البحار من جهات ثلاث، وحث الهواة والمحترفين أن يشمروا عن سواعد العزيمة، وأن يحملوا أدواتهم ويرتحلوا إلى مكامن الجمال ظاهرها وباطنها، وأن يوثقوا ذلك المزيج من الألوان المنتشرة في سواحل السلطنة وجزرها وخيرانها الكثيرة. واختتم كلمته بالتوجه بالشكر والامتنان لكل من شجعه ليرى هذا الكتاب النور، ولصاحب السُّمو راعي الحفل فكم كان لدعمهم المعنوي واللوجستي الدور الكبير لكي يمضي قدمًا في هذا العمل.

تعليق عبر الفيس بوك